مع تصاعد العدوان على قطاع غزة لليوم الـ 95، تتواصل هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي على منازل ومساكن تجمعات المدنيين، ويأتي ذلك تزامنا مع يوم وصفته مصادر إسرائيلية بأنه "الأقسى على جيش الاحتلال" منذ بداية العدوان على غزة في الـ7 من تشرين أول 2023.

وتواصلت الهجمات العنيفة من جيش الاحتلال على قطاع غزة اليوم الثلاثاء، حيث شنت طائرات الاحتلال ومدفعيته هجمات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. 

الصحة تعلن عن حصيلة جديدة لأعداد الشهداء

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 23 ألفا و210 شهداء، بالإضافة إلى 59 ألفا و167 مصابا. وقصفت قوات الاحتلال منزل عائلة أبو سمرة في مدينة دير البلح، كما شنت طائراته غارات على مخيم المغازي وشمالي مخيم النصيرات.

وفي ظل استمرار العدوان، أشار مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى خطر إغلاق 3 مستشفيات في المحافظة الوسطى وخانيونس بسبب أوامر الإخلاء واستمرار القتال. 

وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات على مدينة غزة، بينما قصفت مدفعيته بشكل عنيف المناطق الجنوبية الشرقية لمدينة خانيونس. كما شهدت مناطق أخرى في القطاع استهدافا مكثفا من قبل الاحتلال، أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وناشد ناجون فلسطينيون كانوا عالقين في مدرسة الشهيد محمد الدرة التي تؤوي نازحين بمنطقة قيزان النجار في خانيونس جنوب قطاع غزة؛ الصليب الأحمر للتدخل وانتشال جثامين شهداء من عائلة كاملة لا تزال داخل المدرسة.

مقتل 9 ضباط وجنود جنوبي قطاع غزة 

وأعلن جيش الاحتلال عن مقتل 5 جنود في معارك في قطاع غزة بعد ساعات من إعلانه مقتل 4 آخرين، ليرتفع عدد قتلاه المعلن عنهم اليوم إلى 9 ما بين جنود وضباط. 

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 ضباط وجنود خلال المعارك الدائرة مع المقاومة جنوبي قطاع غزة. ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من تأكيد مصادر إسرائيلية مقتل 9 وإصابة آخرين في عمليتين للمقاومة الفلسطينية خلال الـ24 ساعة السابقة.

وأفادت المصادر إلى  أن أحد الهجومين أدى إلى انفجار ذخيرة في شاحنة عسكرية، أسفر عنه مقتل وإصابة جنود، فيما تضمن الهجوم الآخر قصف مبنى يتمركز فيه جنود للاحتلال جنوبي القطاع.

وأكدت المصادر الإسرائيلية أن هذا الإعلان يعد "الأقسى على الجيش الإسرائيلي" منذ بداية الحرب. وقد كشف الاحتلال عن هذه الخسائر بعد ساعات من إعلان كتائب القسام استهدافها قوة صهيونية خاصة في قطاع غزة.

وأوضحت كتائب القسام أنها نفذت عملية استهداف باستخدام قذيفة مضادة للأفراد، أسفر عنها إيقاع قتلى في صفوف قوة صهيونية والاشتباك مع من تبقى من أفرادها داخل إحدى المدارس في مدينة خانيونس. كما أشارت الكتائب إلى فشل محاولة إسرائيلية لتحرير أسرى إسرائيليين بعد تسلل قوة خاصة إلى مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وفي سياق آخر، أكدت كتائب القسام تنفيذها لعملية استهداف ناقلة جند صهيونية من نوع "بوما" بقذيفة "الياسين 105"، أسفر عنها مقتل جنديين وتدمير ناقلة جند في منطقة الكرامة شمال غرب مدينة غزة.

كما أعلنت كتائب القسام مساء أمس الإثنين أنّها قصفت "تل أبيب" برشقة صاروخية رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين.

من جانبها بثت سرايا القدس مشاهدا لقذائف الهاون التي دكـت بها التحشدات العسكرية في محاور التقدم بمدينة خانيونس يوم أمس.

تطورات الجبهة اللبنانية 

وتشهد الحدود اللبنانية مع الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدا مستمرا من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يواصل قصف المواقع جنوب لبنان حتى اليوم الثلاثاء. في مقابل ذلك، رد حزب الله بقصف مواقع إسرائيلية وتجمعات لجيش الاحتلال. كما قتلت غارة إسرائيلية ثلاثة من أعضاء حزب الله أصابت سيارتهم في منطقة الغندورية جنوبا.

كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع في أطراف بلدة عيترون ووادي السلوقي و تلة حمامص في سردا.

و تجاوز عدد النازحين من جنوب لبنان 69 ألفًا منذ الثامن منتشرين أول الماضي. جاء ذلك في ظل قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب.

وتسبب سقوط صاروخ على جبل "دوف" في إصابة أحد جنود الاحتلال، في حين تم استهداف تجمع آخر للجنود في شتولا. من جهته أعرب وزير الخارجية اللبناني عن استعداد لبنان لتنفيذ القرار 1701 الداعي إلى وقف إطلاق النار.

وفي خربة سلم جنوب لبنان، ارتقى شهيدان وفقا لما أفادت به مصادر إعلام لبنانية. ونعى حزب الله قائد وحدة الرضوان وسام حسن طويل الذي قضى جراء قصف إسرائيلي. كما شهدت بلدتي الوزاني والهبارية قصفا إسرائيليا، وتعرضت عيتا الشعب لغارات إسرائيلية.

هنية: طوفان الأقصى جاءت بعد محاولة تهميش القضية الفلسطينية

قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن عملية طوفان الأقصى جاءت رداً على محاولة تهميش القضية الفلسطينية. وفي كلمة ألقاها في مؤتمر للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أشار هنية إلى أن "إسرائيل" حددت 3 أهداف رئيسية، وهي القضاء على المقاومة، واستعادة الأسرى، وتحقيق التهجير من غزة نحو الأراضي المصرية.

وأوضح هنية أن الاحتلال الإسرائيلي وضع خطة تتكون من 4 مراحل للحرب، تتضمن القصف الجوي، والدخول البري، والعمليات المركزة ضد المقاومة، والمرحلة السياسية. وأكد أن العدو فشل في تحقيق أي من أهدافه في هذه الحرب، على الرغم من الثمن الباهظ والمجازر وحرب الإبادة.

بلينكن يناقش في تل أبيب ملف "المحتجزين" في غزة 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن أنتوني بلينكن سيناقش في "إسرائيل" الجهود لضمان عودة جميع "المحتجزين" لدى المقاومة الفلسطينية في غزة إلى ديارهم. وأضافت الخارجية أنه من الضروري الحد من تأثير النزاع على المدنيين وزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

وكان بلينكن قال في تصريحات للصحفيين بعد ختام زيارته للسعودية أمس: 

"أتوجه لإسرائيل وسأتحدث إليهم بشأن مستقبل العملية العسكرية في غزة".

في الأثناء، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيبلغون بلينكن أن الفلسطينيين لن يعودوا إلى شمال غزة ما لم تفرج حماس عن مزيد من المحتجزين في القطاع. ويأتي ذلك في وقت قال فيه الناطق باسم جيش الاحتلال إن قوات الجيش توسع نطاق مناوراتها البرية في قلب خانيونس.

الجزائر تدعو إلى عقد جلسة لمجلس الأمن 

ذكرت وسائل إعلام نقلا عن مصادر دبلوماسية جزائرية قولها إن الجزائر دعت إلى عقد جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي الجمعة المقبل بشأن خطر التهجير القسري لسكان غزة.