احتدمت المعارك البرية بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مناطق متفرقة من قطاع غزة في ظل قصف إسرائيلي وحشي متواصل دخل يومه الـ 78 على القطاع المحاصر، وسط تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية مع استمرار العدوان بالتزامن مع اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يهدف إلى توسيع إدخال المساعدات الإنسانية دون الدعوة إلى وقف إطلاق النار. 

وواصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته اليوم السبت قصف مناطق في عموم قطاع غزة، مستهدفة المنازل والتجمعات السكنية والمنشآت التي تؤوي النازحين، بالإضافة إلى الشوارع والبنى التحتية. 

وقصفت طائرات الاحتلال عددا من المنازل وسط مدينة دير البلح ما خلف شهداء وعددا من الإصابات.

كما قصفت طائرات الاحتلال منزلا في مخيم النصيرات الليلة الماضية، وأسفر ذلك عن ارتقاء 18 شهيدا وعدد من الإصابات، كما شن الطيران الحربي غارات على بني سهيلا شرق خانيونس.

وأفادت مصادر صحفية بسقوط عشرات الشهداء في قصف إسرائيلي استهدف جباليا شمالي قطاع غزة، وأشارت المصادر إلى تعذر الوصول إلى المصابين في الشوارع لإسعافهم.

الاحتلال يأمر السكان بالانتقال لمناطق الغارات

وقال مدير وكالة الأونروا في غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يأمر السكان بالانتقال للمناطق التي تتعرض لغارات مستمرة بالقطاع. 

وذلك في وقت أعلنت فيه بلدية غزة عن انهيار منظومة خدماتها بعد 78 يوما من العمل تحت القصف بسبب استمرار العدوان وانقطاع الوقود بشكل تام.

%80 من أطفال غزة يعانون من فقر غذائي حاد

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن أكثر من 80% من الأطفال في قطاع غزة "يعانون من فقر غذائي حاد". 

وأشارت المنظمة أنه في الأسابيع المقبلة سوف يعاني ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الـ 5 من سوء التغذية الذي سيهدد حياتهم. 

وذكرت أن هذه النتائج تبين أن جميع الأطفال الذين يقل عمرهم عن خمس سنوات في قطاع غزة وعددهم 335 ألف طفل معرضون لخطر سوء التغذية الحاد والوفاة، والذي يمكن الوقاية منها لولا استمرار تزايد خطر المجاعة.

الغزيون يبيعون مقتنياتهم لتفادي الجوع

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن الناس في غزة يواجهون الجوع ويبيعون مقتنياتهم مقابل الحصول على الطعام.

وأكد غيبريسوس في منشور على حسابه على منصة "إكس" وجود جوع ومجاعة في غزة. وأوضح:

"يواجه الناس الجوع ويبيعون أمتعتهم مقابل الحصول على الغذاء، الآباء والأمهات يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثي على صحة الناس في قطاع غزة".

وقال غيبريسوس إن منظمة الصحة العالمية وشركاءها يدعون إلى تحسين عاجل للأمن الغذائي من خلال إدخال المساعدات إلى غزة بهدف وقف المجاعة، مبينا أنه لا بد من إعادة توفير خدمات مثل الصحة والمياه النظيفة والنظافة العامة والصرف الصحي.

اقرأ المزيد.. مستشفيات القطاع.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها

136 موظف أممي استشهدوا خلال العدوان 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن 136 موظفا من موظفي المنظمة الدولية لاقوا حتفهم خلال العدوان المستمر على قطاع غزة. وذكر غوتيريش في حسابه على موقع "إكس": 

"قتل ما يزيد على 136 من زملائنا في غزة خلال 75 يوما، وهو ما لم نره من قبل في تاريخ الأمم المتحدة، وقد اضطر معظم موظفينا إلى مغادرة منازلهم، أحييهم وأحيي الآلاف من عمال الإغاثة الذين يخاطرون بحياتهم وهم يدعمون المدنيين في غزة".

جيش الاحتلال يزعم استعداده لبدء "المرحلة الثالثة " من العدوان

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الجيش يستعد لبدء "المرحلة الثالثة" من العدوان على قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية.

ونقلت الهيئة عن مصادر لم تسمها، قولها إن المرحلة الثالثة تشمل إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين دولة الاحتلال وقطاع غزة. 

وزعمت الهيئة أن الجيش سيطر على معظم المناطق شمال قطاع غزة، فيما يواجه صعوبات كبيرة بالمضي قدما في جنوب القطاع.

انتصارات القسام وقتلى وجرحى بين جنود الاحتلال وتدمير دبابات

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن نجاح مجاهديها في تحقيق انتصارات مهمة في مناطق متفرقة من قطاع غزة. في منطقة جباليا شمالي القطاع وجحر الديك وسطه، وقالت الكتائب إنها أوقعت عددا كبيرا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح.

وفي تصريحاتها، أكدت القسام أنها تمكنت من تدمير 5 دبابات، حيث تمت إعادة استخدام صاروخين يزنان 2 طن أطلقهما الاحتلال. هذه الصواريخ لم تنفجر عند الإطلاق حيث تمت إعادة زراعتهما في طريق تقدم آليات جيش الاحتلال في منطقة جباليا البلد.

وأضافت القسام أن المجاهدين خاضوا اشتباكات مستمرة مع قوات العدو في جباليا البلد شمال القطاع، مستخدمين في ذلك عبوات العمل الفدائي وقذائف "الياسين 105" المضادة للدروع و"TBG" المضادة للأفراد والتحصينات.

في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة، تمكنت مجموعة من المجاهدين من تفجير نفق مفخخ، أسفر عن إصابة وقتل قوات خاصة للاحتلال وقوات النجدة التابعة لها. 

تواصل كتائب القسام وفصائل المقاومة في قطاع غزة خوض اشتباكات ضارية وملاحم بطولية، حيث تم تدمير المزيد من الآليات الإسرائيلية في محاور التوغل، مؤكدة استمرار المقاومة في مواجهة قوات الاحتلال.

كما نشرت سرايا القدس مشاهد من عملية قنص مقاتليها لمجموعة من جنود جيش الاحتلال شرق الشجاعية

تطورات الجبهة اللبنانية

تواصلت التصعيدات في المنطقة مع إعلان "حزب الله" عن مقتل عنصرين جديدين نتيجة للقصف الإسرائيلي على جنوب لبنان. في بيان جديد، نعى الحزب علي حسين حرب "جعفر" من بلدة يارون، الذي ارتقى "شهيدا" على طريق القدس، وذلك بحسب التعبير الذي اعتاد الحزب الإعلان فيه عن مقتل عناصره.

 كما أعلن الحزب عن مقتل الجريح حسن عبد النبي طليس "صالح" من بلدة بريتال في البقاع.

في سياق متصل، نجا فريق قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" من غارة إسرائيلية استهدفت طريق الخردلي - دير ميماس، حيث أصيب مصور القناة خضر مركيز بجروح طفيفة في العين.

وشهدت المنطقة قصفا مدفعيا إسرائيليا على مجرى نهر الليطاني غربي تلة لوبيي، جنوب لبنان، مما أسفر عن تضرر المنطقة تحت بلدة دير ميماس. كما قام الاحتلال بشن غارات على نهر الخردلي وقصف المنطقة بالقذائف المدفعية.

في سياق آخر، أفادت وسائل إعلام تابعة لـ"حزب الله" بتدمير منزل خال في كفركلا جراء غارة إسرائيلية، واستهداف منزل خال في يارون فجرا. 

يأتي هذا في إطار تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية، حيث استهدف "حزب الله" مواقع وتجمعات لجيش الاحتلال، محققا إصابات مباشرة، بينما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جندي وإصابة آخر.
 

اقرأ المزيد.. مجلس الأمن يصادق على قرار 2720 لدخول المساعدات دون وقف إطلاق النار