محرر ومذيع أخبار
الانتخابات السورية تشكيك دولي بنزاهتها والمعارضة تصفها بالمسرحية
تجري اليوم انتخابات رئاسية سورية هي الثانية منذ اندلاع الثورة عام 2011 ، تصفها المعارضة "بالمسرحية" وتشكك القوى الدولية بنزاهتها .
تنديد أوروبي و أمريكي واسع
"لن تكون حرةً ونزيهة" ، هكذا وصف وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان أمس الانتخابات الرئاسية السورية منتقدين أيضاً الرئيس السوري بشار الأسد ومقدمين دعمهم لأصوات جميع السوريين الذين نددوا بالعملية الانتخابية باعتبارها غير شرعية .
وكانت دمشق قد ردت السبت بشدة على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية التي نددت بالانتخابات واعتبرتها "باطلة ولا شرعية"، بقولها أن الانتخابات شأن سيادي سوري بامتياز.
غياب البيئة الآمنة والمحايدة
قالت الأمم المتحدة إن الانتخابات ليست جزءا من عملية السلام السورية وأنها لا تنخرط فيها. أشارت إلى أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات ما لم يكن التصويت حراً، نزيهاً، تشرف عليه الأمم المتحدة، ويمثل كل المجتمع السوري".
وأضافت أن موقفها جاء نظراً لظروف إقامة الانتخابات في ظل غياب البيئة الآمنة والمحايدة، واستثناء نحو 13 مليون سوري نازح ومهجر .
نحو 35% من الأراضي السورية لن تنتخب
تجري الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة فقط والمقدرة بأقل من ثلثي مساحة البلاد، ويقطن فيها حوالي 11 مليون شخص، بينما استثني منها ما يزيد عن 9 ملايين سوري هُجّر وشرد على مدى العشرة أعوام الماضية، إضافة لنحو 2.1 مليون نازح، من أصل أكثر من 4 ملايين سوري يسكنون مناطق المعارضة السورية ومناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا.
المعارضة :الانتخابات السورية تخالف القرارات الأممية
يصف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الانتخابات "بِغير القانونية والمسرحية" .
وترتكز المعارضة السورية والكثير من الدول الغربية في رفضها على حقيقة أن الانتخابات لا تتم وفق الشروط المنصوص عليها، في القرار 2254، والذي تبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في العام 2015 لوقف إطلاق النار و التوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
وينص القرار على صياغة دستور جديد لسوريا، تجري وفقا له الانتخابات، بما يسمح بحرية ترشح المعارضين، وهو ما لم يتم حتى الآن، فيما يستند النظام السوري في إجرائه للانتخابات لدستور البلاد، الذي أقر في البلاد عام 2012، والذي تعتبره المعارضة السورية "غير شرعي"، بسبب الظروف التي أُقر بها.
كما أعرب وسيط الأمم المتحدة في سوريا، عن استيائه من عقد الانتخابات، موضحاً أن الانتخابات ليست جزءاً من العملية الدولية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للصراع طويل الأمد.
وكان قد تم تكليف لجنة مكونة من ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني في جنيف بصياغة دستور جديد. ومن المفترض أن يؤدي هذا الدستور المنتظر إلى انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.
الأسد يدلي بصوته وبرفع شعار الأمل بالعمل
وقد أدلى اليوم بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد بصوتيهما ، فيما تناقل الناشطون المعارضون صوره إلى جانب آلاف القتلى الذي راحوا ضحية العنف الذي مارسه خلال العشر سنوات الماضية متسائلين عن أي أمل و انتخابات يتحدث ؟
عبارة "الأمل بالعمل" اختاره الأسد شعاراً لحملته الانتخابية ، في ظل وضع اقتصادي بائس وفقر مدقع يشتكي منه السوريون داخل مناطق سيطرة النظام ،ووفق الإحصاءات الأممية فقد تضاعفت الأسعار إلى نحو 20 مرةً عما كانت عليه قبل عام 2011، هذا وستمنح أصوات الناخبين الأسد سبع سنوات جديدة في الحكم.
منافسو الأسد، ظلٌ حكومي لمشاركة شكلية .
ينافس الأسد كل من عبد الله سَلوم عبد الله، الذي شغل سابقا منصب نائب وزير، ومحمود أحمد مرعي، وهو رئيس حزب معارض صغير يحظى بموافقة رسمية.
هذه المنافسة التي وصفتها المعارضة والأمم المتحدة "بالشكلية " لِكون المنافسين أعوانٌ للنظام السوري ، فصورهم لم تملأ الشوارع ومراكز الاقتراع كبشار الأسد كما أن برامجهم الانتخابية تكاد تكون نقطة في بحر ما أعلن عنها بشار الأسد ، ما دفع العديد من الناشطين للتعليق بشكل هزلي قائلين :" المنافسين نفسهم حَيصوتوا لبشار ".
الانتخابات تنعقد في ذكرى استشهاد أيقونة الثورة حمزة الخطيب
وينتاب الناشطون السوريون على منصات التواصل الاجتماعي اليوم مشاعر الألم والحزن لمشهد انتخابي كان مرجواً أن يكون حراً ونزيهاً بعد أن خطف النظام ثورتهم وأمانيهم بوطن حر و ديمقراطي و آمن ، كما شهدت مناطق إدلب وأرياف حلب مظاهرات واسعة ،مستذكرين الذكرى العاشرة لاستشهاد أيقونة الثورة السورية الطفل حمزة الخطيب ذو (13 عاماً) ، الذي اعتقلتهُ خليّةُ "المخابرات السورية وأطفأت السجائر في جسده وعذّبتهُ بالصعق الكهربائي وأحرقتْ جسده ثمّ قتلتهُ في جريمةٍ مشهودةٍ، في 25 أيار 2011.