صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
Puma تسقط أمام المقاطعة الداعمة للقضية الفلسطينية
على الرغم من تقليل البعض من جدوى قرارات المقاطعة الشعبية لمنتوجات الدول الداعمة للحرب الصهيونية على غزة الأبية، وقدرتها على التأثير على صانعي القرار في تلك الدول، إلى جانب تشكيك البعض الآخر بجدوى استثمار مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات التي يتيحها الفضاء الإلكتروني لمخاطبة الغرب المنحاز برمته إلى رواية الاحتلال؛ إلا أن ما يجري على أرض الواقع يخالف ما ذهب إليه هؤلاء.
هل تأثرت شركة بوما Puma بحملات المقاطعة ؟
ولعل ما قامت به الشركة الألمانية الرياضية العملاقة "بوما" Puma بإلغاء رعايتها لمنتخب "إسرائيل" لكرة القدم، ما هو إلا نتاج حقيقي لما يمكن أن تحدثه هذه القرارات الشعبية في سياسات أكبر شركات العالم في مختلف الميادين، ومنها الرياضي.
وتعتبر شركة "بوما" Puma واحدة من أشهر شركات إنتاج الملابس الرياضية في العالم، وترعى عددا كبيرا من أبرز أندية ألمانيا والعالم.
مبررات واهية
المبررات التي ساقتها الشركة الرياضية "بوما" Puma لهذا القرار؛ بأنها كانت قد اتخذت هذا القرار في وقت سابق من العام الحالي وأنها لم ترضخ لتهديدات المقاطعة، ما هي إلا مبررات واهية.
فحملات المقاطعة التي انطلقت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي كانت مؤثرة، وحظيت بتأييد واسع من الجماهير العربية والإسلامية بل وكثير من الجماهير في كل العالم.
فهذه التهديدات بمقاطعة منتوجات الشركة آتت أكلها، واستجابت الشركة لمطالبة أكثر من 200 ناديا فلسطينيا وملايين العرب بالتخلي عن رعاية المنتخب الصهيوني، الذي يمثل دولة نازية إرهابية تشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني في غزة، وذلك في خطوة في إيجابية تؤكد أن ثقافة المقاطعة واستثمار مواقع التواصل الاجتماعي لها مردود إيجابي كبير في كافة المجالات.
تغريدات قد تغير الواقع
وكنا قد أشرنا هنا في أكثر من مقالة إلى أهمية أن يستثمر نجوم الرياضة العرب أينما كانوا شهرتهم وقدرتهم في التأثير على الواعدين والشباب من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضا..رياضيون عرب وأجانب يساندون المقاومة الفلسطينية
فأسماء كبيرة في عالم الرياضة؛ أمثال المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز وغيرهم ممن يحظون بشعبية جارفة، بإمكانهم أن يحدثوا تأثيرا إيجابيا على المواطنين في الغرب.
فتغريدة واحدة قد تغير كثيرا من مواقف هذه الجماهير، إلى جانب أن منشورا قصيرا أو صورة على حساب أحدهم، قد تغير نظرة الكثيرين من متابعيهم للعرب والمسلمين وللقضية الفلسطينية.
ومع أن عددا لا بأس به من الرياضيين العرب كانوا عند حسن الظن، ولم يأبهوا بتهديدات البلدان التي تحتضنهم، وعبروا عن دعمهم ومساندتهم لغزة في مواجهة العدوان الصهيوني، إلا أننا ما زلنا بحاجة للمزيد من هذه التغريدات التي تحدث فارقا مع مواطني الدول الغربية. فإسرائيل وأميركا تدركان أن حربهما ليست في أرض غزة فقط، بل تعدتها إلى حرب إلكترونية أشمل، وهدفهما الآن أصبح تغيير صورة "إسرائيل" الإجرامية، إلى جانب استقطاب الجمهور العربي والإسلامي لموقف معارض لما قامت به حركة حماس وكتائب القسام.