مع دخول اليوم الـ734 من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء الدوليون التوصل إلى اتفاق تاريخي لوقف إطلاق النار، يمهد لإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع، في خطوة وصفت بأنها الأهم منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023. 

ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ، قادتها كل من قطر ومصر وتركيا، بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة.

تفاصيل اتفاق إنهاء الحرب على غزة

أكدت حركة حماس أن الاتفاق ينص على إنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى، وقالت الحركة إنها سلمت القوائم الخاصة بالأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بموجب الاتفاق، داعية الأطراف الضامنة إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ التزاماتها دون مماطلة أو تنصل.

إعلان ترامب: "سلام قوي ودائم"

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور عبر منصة "تروث سوشال" التوصل إلى ما سماه "المرحلة الأولى من خطة السلام"، موضحا أن الاتفاق "يعني إطلاق سراح جميع الأسرى قريبا جدا، وسحب القوات الإسرائيلية إلى خطوط متفق عليها"، مضيفا أن الاتفاق يشكل "يوما عظيما للعالمين العربي والإسلامي ولإسرائيل". 

وأكد في تصريحات لاحقة لقناة "فوكس نيوز" أنه سيتم تشكيل "مجلس سلام جديد" يتولى إدارة المرحلة المقبلة وإعادة إعمار غزة، مشيرا إلى أن إيران "قد تكون جزءا من عملية السلام الأوسع".

دور الوسطاء في شرم الشيخ

قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن الأطراف المشاركة في مفاوضات شرم الشيخ توصلت إلى اتفاق شامل على بنود وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بما يشمل وقف العمليات العسكرية والإفراج عن الأسرى من الجانبين، إضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى القطاع. وأكد أن الإعلان الرسمي عن تفاصيل الاتفاق سيتم لاحقا في شرم الشيخ بحضور جميع الوسطاء.

موقف حكومة الاحتلال

أعلن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه سيعقد اجتماعا لحكومته للمصادقة على الاتفاق، واصفا اليوم بأنه "عظيم لإسرائيل". وقال إنه تحدث هاتفيا مع ترامب وشكره على "التزامه بتحرير الرهائن الإسرائيليين"، داعيا الرئيس الأمريكي لإلقاء كلمة في الكنيست احتفاء بـ"الإنجاز التاريخي". من جانبها، أكدت قيادة جيش الاحتلال أنها بدأت استعداداتها لتنفيذ بنود الاتفاق بناء على توجيهات المستوى السياسي، مع استمرار حالة الجاهزية لأي "تطورات عملياتية محتملة".

احتفالات حذرة في غزة 

وفي غزة، خرج آلاف المواطنين إلى الشوارع احتفالا بإعلان الاتفاق، رغم استمرار القصف الإسرائيلي في ساعات الصباح الأولى. وأفاد الدفاع المدني أن الاحتلال شن سلسلة غارات عنيفة على مدينة غزة ومحيط شارع الصناعة في حي الصبرة، إضافة إلى قصف مدفعي وسط خانيونس، ما أسفر عن إصابات في صفوف المدنيين.

قصف إسرائيلي بعد إعلان الاتفاق 

رغم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، شنت طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم غارات عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، طالت مدينتي غزة وخانيونس. وأكد الدفاع المدني أن القصف تركز في محيط شارع الصناعة بحي الصبرة، وفي مناطق شمال القطاع، ما أدى إلى سلسلة انفجارات ضخمة وإصابات في صفوف المدنيين. وأشار المسؤول في الدفاع المدني محمد المغير إلى أن "الهجمات تواصلت بعد إعلان الاتفاق، خاصة شمال غزة"، واصفا الموقف بـ"المربك والمخيف" في ظل ترقب السكان لبدء سريان الهدنة.

اقرأ المزيد.. تصعيد دموي ومفاوضات حاسمة بشأن القطاع