في اليوم الـ41 من بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتواصل خروقات جيش الاحتلال للهدنة الهشة، لتعيد القطاع إلى مشاهد الدم والدخان بعد سلسلة
23 شهيدا وتحذيرات دولية من انهيار وقف إطلاق النار في غزة
في اليوم الـ44 من بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتصاعد المخاوف من انهيار التفاهمات مع استمرار الغارات الإسرائيلية ووقوع شهداء في مناطق متفرقة من القطاع، وسط تحركات سياسية ودبلوماسية مكثفة لمحاولة تثبيت التهدئة ومنع انزلاق الأوضاع نحو جولة جديدة من التصعيد.
غارات جديدة وعمليات نسف وسط قطاع غزة
أفادت مصادر طبية وميدانية بارتقاء 23 شهيدا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء غارات إسرائيلية استهدفت أهدافا مدنية في مناطق متعددة من قطاع غزة.
كما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف واسعة لمنازل في مناطق خاضعة لسيطرته شمال شرقي مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى موجات نزوح جديدة بين السكان.
خروق متواصلة واتساع الأزمة الإنسانية
تشير بيانات حكومة غزة والدفاع المدني إلى مئات الخروق الإسرائيلية للاتفاق خلال الأيام الأخيرة، شملت قصفا ونسفا وتوغلات محدودة في أطراف مدينة غزة والمناطق الشرقية.
وتؤكد الأرقام الحكومية سقوط شهداء ومئات الجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما اضطرت عائلات عديدة إلى مغادرة منازلها نحو مناطق تفتقر لمقومات الحياة الأساسية، ما يزيد تفاقم الوضع الإنساني.
تحذيرات دولية ومساع لتثبيت وقف إطلاق النار
تتواصل التحركات الدولية لمنع انهيار التهدئة، إذ حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال قمة العشرين من أن زعزعة وقف إطلاق النار ستنعكس على استقرار المنطقة والعالم، فيما دعت القاهرة عبر سلسلة اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين إلى الإسراع في تشكيل قوة استقرار دولية لضمان تثبيت الاتفاق.
تقديرات إسرائيلية لاحتمال عملية عسكرية جديدة
نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر سياسية قولها إن وزراء في "الكابينت" يرون أن عملية عسكرية جديدة في غزة قد تكون "لا مفر منها" بسبب ما يصفونه بـ"تعاظم قوة حماس".
وبحسب الهيئة، فإن الأجهزة الأمنية قدمت تقارير تزعم "زيادة قدرات الحركة ورفضها التخلي عن سلاحها"، فيما لوح مسؤول إسرائيلي كبير بتحرك عسكري إذا لم تنجح واشنطن في إيجاد آلية لنزع سلاح حماس.
حماس: "إسرائيل" تختلق الذرائع وتتحمل مسؤولية التصعيد
حمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "إسرائيل" مسؤولية إفشال التهدئة، محذرا من أن استمرار "النهج العدواني" سيقوض أي جهود دولية للحفاظ على الاتفاق.
ودعت حركة حماس الوسطاء للتدخل العاجل لوقف الخروقات الإسرائيلية، مؤكدة أن الاحتلال "يختلق الذرائع" للعودة إلى الحرب، ورافضة الاتهامات الإسرائيلية حول إرسال مسلح لتنفيذ هجوم داخل غزة.
وأكدت الحركة أن إزالة جيش الاحتلال الإسرائيلي للخط الأصفر وتقدمه اليومي باتجاه الغرب، وما يرافق ذلك من نزوح جماعي وغارات جوية ومدفعية، يمثل "خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار".
موقف الخارجية الفلسطينية: خرق لجهود السلام
طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف "المجازر" الإسرائيلية في غزة، مؤكدة أن استمرار العدوان يشكل خرقا واضحا للجهود الدولية الرامية إلى تثبيت السلام.
ودعت الوزارة مجلس الأمن إلى تطبيق القرار 2803 الخاص بإنهاء الحرب.
وتزعم حكومة الاحتلال أن الغارات جاءت ردا على "خرق" من جانب حماس، فيما ذكرت إذاعة الجيش أن إحدى الغارات في حي الرمال استهدفت مسؤولا في كتائب القسام بالتنسيق مع مركز أمريكي يراقب وقف إطلاق النار.
اقرأ المزيد.. الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية