قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" إن نظام الإمداد بالمياه في لبنان على وشك الانهيار التام، فيما من شأنه أن يمثل أحدث تطور في البلد، الذي تعصف به أزمة سياسية واقتصادية حادة.

وقالت اليونيسف في تقرير مؤخرا إن أكثر من 71٪ من سكان البلاد، أي ما يقرب من 4 ملايين شخص بينهم مليون لاجئ، معرضون لخطر فوري بفقدان إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب.

توقعات بتوقف ضخ المياه تدريجيا

من المتوقع أن يتوقف ضخ المياه تدريجياً في جميع أنحاء البلاد في الأسابيع الأربعة إلى الستة المقبلة، بسبب نقص التمويل والوقود والإمدادات الأخرى مثل الكلور وقطع الغيار.

ووفقًا للأمم المتحدة، فقد أدى نقص الوقود في الأسابيع الأخيرة إلى تعطل أجزاء كبيرة من الاقتصاد اللبناني.

وقال يوكي موكو، ممثل اليونيسف في لبنان:

قد يؤدي فقدان الوصول إلى إمدادات المياه العامة إلى إجبار الأسر على اتخاذ قرارات صعبة للغاية فيما يتعلق باحتياجاتهم الأساسية من المياه والصرف الصحي والنظافة

ووصف البنك الدولي الأزمة المالية والسياسية التي يغرق بها لبنان بأنها واحدة من أسوأ ثلاث كوارث اقتصادية منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث تقلص نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنحو 40٪ ومن المرجح أن يكون أكثر من 50٪ من السكان قد انزلقوا تحت خط الفقر.

اقرأ المزيد: أزمة لبنـان الاقتصادية بين الأشد حدة في العالم منذ عام 1850

وقال البنك الدولي في تقريره الصادر في يونيو 2021: "مثل هذا الانكماش الوحشي والسريع يرتبط عادة بالصراعات أو الحروب".

في خريف عام 2020، وصف البنك الدولي الأزمة المالية في لبنان بـ"الكساد المتعمد"، وهي المرة الأولى التي يستخدم فيها البنك هذا المصطلح لوصف أزمة، وانتقاد النخبة الحاكمة التي لم تفعل شيئًا يذكر لوقف التدهور المالي.

لبنان بلا حكومة منذ ما يقرب من عام

و في الأسبوع الماضي، تخلى رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عن محاولته لتشكيل حكومة جديدة بعد ما يقرب من تسعة أشهر من تكليفه بتشكيلها، حيث دفعت هذه الخطوة لبنان إلى حالة أعمق من عدم اليقين، مما زاد الهبوط الحاد لعملته على مدار 24 ساعة.

وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على القيادة الطائفية في البلاد لفشلها في كسر الجمود السياسي الذي وضع الحريري ومنافسه اللدود الرئيس ميشال عون في خلاف.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل للصحفيين إنه يعتزم إنشاء إطار قانوني للعقوبات القانونية بحلول نهاية تموز/يوليو.

قطاع الصحة في لبنان يترنح

تعرض قطاع الصحة في لبنان، الذي كان يترنح من أعقاب الموجة الثانية القاتلة من فيروس كورونا، لضربة بسبب الاضمحلال السريع للبنية التحتية، حيث حذرت المستشفيات مرارًا وتكرارًا من انقطاع الكهرباء الوشيك، حيث تعالج النقص المتفشي في الأدوية وحليب الأطفال والسلع الأساسية في الأشهر الأخيرة.

وتشهد الليرة اللبنانية حالة من التراجع منذ أن اجتاحت الانتفاضة الشعبية ضد النخبة الحاكمة في لبنان البلاد في أكتوبر 2019 وفقدت أكثر من 95٪ من قيمتها في أقل من عامين.

عام على انفجار مرفأ بيروت

في أقل من أسبوعين، سيستذكر لبنان مرور عام على انفجار مرفأ بيروت، والذي تم إلقاء اللوم فيه إلى حد كبير على إهمال الحكومة، حيث دمر الانفجار العاصمة، وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة الآلاف.