صحفي رياضي، مقدم برنامج في التسعين
"فدائي".. في غزة وفي الملاعب
في الوقت الذي تسطر فيه كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية ملحمة تاريخية بتصديها للجيش الصهيوني الذي يشن حرب إبادة جماعية في أرض غزة الطاهرة، يقاوم المنتخب الفلسطيني لكرة القدم، الملقب بالـ "الفدائي"، في ميدان آخر ويخوض تصفيات كأس العالم 2026.
ورغم أننا ندرك تماما أنه لا يمكن المقارنة بأي حال من الأحوال بين ما تقدمه المقاومة وأهل غزة من تضحيات جسام، وبين ما يقدمه لاعبوا كرة القدم في إطار تصفيات كأس العالم، إلا أنه لا بد من إلقاء الضوء على أهمية المشاركة الفلسطينية في هذه التظاهرة الكروية العالمية.
فالمنتخب الفدائي دخل مباراته الأولى أمام لبنان متوشحا بالعلم الفلسطيني ورافعا صور الشهداء ومرتديا الكوفية الفلسطينية، موجها رسالة واضحة للعالم مفادها أن الفلسطيني سيقاوم من أجل وطنه في شتى الميادين.
ظروف استثنائية
المنتخب الفلسطيني يدرك تماما أنه يخوض تصفيات كأس العالم في ظروف استثنائية لا مثيل لها عالميا، فلا معسكرات ولا مباريات ودية، شأنه شأن المنتخبات المنافسة.
وإلى جانب ذلك، يعاني من غياب بعض لاعبيه الذين سجنوا في غزة، ومن نجح منهم في الالتحاق بالمنتخب ترك خلفه زوجة أو أما ثكلى في مواجهة عدو متوحش لا يرحم طفلا ولا امرأة أو شيخا، ومع ذلك شارك في المباراة لرفع علم بلده رغم الألم الذي يعتصر قلبه.
تأطير الوجود الفلسطيني
ولا شك أن وجود المنتخب الفلسطيني على الساحة الرياضية مهم للغاية، فهو يؤطر الوجود الفلسطيني بين أشقائه العرب وبين أصدقائه الآسيويين والأجانب، ويمنحه فرصة المحافظة على قضيته حية في الذاكرة العربية والآسيوية، فالرياضة وسيلة حيوية للتواصل خاصة بين فئة الشباب المعول عليهم الدفاع عن القضية العربية الأسمى للعرب.