غزة.. تفاقم الوضع الإنساني وتحذيرات من مجاعة وشيكة

الصورة
طواقم الدفاع المدني خلال إزالة ركام منزل مدمر في خانيونس جنوب قطاع غزة بحثا عن جثامين شهداء 20/12/2025 | الوكالة الأوروبية للصور الصحفية
طواقم الدفاع المدني خلال إزالة ركام منزل مدمر في خانيونس جنوب قطاع غزة بحثا عن جثامين شهداء 20/12/2025 | الوكالة الأوروبية للصور الصحفية
آخر تحديث

لليوم الـ73 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي، في وقت تتصاعد فيه المأساة الإنسانية في قطاع غزة بفعل القصف المتكرر، وانهيار المباني المتضررة، واستمرار الحصار ومنع الإعمار، وسط تحذيرات فلسطينية وأممية من مجاعة وشيكة وانهيار شامل للمنظومة الصحية.

خروقات ميدانية وقصف متواصل على غزة

أفادت مصادر ميدانية بإطلاق نار من آليات الاحتلال شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مدفعي واستهدافات متفرقة شرقي مدينة غزة. كما شن طيران الاحتلال، فجر اليوم الإثنين، عدة غارات على مدينة رفح والمناطق الشرقية من خانيونس، فيما توغلت آليات عسكرية باتجاه مخيم جباليا شمالي القطاع، وسط قصف مدفعي مكثف.

شهداء تحت الأنقاض بسبب انهيار المباني

أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة استشهاد 18 فلسطينيا جراء انهيار 46 مبنى متضررا من القصف الإسرائيلي، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول الماضي. 

وأوضحت الوزارة أن آخر هذه الحوادث وقعت مساء السبت في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، حيث أدى انهيار أحد المباني إلى استشهاد أربعة مواطنين، محذرة من اتساع نطاق هذه الكارثة مع استمرار منع الإعمار ودخول فصل الشتاء.

تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية

وحذرت الداخلية من أن استمرار منع إدخال مواد البناء والبيوت المتنقلة "الكرفانات" يزيد من احتمالية انهيار المباني المتصدعة، ما يهدد حياة آلاف العائلات. وناشدت المجتمع الدولي التحرك العاجل لإدخال مواد الإعمار والمنازل المؤقتة لإيواء النازحين بشكل آمن، مؤكدة أن أي مماطلة ستفاقم خطورة الواقع الإنساني وتعرض مئات الآلاف لخطر الموت المباشر.

السكن في منازل آيلة للسقوط

وأشارت مصادر حكومية إلى تسجيل حوادث متكررة لانهيار منازل وبنايات سكنية متضررة سابقا بفعل الأمطار والرياح الشديدة، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. ويلجأ الأهالي إلى السكن في هذه المباني المهددة بالانهيار في ظل انعدام البدائل، بعد تدمير الاحتلال لمعظم مباني القطاع ومنعه إدخال مواد البناء، في تنصل واضح من التزاماته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

تحذير أممي من مجاعة وشيكة

حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من تصاعد خطر المجاعة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضع مهددون بسوء تغذية حاد بحلول نيسان 2026. 

وأوضح أن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف نيسان 2026، مؤكدا أن الجهود المبذولة لمكافحة المجاعة لا تزال شديدة الهشاشة.

انهيار القطاع الصحي ونقص حاد في الإمدادات

لفت غيبريسوس إلى أن نحو 50% فقط من المرافق الصحية في غزة تعمل جزئيا، وتعاني نقصا حادا في الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية. وفي السياق ذاته، حذرت وزارة الصحة في غزة من عجز بلغ 52% في الأدوية و71% في المستهلكات الطبية، مؤكدة أن المنظومة الصحية تعيش حالة استنزاف خطيرة وغير مسبوقة بعد أكثر من عامين من الحرب والحصار.

تحركات سياسية إقليمية

على الصعيد السياسي، بحث وزير الخارجية أيمن الصفدي مع نظيره السعودي في الرياض الجهود المبذولة للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ووقف التصعيد الإسرائيلي الخطير في الضفة الغربية المحتلة، وذلك في إطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين.

دعوات أمريكية لتجديد الحرب

في المقابل، دعا السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، خلال زيارته لدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى استئناف الحرب على غزة ونزع سلاح حركة حماس، معتبرا أن المرحلة الثانية من الهدنة ستفشل إذا احتفظت الحركة بسلاحها، في موقف يهدد بتقويض فرص تثبيت وقف إطلاق النار ويفاقم المخاطر على المدنيين في القطاع.

اقرأ المزيد.. خروقات متواصلة للهدنة وانهيار إنساني يهدد حياة المدنيين

00:00:00