الرسوبيات والطمي مصيدة المقدمين على السباحة في السدود

الصورة
يافطة لسلطة وادي الأردن حول السباحة في السدود | جميع الحقوق: موقع حبر
يافطة لسلطة وادي الأردن حول السباحة في السدود | جميع الحقوق: موقع حبر
المصدر

لا زال المجتمع الأردني مكلومًا على حادثة الغرق التي وقعت أمس الثلاثاء في سد الكرامة وأودت بحياة أربعة أطفال دون الثماني سنوات يسكنون تجاوزًا في بيت شعر يقع في حرم السد. 

لا تعتبر هذه الحادثة هي الأولى وإنما شابهها حوادث كثيرة لحالات غرق لمواطنين بأعمار مختلفة من أطفال وشباب، بعد سباحتهم في بحيرة السد متجاوزين الشواخص التحذيرية وكاميرات المراقبة المحيطة بالسد وذلك بحثًا عن مناطق للتنزه والسباحة.  

ولكون  السـدود تتبع لسلطة وادي الأردن، تواصلنا مع أمين عام السلطة بالوكالة م. منار محاسنة والتي بدأت حديثها لـ حسنى اليوم الأربعاء معزيةً أهالي الأطفال المتوفين بهذا الحادث المؤسف. 

بحيرات السدود جميلة إلا أنها ليست آمنة للتنزه والسباحة أو السكن

بدأت محاسنة حديثها بتأكيدها أن بحيرات السـدود لا تصلح للسباحة حيث أنها لا تشبه المسبح الذي يقيم بأبعاد محددة مخصصة للسباحة، مضيفةً أن بعض السدود في الأردن مضى على تشغيلها أكثر من 40 عامًا ما يعني تراكم الطمي والرسوبيات فيها والتي تعتبر مصيدةً حتى للماهرين في السباحة.

وبينت محاسنة أن شح الهطول المطري هذا العام جعل منسوب المياه في السـدود قليل، ما يزيد من خطر الوصول إلى الطمي والرسوبيات عند السباحة المخالفة. 

ووجهت دعوةً إلى المواطنين بضرورة التوعية بخطورة السباحة في السدود خاصةً للأطفال الذين تجذبهم المياه وتستهويهم السباحة فيها.

حرم السدود مناطق خارج التنظيم وخطرٌ السكن فيها

أشارت منار محاسنة إلى أن سلطة وادي الأردن تستملك أراضٍ واسعة حول مواقع السدود ومناطق حماية أولى وثانية وثالثة كإجراء احترازي في حال حدوث فيضان في السد إضافةً إلى إجراءات الحراسة والمراقبة بالكاميرات والشواخص الإرشادية أو ورشات التوعية أو تبليغ المواطنين المعتدين على مصادر المياه. 

إلا أن بعض المواطنين وفق محاسنة يقدمون على السكن سواء في بيوت شعر أو البناء في حرم السدود التي تقع خارج التنظيم، رغم خطورة العيش هناك وعدم صلاحيتها لذلك. 

وأكدت محاسنة أن السلطة تقوم بتنبيههم من خلال مدير السد في الموقع أكثر من مرة، وقد تقدم على إزالة البناء من المنطقة إلا أن بعض المواطنين يصرون على البقاء في أماكنهم. 

" السلطة لا تتوقف عن مراقبة هذه الأراضي والتعامل مع الاعتداءات الحاصلة على مواقع السدود ونتعامل معها باستمرار في حال البناء حول المنطقة ويتم تسليم التنبيه للمقدمين على الاعتداء"، وفق محاسنة.

وأكدت محاسنة أن وعي المواطنين يسيطر بشكل كبير على هذه الاعتداءات التي تقع على حرم السدود والتي قد تكون سببًا في بعض الأحيان إلى حوادث الغرق.

مياه سد الكرامة مياه مالحة 

وبينت منار محاسنة أن مياه سد الكرامة مياه مالحة غير صالحة للاستخدام كالشرب أو غيره، وأن هناك دراسات مستمرة تجيرها سلطة منذ فترة عن مدى صلاحية مياه السدود للاستعمالات المختلفة. 

وأكدت محاسنة أن حماية كل متر في السدود عملية صعبة جدًا مع أن كاميرات مراقبة تغطي مساحات واسعة في السدود إضافة لارتباطها بمكتب السد في موقع السد ومركز الأزمات في وزارة المياه. 

يذكر أن هناك دعاوى كثيرة رُفعت على سلطة وادي الأردن نتيجة حوادث الغرق إلا أن قرارا قضائيًا صدر بعدم مسؤولية السلطة عن حالات الغرق نتيجة إجراءاتها المتخذة. 

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00