محرر ومذيع أخبار
لقاء قمة بين بايدن وبوتين اليوم والخلافات حاضرة بقوة
وسط اهتمام كبير انطلقت، اليوم (الأربعاء)، أعمال القمة الثنائية بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، في مدينة جنيف السويسرية،
ووصل بوتين إلى جنيف قبيل انعقاد القمة بساعات، بينما وصل بايدن، (الثلاثاء)، بعد يوم واحد من ختام قمة حلف شمال الأطلسي “ناتو” ويأتي الإجتماع الأول بين الرئيس الأمريكي و نظيره الروسي، في مدينة جنيف السويسرية في الوقت الذي وصف فيه الجانبان علاقات البلدين بأنها في أسوأ حالاتها.
أبرز ملفات قمة بايدن وبوتين
وتشمل القضايا، التي سيتناولها الطرفان، التسلح والعقوبات والمزاعم الأمريكية بشأن هجمات إلكترونية روسية، ومزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
ويعتزم بايدن خصوصا إثارة قضية بيلاروسيا ونظامها برئاسة ألكسندر لوكاشينكو الذي يتولى الحكم منذ 1994 وخصوصا أن موسكو هي داعمها الأكبر، وسيبحث الرئيسان أيضا ملفي إيران وكوريا الشمالية النوويين إضافة إلى قضية القطب الشمالي والتبدل المناخي وصولا إلى الأزمة السورية وإن كان ليس من المتوقع تحقيق إنجازات كبيرة، لكن تنعقد آمال على إيجاد مساحات صغيرة للاتفاق.
وتأتي هذه القمة في نهاية أول رحلة خارجية يجريها بايدن كرئيس للولايات المتحدة، بعد مشاركته أيضا في اجتماعات مع قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي.
وفي الأيام الأخيرة تبنى الرئيس الأمريكي لهجة حادة حيال بوتين الذي يوصف برجل الكرملين القوي، كما و وعد بايدن بإخبار نظيره الروسي بـ"خطوطه الحمراء". وقال في ختام قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل (الإثنين ) الماضي: "نحن لا نسعى إلى نزاع مع موسكو، لكننا سنرد إذا واصلت روسيا أنشطتها".
الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان (يسار) والزعيم السوفيتي ميخائيل غورباتشوف محادثاتهما التاريخية في جنيف - تشرين الثاني 1985
ويرى محللون أن سبب اختيار جنيف كمكان للإجتماع إلى قمة الحرب الباردة بين الرئيس الأمريكي، رونالد ريغان، والزعيم السوفيتي، ميخائيل غورباتشوف، في عام 1985.
وعلى الرغم من ذلك يوجد احتمال ضئيل في أن تتطابق قمة اليوم (الأربعاء ) مع تلك القمة السابقة، إما من أجل التواصل الشخصي أو إذابة جمود العلاقات السياسية، .
لا يوجد سفراء بين البلدين وموسكو تدرج واشنطن على لائحة الدول غير الصديقة
وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للشؤون الخارجية، خلال مؤتمر صحفي في موسكو إن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا "وصلت إلى طريق مسدود"، وليس هناك ما يدعو إلى "الكثير" من التفاؤل.
ولا يوجد حاليا سفير أمريكي في روسيا أو العكس، كما أدرجت روسيا مؤخرا الولايات المتحدة على قائمتها الرسمية لـ "الدول غير الصديقة".
وعلى الرغم من ذلك قال بوتين للتلفزيون الحكومي إن ثمة "قضايا يمكننا التعاون فيها"، بدءا من المحادثات الجديدة للحد من الأسلحة النووية، ومناقشة النزاعات الإقليمية بما في ذلك سوريا وليبيا، والتغير المناخي.
وقال: "إذا استطعنا وضع آليات للعمل بشأن هذه القضايا، فأعتقد أنه سيكون بالإمكان وقتها إعلان أن القمة لم تذهب سدى".
وأرسلت الولايات المتحدة رسائل مماثلة ،إذ قال مسؤول كبير للصحفيين إنهم "لا يتوقعون تحقيق كثير من الإنجازات في هذا الاجتماع".
بيد أن بايدن قال إنها خطوة مهمة إذا كان البلدان بمقدورهما التوصل إلى حالة "استقرار وقدرة على التنبؤ" في علاقاتهما في نهاية المطاف.
وأضاف أنه يأمل في العمل مع بوتين في مجالات يكون فيها التعاون في مصلحة البلدين.
بين الجدير بالاحترام و "القاتل "
وكان الرئيس الأمريكي قد وصف الرئيس الروسي، قبل انعقاد المحادثات، بأنه "خصم جدير بالإحترام"، بعد أن سبق ووصفه بأنه "قاتل".
وكان مصدر أمريكي أفاد بأن ثمة حرصا كبيرا على ألا يكون اللقاء مع فلاديمير بوتين بمثابة مكافأة للأخير ،بل أن يشكل الوسيلة الأكثر فاعلية لإدارة العلاقات بين البلدين، علما بأنها صعبة وستظل كذلك.
"أطلقوا سراح نافالني"
وفرضت في مدينة جنيف إجراءات أمنية مشددة. لكن مجموعة صغيرة جدا من المتظاهرين أرادت دعم المعارض الروسي ألكسي نافالني المسجون الذي كاد يموت في تسميم يتهم الكرملين بالوقوف ورائه.
وارتدى كثيرون منهم قمصانا كتب عليها "اطلقوا سراح نافالني". ورددوا هتافا "روسيا بدون بوتين".
ووجه الرئيس الأمريكي من بروكسل (الثلاثاء) الماضي تحذيرا واضحا جدا بشأن المعارض الشهير. مؤكدا أن موت نافالني "سيكون مأساة"، و "لن يؤدي إلا إلى تدهور العلاقات مع بقية العالم. ومعي"، على حد قوله.
لكن مضيف هذه القمة الرئيس السويسري غي بارملين، يريد أن يبقي على الأمل. وقال في هذا السياق: "العالم لديه ثمانية عشر شهرا من الوباء الذي أصابه بشكل رهيب. إذ يمثل الاجتماع في جنيف فرصة لرئيسي الولايات المتحدة وروسيا لبث مزيد من التفاؤل، وقليل من الأمل في السياسة العالمية".
الأمر متعلق بمكانة البلدين
يقول أندريه كورتونوف، مدير مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC) في موسكو: "إن القمة مهمة من حيث الرمزية؛ فهي تضع روسيا في نفس التصنيف مع الولايات المتحدة، وبالنسبة لبوتين، فإن الرمزية ليست بالأمر الهين أو غير المهم"
وقد تسمح موسكو لسفيرها بالعودة إلى واشنطن كحد أدنى لتحريك العلاقات وستثير الولايات المتحدة أيضاً مصير سجنائها في روسيا، بمن فيهم بول ويلان الذي اعتقل عام 2018 وأدين بالتجسس، وهو ما نفاه الأخير باستمرار، وجدّدت روسيا مؤخراً جهودها من أجل تبادل الأسرى، لكن كانت شروطها مستحيلة بالنسبة للولايات المتحدة، ويبدو أن لفتة الكرم أحادية الجانب من قبل بوتين غير مرجحة.