تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا قديما لوزير مالية الاحتلال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش يعبر فيه عن رؤيته حول
كذب الاحتلال ولو صدقه العالم.. فبركة وادعاءات ليتنصل من استهداف المعمداني
بتبريرات متضاربة، خرج الناطق باسم جيش الاحتلال ليتنصل من مجزرته التي اقترفها بحق الأبرياء العزل في مستشفى المعمداني في منتصف قطاع غزة مساء أمس، وراح ضحيتها أكثر من 500 مدني من نساء وأطفال وشيوخ وجرحى حتى الآن.
محض فبركة وافتراء
وألصق جيش الاحتلال فعلته الشنيعة باتهام حركة الجهاد الإسلامي، قائلا أن صاروخا "فاشلا" حاولت الحركة إطلاقه سقط في مبنى المستشفى، فيما ردت الجهاد على هذه الاتهامات بتأكيدها أن ما تقوله إسرائيل محض فبركة وافتراء، وأن ما يحاول قوله للعالم حجج باطلة وأن المقاومة لا تستخدم المنشآت العامة كمراكز عسكرية.
ودللت الحركة على كذب الاحتلال بتضارب رواياته، فتارة يقول إنه أنذر المستشفى بالإخلاء قبل قصفه، وتارة يقول إنه استهدف مرآب المستشفى فقط.
الصاروخ الذي استهدف المعمداني أمريكي
ويبرر الناطق باسم جيش الاحتلال في مؤتمر صحفي صباح اليوم أن الصور التي حصل عليها لم تظهر وجود أي حفرة لسقوط صاروخ أو أي تضرر كبير في أصل منشأة المستشفى.
الصحيفة الأمريكية "وول ستريت جورنال" كشفت صباح اليوم أن طائرات الاحتلال استهدفت المستشفى بصاروخ من نوع MK-84 وهو أمريكي الصنع.
وأشار محللون عسكريون عبر عدة شاشات تلفزيونية أن هذا النوع من الصواريخ عشوائي وتحدث شظاياه تشوهات في الأجسام، وتزن القنبلة 2039 باوند، منها 945 بوصة هو وزن المادة المتفجرة وهي حشوة شديدة الانفجار.
وفي تعليق له قال رئيس هيئة الاستخبارات التركي السابق اسماعيل حقي بكين:
"بحسب خبرتي بعد مشاهدة حجم الدمار الذي حل بالمستشفى، فإن قصف المشفى تم باستخدام قنبلة MK-84 الأمريكية ويستحيل أن يكون القصف بصاروخ للمقاومة، مذكرا أن الولايات المتحدة قد زودت إسرائيل بالعديد من الذخائر والمعدات أول أمس من ضمنها هذا النوع من الصواريخ"
هل حرضت بي بي سي لضرب المستشفى؟
لا مبررات لاستهداف المستشفى، تؤكد عشرات المنظمات الإنسانية وعشرات الكلمات الرئاسية لقادة ورؤساء دول، إلا أن قناة الـ بي بي سي التي تتبنى الدعم الأحادي للكيان المحتل في حربه على غزة، قامت بنشر مادة صحفية عبر منصة "إكس" وموقعها الإلكتروني متسائلة فيها:
هل تبني حماس أنفاقها تحت المستشفيات والمدارس؟
بعد نشر هذه المواد الصحفية بيومين، قام جيش الاحتلال باستهداف المستشفى الذي لم يستهدف على مدار الحروب السابقة أبدا.
ويدعي كاتب المادة، وهو ديفيد غريتين David Gritten، أن أنفاق حماس تمر من تحت المستشفيات والمدارس ناشرا خريطة عبر الموقع للتدليل على ذلك، واعتبر الكثير من المعلقين على المادة أن هذا تحريضا مباشرا لقصف هذه المواقع دون الأخذ بعين الاعتبار لعشرات المدنيين فيها.
ويبدو أن المعلقين على مادة بي بي سي اعتبروها تحريضا مباشرا وتهديدا لأمن وسلامة النازحين إلى المستشفيات والمدارس، حيث قامت القناة بعدها باستبدال عنوان موادها وصدرتها بشكل آخر.
المعمداني يتبع للكنيسة الأنجليكانية
ولا يعد المستشفى المعمداني مستشفى للمدنيين فقط، وإنما هو أقدم مستشفى في قطاع غزة، وتم بناؤه ما قبل نكبة فلسطين عام 1948 بأكثر من نصف قرن وسط مدينة غزة، ويقع المستشفى في أحد المربعات السكنية الأكثر اكتظاظا في حي الزيتون.
وبالقرب من المستشفى تقع كنيسة القديس برفيريوس شمالا ومسجد الشمعة شمال شرق ومقبرة الشيخ شعبان جنوب المستشفى، ويتبع المستشفى للكنيسة الأنجليكانية في القدس المحتلة.
وبين أمين عام وزارة الصحة في قطاع غزة أمس، أنه مع بداية كل حرب يتم تسليم إحداثيات المستشفيات إلى الصليب الأحمر باعتبارها إحداثيات مدنية ومحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، حيث يتم تسليم هذه الإحداثيات عبر الصليب الأحمر إلى سلطات الاحتلال لضمان عدم استهدافها.
وأكد الأمين العام لوزارة الصحة في القطاع غزة أن المجزرة سبقها تهديد صريح وتحذير مباشر من الجيش الإسرائيلي بضرورة إخلائها، كما تم توجيه هذا التهديد لجميع المستشفيات في القطاع.
المشهد الإنساني للمستشفى قبل استهدافه
ولن ينسى الناس هذا المؤتمر الصحفي لأمين عام وزارة الصحة وهو يتكلم وسط الجثث والأشلاء، كما لن ينسى العالم أن هؤلاء الأطفال الذين نكرت وجوههم الدماء والشظايا هم ذاتهم من كانوا يرقصون ويلعبون في محيط المستشفى قبل ساعات من قصفه.
اقرأ المزيد.. بايدن يردد كذب الاحتلال ويتهم المقاومة بارتكاب المجزرة