بايدن يتصل مع بوتين ويحذره من غزو أوكرانيا

الصورة
المصدر

مع تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا واقتراب المواجهة بين البلدين، أجرى اليوم الرئيس الأميركي جو بايدن مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في محاولة لتجنب اندلاع حرب كبيرة في شرق أوروبا.

ووفق ما صدر عن البيت الأبيض مساء اليوم فإن بايدن وجه تحذيرا إلى بوتين بأن غزو أوكرانيا سيترتب عليه "كلفة باهظة وفورية وسيكون هناك رد حاسم وسريع سيكبد روسيا خسائر فادحة، داعيا الرئيس الروسي أن يخفض التصعيد وعليه أن ينخرط في المسار الدبلوماسي.

لكن ما صدر عن الكرملين يظهر أن الأمور وصلت إلى مرحلة حاسمة، منددا بما وصفه هستيريا أميركية بلغت الذروة بعد الاتصال بين بايدن وبوتين ، ومع ذلك أكدت موسكو على مواصلة الحوار لإبعاد البلدين عن شبح الحرب.

ماكرون يتحدث إلى الرئيس الروسي

ما تحدث به بايدن أعاده الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تحدث إلى الرئيس الروسي اليوم هاتفيا مؤكدا عزم الدول الغربية الرد إذا نفذت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا.

وقال ماكرون إن فرنسا تريد الحفاظ على موقف منسق موحد ومتين، مع إمكان فرض عقوبات على روسيا إذا جازفت بشن هجوم على أوكرانيا مؤكدا أن المطلوب "تعزيز سيادة أوكرانيا وأمنها".

وأكد الأليزيه أن ماكرون سيواصل جهوده الدبلوماسية لتجنب التصعيد من خلال اتصالاته مع الرئيس الأميركي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي.

130 ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية

تصاعد الأزمة بين روسيا وأوكرانيا مع تعزيز موسكو لقواتها على الحدود مع أوكراني، حيث جمعت ما يصل إلى 130 ألف جندي على طول أجزاء من الحدود الأوكرانية،الأمر الذي اعتبرته أوكرانيا ودول أوروبية اخرى بأن ذلك يشكل عملا عدوانيا يمكن أن يتحول إلى أكبر صراع عسكري على الأراضي الأوروبية منذ عقود.

ومما زاد من تخوف كييف والغرب أن موسكو نقلت المزيد من المعدات العسكرية والوحدات الطبية وحتى الدم إلى الخطوط الأمامية، في وقت فإن المحادثات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها لم تسفر عن أي حلول للأزمة.

عندما تفكك الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كانت أوكرانيا ، الجمهورية السوفيتية السابقة تمتلك ثالث أكبر ترسانة ذرية في العالم، وقد عملت الولايات المتحدة وروسيا مع أوكرانيا لنزع السلاح النووي من البلاد.

وفي سلسلة من الاتفاقيات الدبلوماسية ، أعادت كييف مئات الرؤوس الحربية النووية إلى روسيا مقابل ضمانات أمنية تحميها من هجوم روسي محتمل.

لم تستجب روسيا لكل النداءات حيث غزت في عام 2014  أوكرانيا، وضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت تمردا بقيادة الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونباس الشرقية،هذه المرحلة من الصراع بين البلدين أدت إلى مقتل نحو 14 ألف شخص، واضطر ما لا يقل عن مليوني شخص إلى الفرار من ديارهم.

وفي عام 2015 تم التوصل إلى اتفاق سلام بوساطة فرنسا وألمانيا انتهت به المعارك لكن جهود التوصل إلى تسوية سياسية باءت بالفشل، بعد أن اتهمت روسيا الجانب الأوكراني بعدم احترام اتفاقية السلام منتقدة الغرب الذي يدعم أوكرانيا ويشجعها على التمرد، وقد عبر عن ذلك بوضوح الرئيس بوتين وفي أكثر من مناسبة أن أوكرانيا لديها تطلعات للانضمام إلى حلف الناتو، ومن وجهة نظره فإن ذلك يعتبر تهديدًا لحدود روسيا..

دلالات
00:00:00