شهداء في الضفة الغربية واستمرار الحرمان من الصلاة في الأقصى

الصورة
فلسطيني يتوضأ وحيدا أمام قبة الصخرة المشرفة لأداء صلاة الجمعة - 24 تشرين الثاني 2023
فلسطيني يتوضأ وحيدا أمام قبة الصخرة المشرفة لأداء صلاة الجمعة - 24 تشرين الثاني 2023
المصدر

مع دخول الهدنة الإنسانية المؤقتة اليوم الجمعة حيز التنفيذ، واصلت قوات الاحتلال همجيتها في كافة أنحاء الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين عبر حرمان المصلين من أداء صلاة الجمعة داخل المسجد الأقصى المبارك للجمعة السابعة على التوالي، والاعتداء على كل من يحاول أداء الصلاة بالقرب من أسوار المسجد الخارجية، إضافة لاستباحة دماء الفلسطينيين في مختلف أنحاء الضفة.

حرمان من أداء الصلاة في الأقصى للجمعة السابعة على التوالي 

البداية من مدينة القدس المحتلة، حيث اعتدت قوات الاحتلال الهمجية على الفلسطينيين في حي وادي الجوز شمالي المدينة خلال أدائهم صلاة الجمعة قرب المسجد الأقصى المبارك بعد أن منعتهم من الوصول للمسجد لأداء الصلاة داخله. 

وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع صوب المصلين واعتدت على عدد منهم بالضرب.

وعقب ذلك، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس في بيان لها إن قوات الاحتلال منعت المصلين ممن هم دون الـ 70 عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك، ما تسبب بانخفاض كبير في أعداد المصلين الذين تمكنوا من الوصول إلى المسجد، حيث لم يتجاوز عدد المصلين الذين أدوا صلاة الجمعة داخل المسجد وباحاته الخمسة آلاف مقدسي.

وهذه هي الجمعة السابعة على التوالي التي يقمع فيها الاحتلال المصلين ويعتدي عليهم ويرفض السماح لهم بالدخول للأقصى، الأمر الذي يدفعهم لأداء الصلاة في شوارع الأحياء المجاورة كحي وادي الجوز شمالي البلدة القديمة.

شهيدان في الضفة الغربية

وإلى مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة، حيث استشهد الشاب محمد حناوي ذو الـ 22 عاما بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم عقبة جبر جنوبي المدينة صباح اليوم الجمعة. 

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت المخيم وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب حناوي، وأصابته بالرصاص الحي واعتقلته رغم إصابته، ليعلن عن استشهاده لاحقا متأثرا بالإصابة.

أما في مدينة طولكرم غربي الضفة الغربية المحتلة، فقد استشهد عامر خير الله ذو الـ 27 عاما اليوم الجمعة، متأثرا بإصابته قبل أسبوع. 

وكان الشهيد قد أصيب بقصف طائرة مسيرة خلال عدوان قوات الاحتلال على مخيم طولكرم في السابع عشر من تشرين الثاني الجاري، قبل أن يعلن عن ارتقائه اليوم.

وباستشهاد خير الله يرتفع عدد شهداء طولكرم منذ بدء الاحتلال عدوانه على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 43 شهيدا.

ونبقى في طولكرم، حيث اعتقلت قوات الاحتلال شابا بعد مداهمة منزله في بلدة قفين شمالي المدينة صباح اليوم. 

ولم يختلف المشهد في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فقد أصيب شاب بالرصاص الحي خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة فوريك شرق المدينة الليلة الماضية. 

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت البلدة وأطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع اتجاه الفلسطينيين ما أدى لإصابة الشاب. 

وفي نابلس أيضا، أصيب شاب واعتقل اثنان آخران خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة فجر اليوم الجمعة. 

وأقدمت قوات الاحتلال خلال الاقتحام على إحراق مركبات ومحال تجارية، ما أدى لاندلاع مواجهات في البلدة أصيب خلالها الشاب بالرصاص الحي في قدمه.

وعقب ذلك انتشرت قوات الاحتلال في مختلف أحياء وقرى نابلس واعتقلت فلسطينيين اثنين في قرية كفر قليل جنوبي المدينة، كما داهمت عشرات المنازل واعتدت على سكانها بالضرب المبرح. 

واعتقلت قوات الاحتلال خمسة آخرين واستولت على مركباتهم خلال مرورهم عبر حاجز عسكري جنوبي المدينة صباح اليوم، بالإضافة إلى منع آخرين من مواصلة قطف ثمار الزيتون غرب قرية يانون وأجبرتهم على مغادرة المكان.

اعتقالات بالجملة وهدم للمنازل

لم تتبدل الأوضاع كثيرا في جنين، حيث هدمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد كامل أبو بكر بعد اقتحامها قرية رمانة غربي المدينة. 

من جهته أكد والد الشهيد عدم تلقيه أي بلاغ بهدم المنزل، حيث تفاجأ باقتحام الاحتلال للقرية ومحاصرتها لمنزله، قبل أن تخليه بالقوة وتهدمه. 

واستشهد أبو بكر في آب الماضي، عقب تنفيذه عملة إطلاق نار في منطقة "نحلات بنيامين" في تل أبيب، وأسفرت عن مقتل شرطي من الاحتلال وإصابة ثلاثة مستوطنين بالرصاص، وما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه حتى اليوم.

وخلال اقتحام القرية فجر اليوم، اعتدت قوات الاحتلال بالضرب والتنكيل على عدد من الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم. 

وفي مدينة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال شابين خلال اقتحامها بلدة بديا غربي المدينة فجر اليوم. 

وأفاد شهود عيان بأن القوات المقتحمة اعتقلت شابين واحتجزت آخر، وأطلقت النار تجاه مركبة داخل البلدة وأصابتها بأضرار مادية، دون وقوع إصابات.

جنوبا إلى مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال فتى يبلغ 17 عاما عقب مداهمة منزل ذويه خلال اقتحامها المدينة فجر اليوم، كما داهمت عددا من المنازل في حارة جابر وقامت بتكسير أبوابها وتفتيشها وتحطيم محتويات بعضها. 

وتوجهت القوات عقب ذلك إلى بلدة ترقوميا غربي المدينة واعتقلت عمالا من قطاع غزة يعملون في البلدة.

وظهر اليوم، اندلعت مواجهات عنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، وذلك عقب انطلاق مسيرة منددة بجرائم الاحتلال وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة ومختلف أنحاء الضفة الغربية. 

وتخلل المواجهات إطلاق جنود الاحتلال لقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين دون وقوع إصابات بينهم. 

وفي الأثناء، أصيب ثلاثة فلسطينيين خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم. 

وأفادت جهات طبية بإصابة ثلاثة شبان بالرصاص الحي، أحدهم في ظهره وآخر في الحوض والثالث بالقدم، نقلوا إثرها إلى المستشفى ووصفت حالتهم بالمستقرة، كما اعتقل عقب المواجهات ثلاثة شبان من البلدة.

وتحاول سلطات الاحتلال عبر هذه الجرائم والاعتداءات زيادة مستوى تنغيص حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، ومحاولة اعتقال أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين لتعويض الأسرى في سجونها والذين ستجبر على الإفراج عنهم، عقب رضوخها للشروط التي فرضتها المقاومة الفلسطينية في اتفاق الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة والتي بدأت منذ صباح اليوم ولمدة أربعة أيام قابلة للتمديد.

اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ 49 بدء سريان الهدنة ودخول المساعدات إلى غزة

00:00:00