زلزال تركيا وسوريا.. تواصل عمليات الإنقاذ ورجاء بالله لم ينقطع

الصورة
أحداث العالم 2023
أحداث العالم 2023
المصدر

لا زالت فرق الإنقاذ والإغاثة تعمل بلا هوادة، أملا في إنقاذ مئات العائلات التي حاصرتها الأنقاض في مناطق عدة جنوبي تركيا وشمالي سوريا، بعيد زلزال تركيا وسوريا المدمر وما تبعه من هزات ارتدادية ضربت تلك المناطق وسط ظروف جوية صعبة جراء المنخفض الجوي الذي يؤثر على المنطقة وما يرافقه من تساقط للأمطار والثلوج وانخفاض حاد على درجات الحرارة؛ ولا تزال أرقام الضحايا في ازدياد، حيث أعلنت الجهات الرسمية في كلا البلدين عن مقتل نحو 5 آلاف شخص حتى اللحظة.

إحصاءات قتلى وجرحى زلزال تركيا وسوريا

من جهتها أعلنت إدارة الحد من المخاطر في إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" ارتفاع عدد ضحايا الزلزال في البلاد إلى 3381 بينما سجل عدد الإصابات بلغ 20426 حالة، بينما بلغ عدد الأبنية التي دمرها الزلزال نحو 6 آلاف مبنى وسط أنباء غير مؤكدة عن انهيار أكثر من 11 ألف مبنى آخر.

وفي مناطق سيطرة المعارضة شمالي غربي سوريا كانت الأوضاع كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في بلد طحنت رحى الحرب أبناء شعبه على مدار 12 عاما، قضوها يبحثون عن الأمان والحياة.

ووفق أحدث إحصائيات الدفاع المدني السوري فقد ارتفعت حصيلة الوفيات جراء الزلزال إلى أكثر من 800 حالة، بالإضافة لإصابة أكثر من 2200 آخرين.

وتواصل فرق الإنقاذ في تلك المناطق البحث عن ناجين محتملين منذ أكثر من 30 ساعة، وسط أنباء عن محاصرة مئات العائلات تحت المباني المنهارة في ظل نقص حاد بالإمكانات للازمة للتعامل مع كوارث بهذا الحجم، كما وجهت منظمات إغاثية محلية نداءات استغاثة وحملات للتبرع لصالح المنكوبين.

وأضاف الدفاع المدني أن حصيلة المباني المدمرة بشكل كامل تجاوزت 210 عدا عن أكثر من 520 مبنى تعرض لدمار جزئي.

ضحايا الزلزال في سوريا لم تقتصر على مناطق المعارضة، حيث أعلنت مصادر تابعة للنظام السوري بارتفاع حصيلة الوفيات إلى أكثر من 812 والإصابات إلى نحو 1500 في كل من حلب واللاذقية وحماة وطرطوس.

وكالات أنباء بثت مقاطع فيديو مؤلمة عبّرت عن حجم المأساة التي مني بها السوريون بعيد الزلزال الذي كانت تداعياته قاسية ومؤلمة على بلدة جنديريس في الشمال السوري.

الفيديو يوثق مبنى مكونا من عدة طوابق أصبح ركاما اختلط ببشر، ذهلت الناس من هول ما رأت تجمدت الكلمات في أفواههم سوى ذكر الله.

  

البث المباشر يوثق مشاهد صادمة من زلزال تركيا

حيث وثقت شاشات التلفزة لحظات مرعبة وصادمة للزلزال، ففي مدينة ملاطية، رصدت إحدى القنوات التركية حالة صدمة بين الأتراك حين ضرب زلزال بقوة 7.4 على مقياس ريختر المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد

المشهد لم يكن مختلفا في ولاية ديار بكر، والتي شهدت انهيار أحد المباني على الهواء مباشرة.

كما وثقت اللقطات لحظة انهيار مبنى في ولاية شانلي أورفة جنوبي شرق تركيا.

كما بثت قناة TRT Haber لحظات مرعبة من زلزال ثان بلغت قوته 7.6 في مدينة ألبيستان بولاية قهرمان مرعش.

درجات الحرارة انخفضت حد التجمد

حيث أفادت منظمة الأمم المتحدة أن ملايين الناس شمالي غربي سوريا معرضون للخطر وأن الطقس البارد يشكل تحديا كبيرا أمام فرق الإنقاذ، حيث تُركت العائلات في درجات حرارة وصلت حد التجمد رافقها أمطار غزيرة.

وقال سكان بلدات في ريف إدلب، إن الزلزال دمر المباني المتواضعة والتي جهزت كمخيمات لنازحين سوريين فروا من آلة حرب النظام السوري والروسي على مدى سنوات.

أما في المنطقة الغربية وتحديدا من مدينة عفرين كان المستشفى الرئيسي يغص بالجرحى على الأرض وجثث الموتى فيما يكافح الأهالي للوصول إلى أحبائهم عبر خطوط الهاتف التي تعطلت.

ومع صعوبة الظروف وقساوة الكارثة لم يتلاشى الأمل لدى فرق الإغاثة والإنقاذ وطواقم ما تعرف بالخوذ البيضاء في العثور على ناجين فاستخدموا كل ما هو متاح في سبيل ذلك حتى أيديهم العارية.

وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تغريدة على تويتر لحظة انهيار أحد المسعفين لكن لسانه لم يتوقف عن قول "يا رب لطفك" وهو يبكي على أحوال المدنيين أثناء عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال في مدينة عفرين.

وفي سوريا، لم يستطع مراسل قناة الجزيرة حبس دموعه فبكى أمام أنقاض مبنى دمره الزلزال بالكامل، في الشمال السوري.

المراسل قال بصوت مختنق: "لم نعد نتحمل من كارثة إلى كارثة".

ولأن الله هو الملجأ في الملمات لم يكد ينقطع ذكره عن لسان المنكوبين في كل من البلدين، ففي تركيا صدحت المآذن في عموم البلاد بالتكبير والتهليل والدعاء بالرحمة للموتى والشفاء العاجل للجرحى ولم يكن الحال في سوريا ببعيد عن التعلق بحبل الله، حيث أظهر مقطع فيديو لمسن سوري لفه ابنه ببطانية وقاية له من البرد وهو يقول "كبروا يا أمة محمد".

كما تصدرت كارثة الزلزال العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام الغربية، فتحت عنوان "المأساة"، مع صورة معبرة تصدر الخبر الصحفة الأولى لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية.

كما أولت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الثلاثاء، الزلزال اهتماما كبيرا، حيث نقلت صحيفة الإندبندنت عن شهود عيان وصفهم ما حدث بأنه "كيوم القيامة".

صحيفة التايمز قالت في افتتاحيتها "زلزال تركيا يقتل الآلاف خلال نومهم".

وبعيدا عن عناوين الصحافة يبقى العنوان الأبرز وسط كل ذلك البؤس هو الأمل بالله وبرحمته؛ ولربما أبرز ما يجسد ذلك العنوان هي قبلة النجاة التي طبعها أحد رجال الإنقاذ على جبين طفل نجى من الموت بعد أن أخرجوه من تحت الأنقاض في مدينة ملاطية في حين ردد آخر "بسم الله الرحمن الرحيم".

00:00:00