تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات مهرجان التمور السادس في فندق الانتركونتننتال من الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار
التمور الأردنية المصدرة لأستراليا حاصلة على فحوصات اعتمادية
أكد رئيس جمعية التمور الأردنية أنور حداد أن شحنة التمور التي صدرت لأستراليا مؤخرا وأثير حولها لغط بأنها تسببت في إصابة ثلاثة أشخاص بفيروس الكبد الوبائي حاصلة على ثلاث شهادات اعتمادية أردنية من قبل وزارة الزراعة قبل التصدير.
وقال حداد لـ حسنى اليوم الأحد أنه تم إجراء عدة فحوصات للشحنة -جميعها من التمر المجهول- حول خلوها من المتبقيات الكيماوية، وأنها منتجة في بيئة صحية، إضافة إلى إجراء فحص الإيكولاي المتعلق بوجود بكتيريا الصرف الصحي فيها، والذي أكد أن نسبته ضمن المواصفة الطبيعية، لافتا أن فحص الإيكولاي أجري في أستراليا أيضا وأكد صحة الفحص الأردني.
المنتج الأردني قد يكون مستهدفا
وبين حداد أن الأردن بدأ منذ 3 سنوات فقط بتصدير التمر لأستراليا وبكميات لا تتجاوز 40 طنا وتقدر بـ 2 مليون حبة تمر، إلا أنه ترك انطباعا إيجابيا في السوق الأسترالية، وأن منحنى الطلب على التمور الأردنية بدء بالارتفاع، مستهجنا الضجة التي أثيرت حول التقرير الذي نشرته وسائل إعلام أسترالية فقط، وأنه من اللافت للانتباه تكبير ما وصفها بهذه "الفقاعة" بهذا الحجم واستهداف المنتج الأردني بالتحديد، لافتا أن الشركات الإسرائيلية هي جهة منافسة وتصدر لأستراليا أيضا بكميات أكبر من التي يصدرها الأردن.
الزراعة باشرت بحملة تفتيشية احترازية
وكشف حداد أن وزارة الزراعة باشرت اليوم بحملة تفتيشية احترازية على مزارع التمور على امتداد وادي الأردن على خلفية الادعاء الأسترالي، وأن الجمعية من جهتها ستباشر بحملة توعوية ما بين المزارعين والمصدرين لرفع درجة الاحترازية للتعامل مع مثل هذه القضايا والملوثات، كما أنها ستعقد اجتماعا اليوم يجمع خبراء زراعة من الجامعة الأردنية وهيئة الغذاء لوضع خارطة طريق لآلية زراعة وتسويق التمور الأردنية وبحث حقيقة الادعاء الأسترالي.
التمور الأردنية تصدر لأكثر من 15 دولة
وأكد حداد أن الأردن يصدر التمور لأكثر من 15 دولة في العالم، وأنه لم يصل للجمعية أو الحكومة حتى اليوم أي إشعار رسمي من قبل الحكومة الأسترالية أو غيرها حول وجود مشكلة في التمور الأردنية، متوقعا وصول إشعار احترازي اليوم أو غدا من قبل مركز سلامة الغذاء العالمي، وأنه سيتم حينها اتخاذ الإجراءات البروتوكولية اللازمة وتشكيل لجنة فحص لِتفتيش المشاغل والتأكد من مطابقتها للسلامة العامة.
هذا وقد سحبت أستراليا التمور الأردنية من أسواقها احترازيا لحين ظهور فحص العينات الذي قد يستغرق عشرة أيام كحد أعلى.
لا يوجد إثبات بتلوث الشحنة داخل الأردن
وقال حداد أنه لا يوجد ما يثبت أن التمور ملوثة من الجهة الأردنية، فَمسيرة تعبئتها ونقلها وبيعها في أستراليا طويلة وقد تكون تعرضت للتلوث هناك، لافتا أن فيروس الكبد الوبائي قد يحتاج إلى 50 يوما حتى تظهر أعراضه، ومستبعدا ربط التلوث الذي تتحدث عنه أستراليا بالذي حدث في بريطانيا قبل أشهر، باعتبار أن الشركتين الأردنيتين اللتين صدرتَّا لكلا البلدين مختلفتان، ومستبعدا أيضا أن يكون مصدر التلوث هو المياه، حيث تقوم بريطانيا بغسل التمور قبل تعبئتها وفق بروتوكولها، فيما لا تقوم أستراليا بذلك.
حقائق علمية تستبعد أن يكون التمر سببا في نقل الفيروس
ولفت حداد أن السكر يقتل فيروس الكبد الوبائي علميا، وأن التمر يحوي أكثر من 60% من السكر ولا يمكن أن تعيش فيه فيروسات، إلا في حال ارتفعت نسبة الرطوبة فيه أو وضع في وسط مائي أو تم تجميده.
وتقدر قيمة الاستثمارات الأردنية في مجال التمور بنصف مليار دينار وبكميات تصل إلى 7-8 آلاف طن، ويعتبر النخيل من أكفأ المحاصيل في استخدام الماء، فكل متر ماء مكعب يستخدم لِسقايتها يعود بمردود مالي يصل لنحو 20 دولار.
ما هو فيروس الكبد الوبائي؟ وكيف ينتقل؟
صنف استشاري أمراض الجهاز الهضمي د. محمود حلوة لـ حسنى اليوم الأحد أنواع التهاب الكبد الوبائي إلى 3 أصناف: (أ) و (ب) و(ج)، مبينا أن التهاب الكبد (أ) يصنف بـ"الوبائي" فقط لانتقاله عبر الطعام الملوث بينما ينتقل النوعين الآخرين عبر الدم الملوث أو الاتصال الجنسي أو الإبر الطبية غير النظيفة.
وينتقل التهاب الكبد الوبائي (أ) بسبب قلة النظافة الشخصية وعدم اتباع أساليب النظافة الصحيحة وغسل الأيدي عند الخروج من دورات المياه، مما يؤدي إلى انتقال جزء من فضلات الشخص المصاب إلى الأطعمة ما يتسبب بانتقال الفيروس لهم عند تناولها.
وأكد الدكتور حلوة أن الطعام النيء أو غير المغسول أكثر عرضة لنقل الفيروس من الطعام المطهي أو المغسول، وأن الفيروس ينتهي عند تكرار المياه العادمة المستخدمة في الري أو الزراعة، إلا أن انتقاله يسهل في حال اختلاط المياه العادمة بمياه الشرب واستخدام هذه المياه المختلطة بغسيل أي من المنتجات.
أعراض التهاب الكبد الوبائي (أ)
وقال الحلوة أن الطعام يجب أن يكون ملوث بكميات كبيرة تتجاوز أحماض المعدة التي يمكن أن تتغلب على الفيروس في حال كانت نسبته قليلة، لافتا أن الخطر يتحقق في حال تجاوز الفيروس الأحماض المعوية ووصوله للدم، بحيث يقوم بهاجمة خلايا الكبد ويؤدي إلى الإصابة بالتهاب حاد.
وبين الحلوة أن أعراض الإصابة بهذا الفيروس تتمثل بأوجاع في المعدة والغثيان والقيء، قد يصاحبها ارتفاع حرارة الجسم، وظهور صفار في العينين بعد عدة أيام، لافتا أن فترة حضانة الفيروس من 10 أيام لأسبوعين.
العلاج
وبين الحلوة أنه لا علاج مضاد لفيروس الكبد الوبائي (أ) وإنما تتمحور خطوات العلاج بتوفير كافة الظروف المناسبة للكبد حتى يتعافى، عن طريق إعطاء المريض أدوية للتقيؤ ومعالجة الأوجاع ومنحه المغذيات بالوريد والابتعاد عن الأكل الدسم والدهون حتى يتسنى للكبد فرصة التعافي.
يذكر أن الأردن قد أدرج مطعوم الكبد الوبائي (أ) ضمن البرنامج الوطني للتطعيم للأطفال العام الماضي.