في تطور هو الأخطر منذ سنوات في الصراع بين إيران و "إسرائيل"، شنت تل أبيب فجر اليوم الجمعة عملية عسكرية غير مسبوقة داخل العمق الإيراني، استهدفت مواقع عسكرية وأمنية حساسة في العاصمة طهران وعددا من المحافظات الإيرانية، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من كبار قادة الحرس الثوري والعلماء النوويين الإيرانيين.

عملية "الأسد الصاعد": ضربة افتتاحية واسعة النطاق

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية واسعة أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، نفذت خلالها العشرات من طائراته الحربية ضربات متزامنة على أهداف منتخبة في إيران، شملت مقار قيادية للحرس الثوري الإيراني، ومنشآت نووية، وقواعد صواريخ، ومنشآت لتصنيع الطائرات المسيّرة، فضلاً عن اغتيال عدد من كبار الشخصيات العسكرية والعلمية الإيرانية.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين أن العملية حققت "نتائج أفضل من المتوقع"، مؤكدين أن الضربة شملت أهدافا بالغة الأهمية في قلب طهران ومدن أخرى كـ نطنز، كرمانشاه، تبريز، خرم آباد وخنداب.

اغتيالات تطال كبار قادة إيران

أكدت وكالة تسنيم الإيرانية مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي في الهجوم، إلى جانب العالمين النوويين مهدي طهرانجي و فريدون عباسي. كما تحدث التلفزيون الإيراني عن تقارير غير مؤكدة حول اغتيال عدد آخر من كبار القيادات العسكرية بينهم:

• اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

• علي شمخاني مستشار المرشد الأعلى، والذي أصيب بجروح حرجة.

• اللواء غلام علي قائد مقر خاتم الأنبياء التابع للقوات المسلحة.

إلى جانب ذلك، أفادت السلطات الإيرانية بسقوط 5 قتلى مدنيين وإصابة 20 آخرين في منطقة نارمك شرقي طهران نتيجة القصف الإسرائيلي.

أهداف الضربة : ضرب البرنامج النووي الإيراني

أشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن هدف الهجوم يتمثل في إزالة التهديد النووي الإيراني عبر تصفية أبرز علماء الذرة وتعطيل المنشآت النووية. فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، وتهدف إلى منع طهران من بلوغ العتبة النووية.

في السياق نفسه، كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن "إسرائيل" اتخذت قرار الهجوم بعد رصد اقتراب إيران من تحقيق اختراق نووي خلال أيام.

إيران تتوعد برد قاسٍ

في أول رد رسمي، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم، متوعداً "إسرائيل" بـ "عقاب شديد ومصير مرير لا مفر منه"، كما حمل الولايات المتحدة مسؤولية مشتركة مع تل أبيب في العدوان.

بدوره، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن "إسرائيل وأمريكا ستدفعان الثمن"، متعهداً برد عسكري عنيف سيطال العمق الإسرائيلي.

إسرائيل تستنفر: مخاوف من ضربة إيرانية وشيكة

وسط تصاعد التوتر، أكدت مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أن الرد الإيراني قد يكون وشيكاً خلال ساعات، مرجحة إطلاق مئات الصواريخ الباليستية نحو أهداف داخل إسرائيل. ودعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية المواطنين للبقاء في الملاجئ باستمرار، فيما تم إعلان حالة الطوارئ وإغلاق المجال الجوي الإسرائيلي "حتى إشعار آخر".

كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن مسؤولين تأكيدهم أن تل أبيب مستعدة لتحمل "ثمن المواجهة" مقابل منع إيران من تطوير سلاح نووي.

حكومة الاحتلال الإسرائيلي تدير العمليات من مواقع سرية

أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه يسرائيل كاتس يديران العملية العسكرية من مركز قيادة محصن تحت الأرض، بعد نقل كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى أماكن آمنة مع بدء الهجوم.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر صادق بالإجماع على قرار تنفيذ الضربة، وسط تنسيق كامل مع الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية.

مشهد التفجيرات في طهران: استهدافات مركزة ومناطق حساسة

شهدت طهران دوي انفجارات كبيرة تركزت في:

• منطقة محلاتي شمال شرق العاصمة حيث يقيم كبار قادة الحرس الثوري.

• محيط منشأة بارشين العسكرية شرق طهران.

• منشآت دفاعية ومقار أمنية في جنوب غرب العاصمة.

فيما أكدت وكالة نورنيوز الإيرانية سماع انفجارات عنيفة في محلاتي،  وأفاد مراسل الجزيرة سماع 6 انفجارات كبيرة في أنحاء متفرقة من طهران.

إلى جانب ذلك، استهدفت الغارات الإسرائيلية موقع "أحمدي روشن" لتخصيب اليورانيوم في نطنز، ومنشآت في تبريز وكرمانشاه وخرم آباد لتصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة.

تداعيات إقليمية مباشرة: العراق يغلق أجواءه والطيران المدني الإسرائيلي يُحوّل

بالتزامن مع الضربة، أعلن العراق إغلاق أجوائه بالكامل أمام جميع أنواع الطيران. كما أفادت القناة 12 الإسرائيلية بتحويل حركة الطيران المدني الإسرائيلي إلى مطار لارنكا في قبرص كإجراء احترازي.

اقرأ المزيد..برنامج إيران النووي أسرار مخفية