غزة: خروقات إسرائيلية وأزمة إنسانية وخلافات تسبق لقاء ترامب–نتنياهو

الصورة
نازحون يتحلقون حولة نار طلبا للدفء في مدينة خانيونس  جنوبي قطاع غزة 27/12/2025 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
نازحون يتحلقون حولة نار طلبا للدفء في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة 27/12/2025 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
آخر تحديث

في ظل تعثر المسار السياسي وتفاقم الكارثة الإنسانية، يواصل قطاع غزة دفع ثمن الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، وسط تصعيد عسكري ميداني وضغوط سياسية متشابكة، تتقاطع فيها الحسابات الإقليمية والدولية مع معاناة المدنيين على الأرض، في وقت تترقب فيه الأوساط نتائج لقاء مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

تصعيد عسكري متواصل وخرق ممنهج للاتفاق 

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لليوم الـ80 على التوالي، عبر تكثيف القصف المدفعي وتدمير المنازل، إلى جانب تنفيذ سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، في تصعيد ميداني يعكس هشاشة الاتفاق واستمرار سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة.

قصف مدفعي وغارات جوية على مناطق متعددة من غزة 

تعرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة لقصف مدفعي مكثف، تزامن مع غارة جوية استهدفت شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، فيما شن طيران الاحتلال الحربي غارة أخرى في محيط المقبرة الشرقية لمخيم البريج وسط غزة، في إطار عمليات عسكرية طالت مناطق سكنية متفرقة.

أزمة إنسانية خانقة وشمال غزة منطقة منكوبة 

يشهد قطاع غزة أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، في ظل تدهور الخدمات الأساسية واستمرار القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود والمياه ومواد إعادة الإعمار، وتفاقمت الأزمة بشكل خاص في شمال القطاع، الذي وصفته البلديات المحلية بأنه منطقة منكوبة نتيجة الدمار الواسع ونقص مقومات الحياة.

وتسببت الرياح العاتية والأمطار الغزيرة الناتجة عن منخفض جوي بغرق عدد من خيام النازحين وتطاير أخرى، ما أجبر عائلات بأكملها، بينها أطفال، على البقاء في العراء وسط أجواء باردة وقاسية، في وقت فشلت فيه محاولات تثبيت الخيام أو توفير بدائل آمنة.

مئات الشهداء وآلاف الخروقات 

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إنه وثق ارتكاب قوات الاحتلال 969 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ في الـ10 من تشرين الأول 2025 وحتى الأحد الـ28 من كانون الأول ما أسفر عن استشهاد 418 فلسطينيا وإصابة 1141 آخرين. 

وأوضح المكتب أن الخروقات شملت 298 جريمة إطلاق نار مباشر على مدنيين، و54 توغلا للآليات العسكرية داخل مناطق سكنية، إضافة إلى 455 عملية قصف واستهداف للمواطنين ومنازلهم، و162 جريمة نسف وتدمير لمنازل ومؤسسات مدنية، فضلا عن 45 حالة اعتقال وصفت بغير القانونية، واصفا ما يجري في القطاع بـ"الموت البطيء".

تعقيدات سياسية ومساع للانتقال إلى المرحلة الثانية 

تتزامن الخروقات العسكرية مع تعقيدات سياسية متزايدة، وسط مساع إقليمية ودولية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وأكدت مصر تمسكها بوحدة الأراضي الفلسطينية ورفض أي ترتيبات قد تكرس التقسيم أو تفرض وقائع جديدة على الأرض.

خلافات أمريكية – إسرائيلية قبيل لقاء ترامب ونتنياهو 

على الصعيد السياسي، تتصاعد الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول أولويات المرحلة المقبلة في غزة، بين إعادة الإعمار ونزع السلاح. وينتظر أن تكون هذه الملفات محور لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في زيارته السادسة إلى واشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

معبر رفح بين المقترحات والضغوط الائتلافية 

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن نتنياهو بحث خلال اجتماع سياسي–أمني فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين، لكنه تراجع عن المقترح تحت ضغط ائتلافه الحكومي، وخصوصا معارضة الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش. وذكرت القناة الإسرائيلية 12 أن البيت الأبيض يرى في عدم فتح المعبر أحد مظاهر المماطلة الإسرائيلية في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.

المرحلة الثانية رهينة شروط الاحتلال 

ترهن سلطات الاحتلال بدء التفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلم جثة الأسير الإسرائيلي الأخير في غزة، فيما تؤكد حركة حماس أن استخراجها قد يستغرق وقتا طويلا بسبب حجم الدمار الهائل في القطاع.

ملفات شائكة على طاولة اللقاء المرتقب 

من المتوقع أن يركز اجتماع ترامب – نتنياهو على الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار غزة، إلى جانب التوترات مع لبنان وسوريا، ومخاوف "إسرائيل" من سعي إيران لإعادة بناء منظومة صواريخها الباليستية، كما تتوقع تل أبيب توترا حادا بشأن مشاركة تركيا في قوة متعددة الجنسيات في غزة، والجداول الزمنية لنزع سلاح حركة حماس، حيث تطالب تل أبيب بإتمام ذلك خلال أشهر، بينما تمنح الإدارة الأمريكية فترة تمتد لعدة سنوات. 

اقرأ المزيد.. القطاع تحت وطأة القصف الإسرائيلي والأمطار والبرد القارس

00:00:00