في القطاع الذي ما يزال ينهض من تحت الركام، تتقاطع حكايات أطفال غزة مع تفاصيل الفقد اليومي، وتروي كل أسرة قصة من الألم والصبر والنجاة، وبين
الشتاء يفاقم معاناة نازحي غزة داخل الخيام وسط أوضاع إنسانية صعبة
مع دخول اليوم الـ37 من وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتجدد معاناة المدنيين في مختلف مناطق القطاع، خصوصا النازحين الذين يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحماية، بالتزامن مع هطول الأمطار واقتراب فصل الشتاء.
وبينما تستمر المأساة، تتكثف النقاشات السياسية والدولية حول مستقبل القطاع، في ظل خطط عسكرية دولية وتسريبات مثيرة للقلق، وتراجع في دخول المساعدات الإنسانية التي باتت غير كافية لسكان غزة.
غارات إسرائيلية وتجدد معاناة النازحين
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات جوية على مناطق تقع خلف الخط الأصفر شرقي مدينتي خانيونس وغزة، بالتزامن مع ظروف مناخية قاسية تزيد من معاناة النازحين القاطنين في مخيمات متهالكة، كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لمبان سكنية في مدينة رفح ضمن المناطق الخاضعة لسيطرتها خلف الخط الأصفر.
الرئاسة الفلسطينية تناشد لإدخال البيوت الجاهزة
دعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة والدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، للضغط على "إسرائيل" للسماح بإدخال البيوت المتنقلة والخيام إلى غزة، خاصة مع دخول المنطقة أول منخفض جوي.
وأكدت أن الخيام المتوفرة حاليا بالقطاع متهالكة وغير قادرة على حماية المواطنين من الأمطار، مطالبة بإزالة القيود الإسرائيلية التي تمنع إدخال مواد الإيواء والمستلزمات اللازمة لحماية الأطفال والنساء وكبار السن.
تحذيرات أممية من انتهاكات إسرائيلية
أكدت وكالة الأونروا أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك القانون الدولي عبر تقييد دخول المساعدات إلى غزة، موضحة أن ما يدخل حاليا لا يتجاوز نصف الكمية اليومية المطلوبة، أي بين 500 و600 شاحنة فقط.
وأشارت نائبة المفوض العام ناتالي بوكلي إلى أن الوكالة تمتلك مخزونا يكفي لـ6 آلاف شاحنة من الغذاء والخيام والمواد الأساسية المتوفرة في الأردن ومصر، لكن هذه الإمدادات لم تصل إلى غزة بسبب العراقيل الإسرائيلية. ودعت بوكلي المجتمع الدولي لزيادة الضغط على "إسرائيل" لضمان تدفق المساعدات بلا قيود.
تواصل تسلم الجثامين
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة تسلمها جثامين 15 فلسطينيا أفرجت عنهم "إسرائيل"، ليرتفع مجموع الجثامين التي استعادها القطاع منذ 14 تشرين الأول الماضي إلى 330 جثمانا.
وأوضحت الوزارة أن 97 جثمانا فقط جرى التعرف عليها حتى الآن، بينما تواصل الطواقم الطبية العمل وفق بروتوكولات الفحص والتوثيق، رغم غياب الأجهزة الطبية المتخصصة.
مسار التعرف على الجثامين
تتم عملية التعرف على الجثامين عبر عائلات الضحايا الذين فقدوا أبناءهم خلال العدوان، وذلك من خلال ملامح جسدية أو ملابس بقيت على الضحايا، في ظل استمرار احتجاز سلطات الاحتلال لجثامين فلسطينية كانت قد بلغت 735 جثمانا قبل وقف إطلاق النار، وفق الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء.
مواقف فلسطينية من مشروع القرار الأمريكي
مع اقتراب جلسة مجلس الأمن غدا الإثنين للتصويت على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بخطة الرئيس دونالد ترامب لوقف الحرب على غزة، أكدت حركة حماس ضرورة أن تتضمن الترتيبات ضمانات تمنع استئناف العدوان وتحقق انسحابا إسرائيليا.
وشددت الحركة على ضرورة أن يكون إدخال المساعدات وضبط الترتيبات الداخلية شأنا فلسطينيا خالصا، مشيرة إلى توافق فصائلي على دور قوات حفظ السلام في منع تجدد العدوان دون التدخل في تفاصيل الحياة داخل القطاع.
خطط أمريكية لتقسيم غزة إلى مناطق "خضراء" و"حمراء"
كشفت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن وثائق تخطيط عسكري أمريكي تشير إلى خطة لتقسيم غزة على المدى الطويل إلى منطقتين:
-
منطقة خضراء: تحرسها قوات دولية وإسرائيلية وتبدأ فيها عمليات الإعمار.
-
منطقة حمراء: تُترك في حالة خراب.
ووفق المصادر، ستنتشر قوات أجنبية في البداية شرق غزة إلى جانب قوات الاحتلال، مع الإبقاء على التقسيم القائم وفق "الخط الأصفر" الذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ المزيد.. غارات إسرائيلية جديدة وتواصل خروقات وقف إطلاق النار