محرر ومذيع أخبار
سوريا 10 سنوات من الرعب والحرب الطاحنة.. هل من أفق؟
شكّل الخامس عشر من أذار عام 2011، منعطفاً في حياة السوريين، عندما خرجت المناطق المهمشة والفقيرة، باحتجاجات عفوية سلمية مطالبة بالحرية وكرامة العيش، و قطع طريق الفساد والدكتاتورية، و سرعان ما عمّت معظم مناطق سوريا.
عشر سنوات مرّت منذ ذلك التاريخ, لم يتغير شيء، سوى أن آلة الحرب، كانت تحصد مزيداً من أرواح السوريين، عاماً بعد عام ، فسقط مئآت الآف و شُرّد الملايين منهم بين نزوح في مختلف المناطق داخل سوريا و لجوء في مختلف بقاع العالم.
بالأرقام.. هذا ما خلفته الحرب المستمرة في سوريا
الخسائر البشرية
- 387 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع النزاع ، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
- 6.7 مليون سوري فروا من منازلهم على وقع المعارك والهجمات المتكررة، ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وفق الأمم المتحدة
- أكثر من 2.4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي.
- تقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع.
- 12.4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
- 60% من الأطفال في سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" Save The Children.
- 13.4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
- 100 ألف شخص تقريباً قضوا خلال اعتقالهم جراء التعذيب في سجون النظام، بحسب المرصد السوري، بينما لا يزال مئة ألف آخرون رهن الاعتقال.
- 200 ألف شخص عدد المفقودين، وفق تقديرات المصدر ذاته.
الأسلحة الكيميائية
- 38 هجمة تمّ فيها استخدام السلاح الكيميائي في سوريا منذ بدء النزاع، وفق الأمم المتحدة.
- 32 من تلك الهجمات منسوبة لقوات النظام السوري.
- 1400 شخص قتل جراء هجوم كيميائي اتهمت دمشق بشنه العام 2013.
التوزّع السكاني
- حوالي 20 مليون شخص غيّرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خارطة النفوذ والسيطرة.
- أكثر من 11 مليون منهم يعيشون في مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية، بعدما تمكنت هذه القوات بدعم من حلفائها خصوصاً روسيا، من استعادة أكثر من سبعين في المئة من مساحة سوريا، وفق الخبير في الجغرافيا السورية الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى "فابريس بالانش".
- نحو 2.5 مليون شخص يعيشون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، وقد خاض الأكراد معارك شرسة ضد تنظيم داعش في شمال وشمال شرق البلاد.
- نحو 2.9 مليون شخص يعيشون حالياً في مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.
- نحو 1.3 مليون من إجمالي 1.9 من النازحين الموجودين في إدلب يقيمون في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
- 1.5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق حدودية في شمال سوريا تمكّنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة عليها إثر هجمات شنّتها بين العامين 2016 و2019.
اللاجئون في دول الجوار السوري
كشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن عدد الاجئين السوريين في عدد من الدول العربية في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية.
وذكر التقرير أن البلاد تشهد تزايدا في أعداد اللاجئين منذ اندلاع الأزمة السورية 2011، مضيفا أنه وفقا لآخر إحصائية أصدرتها المنظمة سجل السوريون ما يقرب من 5 ملايين و600 ألف لاجئ ثلثهم من الأطفال تقريبا 11 عاما فما دون، وأوضح أن العدد الأكبر من اللاجئين يتركز في تركيا بإجمالي ما يقرب من 3 ملايين و 600 ألف لاجئ، ونحو 915 ألفًا في لبنان، و 245 ألفا في العراق، ونحو 130 ألفا في مصر.
وفي حين أن الأردن يشير إلى وجود ما يقرب من مليون 300 ألف لاجئ على أراضيه بينهم حوالي 650 ألفاً مسجلين لدى الأمم المتحدة، على الرغم أنه ،ليس من الدول الموقعة على اتفاقية اللاجئين لعام 1951، لكن ثمة مذكرة تفاهم تغطي أوجه التعاون بين المفوضية والحكومة الأردنية بشأن قضايا اللاجئين وطالبي اللجوء.
الاقتصاد السوري منهك
- 442 مليار دولار هو إجمالي الخسائر المالية التي مُني بها الاقتصاد السوري بعد ثماني سنوات من الحرب فقط، وفق تقديرات نشرتها الأمم المتحدة في تقرير صدر في أيلول/ سبتمبر 2020.
- 91.5 مليار دولار هي قيمة الخسائر التي تكبّدها قطاع النفط في سوريا، وفق ما أفاد وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة أمام مجلس الشعب في شباط/ فبراير الماضي.
- 80 برميل نفط من إجمالي 89 برميل تمّ إنتاجها يومياً عام 2020، استخرجت من مناطق خارجة عن سيطرة دمشق، مقابل إنتاج يومي بلغ 400 برميل قبل اندلاع النزاع، وفق طعمة.
- 98% قيمة تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء خلال العقد الأخير.
- عشرون دولارا هو متوسط الراتب الشهري للموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحكومة السورية مطلع العام 2021، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- خمسون دولارا متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص.
- 136 دولاراً كلفة السلة الغذائية الأساسية لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد لمدة شهر، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
- 33 مرة هي نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء البلاد، مقارنة بمتوسط خمس سنوات قبل الحرب، وفق برنامج الأغذية.
- 60 ضعفاً ارتفع ثمن كيس الخبز ذات النوعية الجيدة في مناطق الحكومة منذ اندلاع النزاع.
- 300 ليرة سورية ثمن البيضة الواحدة حالياً في مناطق سيطرة الحكومة مقابل ثلاث ليرات عام 2011.
ورغم هدوء جبهات القتال واستقرارها نوعاً ما مؤخراً، إلا أن السوريين اليوم يواجهون عدواً أكثر شراسة وفظاعة وهو الفقر المدقع وانعدام مقومات الحياة اليومية، إذ يعز على السوري اليوم رغيف الخبز فالمدافع والدبابات لا تسد رمق الجياع ولا تملأ البطون الخاوية, وأصبحت مكاب النفايات وجهتهم يبحثون فيها عن قوت يومهم، والمفارقة أن جبال النفايات تلك، على مرمى حجر من أبار وحقول النفط في أرضهم .
خسائر البنى التحتية
- 70% من محطات الكهرباء وخطوط إمداد الوقود توقفت عن الخدمة بسبب الحرب، بحسب بيانات وزارة الطاقة في العام 2019.
- ثلث المدارس تدمرت أو استولى عليها مقاتلون، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
- 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما تدمر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية.
لقطات صوّرت باستخدام طائرات الدرون في تشرين ثاني الماضي، تظهر الدمار الذي لحقت بالمباني والمنازل والشوارع في حلب و دير الزور و ريف دمشق، في سوريا خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات اللقطات الجوية عرضتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر - المصدر صحيفة The Guardian البريطانية.
عشر سنوات من الاقتتال.. الجراح لا تزال نازفة وأفق السلام غير منظور
في نهاية العام 2011، بدا أن رئيس النظام السوري بشار الأسد قاب قوسين من السقوط بالتزامن مع ثورات الربيع العربي التي أطاحت بأنظمة عدّة حكمت بلادها لعقود بقبضة حديدية.، واليوم لا يزال الأسد في مكانه بعد ثمن باهظ دفعه السوريون، وهو يمارس سيادة منقوصة على بلاد باتت مسرحاً لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمة.
مع عسكرة النزاع، أرسلت إيران و الولايات المتحدة، الخصمان اللدودان، قوات إلى سوريا لحماية مصالحهما، كذلك فعلت تركيا.
وبدأت روسيا في نهاية أيلول/ سبتمبر 2015 أكبر تدخل عسكري خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، في خطوة رجّحت الكفة في الميدان لصالح الأسد.
حوَّل قمع النظام السريع للاحتجاجات، ومن ثمّ تصاعد نفوذ الفصائل المتطرفة الذي عززه الإفراج الجماعي عن مقاتلين من تنظيم القاعدة من السجون السورية، الانتفاضة السورية إلى حرب مدمرة.
ونجح العنف المفرط في أداء تنظيم داعش وقدرته على جذب مقاتلين من أوروبا وخارجها، في زرع الخوف لدى الغرب بشكل قضى تدريجياً على الحماسة المؤيدة للديموقراطية.
وانصبّ اهتمام العالم على قتال التنظيمات المتطرفة، متناسيا نضال الشعب السوري، وسرعان ما عاد الأسد ليقدّم نفسه كحصن منيع ضد الإرهاب.
وخفت صوت المحتجين سلمياً في وقت ذهب الدعم الخارجي إلى لاعبين آخرين، داعمين في معظمهم للنزاع المسلح.
وكانت الفصائل المعارضة التي قاتلت تحت رايات عدة وتلقى بعضها تمويلاً وسلاحاً من الخارج، تمكنت في السنتين الأوليين من إلحاق خسائر كبيرة بالجيش السوري الذي أضعفته أيضا الانشقاقات.
إلا أنّ تدخل إيران المبكر والفصائل الموالية لها على رأسها مليشيات حزب الله اللبناني، ومن ثم التدخل الروسي الحاسم عام 2015، غيّر المعادلات في الميدان تدريجياً لصالح الأسد، بعدما كانت قواته قد فقدت سيطرتها على نحو 80% من مساحة سوريا تشمل مدنا رئيسية وحقول نفط، ووصلت فصائل المعارضة إلى أعتاب دمشق.
"الأرض المحروقة"
وبدعم من طائرات وعتاد ومستشارين روس، وبمساندة من مجموعات شيعية موالية لطهران ، استعاد الأسد زمام المبادرة، ونفذت قواته حملة انتقامية متبعة سياسة "الأرض المحروقة" لاستعادة المناطق التي خسرتها.
وعزّزت تركيا التي تنشر 15 ألف جندي في سوريا نفوذها خصوصاً في المناطق الشمالية السورية قرب حدودها.
ويسيطر حاليا المقاتلون الأكراد الذين تلقوا دعماً أميركياً في تصديهم لتنظيم داعش منذ العام 2014، على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا بعد قضائهم على "دولة الخلافة" في العام 2019.
وفيما أرسى اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت إليه موسكو وأنقرة هدوءً نسبياً في منطقة إدلب مستمراً منذ عام، يبدو احتمال شنّ الأسد هجوماً لطالما هدّد به مستبعداً في الوقت الحاضر.
ويقول محللون إنّ من شأن أي هجوم جديد أن يضع القوتين العسكريتين، أي روسيا وتركيا، في صدام مباشر.
ورغم أنّ العام الماضي سجّل حصيلة القتلى الأدنى منذ اندلاع النزاع مع تراجع الأعمال القتالية إلى حد كبير، ما قد يوحي أن الحرب انتهت نوعاً ما، إلا أنّ حياة سوريين كثر هي اليوم أكثر سوءاً من أي وقت مضى.
وسط هذا المشهد المحزن، شكّلت إمكانية تحقيق نوع من العدالة لضحايا النزاع بارقة أمل لشريحة واسعة من السوريين.
ففي 24 شباط/ فبراير، قضت محكمة ألمانية بالسجن أربع سنوات ونصف السنة لعضو سابق في الاستخبارات السورية بعد إدانته بتهمة "التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية"، في إطار أول محاكمة في العالم تتعلق بانتهاكات منسوبة إلى نظام الأسد.
لكنّ هذا الأخير ودائرته الضيقة ما زالا بعيدين عن أي مساءلة.
ومن دون تسوية سياسية تحت سقف الأمم المتحدة، لن تتمكن دمشق من استقطاب المنظمات الدولية والجهات المانحة لدعمها في عملية استنهاض الاقتصاد المنهك وتمويل عمليات إعادة الإعمار، فيما يبدو أن حلفاء دمشق لا يملكون موارد كافية لذلك.
غوتيريش: حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بمناسبة الذكرى العاشرة لبدء الحرب السورية، قال إن "من المستحيل أن ندرك بشكل كامل حجم الدمار في سوريا، لكن شعبها عاني من بعض أسوأ الجرائم التي عرفها العالم هذا القرن. حجم الفظائع يصيب الضمير بالصدمة".
وأضاف في تصريحات للصحفيين "توارت سوريا عن الصفحات الرئيسية. ومع ذلك، لا يزال الوضع هناك كابوسا حيا".
مؤكداً على الحاجة إلى توسيع إمكانية وصول المساعدات الإنسانية و تكثيف تسليم المساعدات عبر الخطوط وعبر الحدود، من أجل الوصول إلى المحتاجين في كل مكان.
مجلس الأمن الدولي
كان مجلس الأمن قد أجاز أول مرة عملية مساعدات عبر الحدود إلى سوريا في 2014 من خلال أربع نقاط حدودية. وفي العام الماضي قلص المجلس العدد إلى نقطة واحدة من تركيا بسبب معارضة روسيا والصين تجديد النقاط الأربع جميعا ومن المقرر أن يتناول المجلس قضية توصيل المساعدات عبر الحدود مجددا في تموز القادم.
كنوز سوريا لأثرية لم تسلم من آلة الحرب والدمار
أدت الحرب في سوريا إلى تدمير 290 موقع أثري، وحدوث تصدعات في أكثر من 100 موقع آخر، ومحو 24 موقع بالكامل، و قد تعرضت خمسة من مواقع التراث العالمي الستة في سوريا التي تشرف عليها اليونسكو لأضرار بليغة.
ومن بين هذه المواقع: مدينة حلب القديمة وقلعة الحصن في حمص إضافة إلى نهب عشرات المواقع الأثرية والعبث بها كما حصل في تدمر وموقعي النبي هوري وتلة عين دارا في عفرين
ونتج عن تهريب الآثار خلال سنوات الحرب عائدات بملايين الدولارات استفاد منها تنظيم داعش وفصائل مقاتلة صغيرة، أو مجموعات تابعة للقوات الحكومية فضلاً عن شبكات تهريب وأفراد أقلّ تنظيماً.
وأنشأ داعش قسماً خاصاَ تولى تنظيم أعمال التنقيب في المواقع الأثرية في مناطق سيطرته للإستفادة من مردودها بعد تجارة النفط .
وأتاحت الفوضى التي غرقت بها سوريا في ذروة الحرب بتهريب قطع أثرية يمكن نقلها، كالعملات المعدنية والتماثيل وقطع فسيفساء، إلى أنحاء العالم مع انتعاش سوق سوداء للآثار
مراسلون بلا حدود: الحرب السورية هو الأكثر دموية بالنسبة للفاعلين في الحقل الإعلامي
قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إن "الحرب في سوريا" يُعتبر الصراع الأكثر دموية بالنسبة للفاعلين في الحقل الإعلامي.
وأكدت المنظمة أن أمام خطر الموت الذي تنطوي عليه تغطية حرب أودت بحياة 400 ألف شخص حتى الآن، وما يصاحب ذلك من قمع عنيف على يد سلطة استبدادية وجماعات مسلحة متطرفة، دفع الصحفيون السوريون ثمناً باهظاً للغاية، شأنهم في ذلك شأن معظم مكونات الشعب السوري.
ولفتت المنطقة إلى أنه منذ عام 2011، وثقت مراسلون بلا حدود مقتل ما لا يقل عن 300 من الصحفيين، المحترفين منهم وغير المحترفين، سواء بسبب تواجدهم في بؤر تبادل إطلاق النار أو لاغتيالهم على أيدي طرف من أطراف النزاع في سياق تغطيتهم للأحداث الجارية على الميدان، مضيفة أن أرقام الشبكة السورية لحقوق الإنسان تشير إلى حصيلة أفظع بكثير.
وأضافت المنظمة: في تقرير صادر عام 2020، قدرت هذه المنظمة المحلية عدد القتلى بما لا يقل عن 700، دون أن يتسنى تأكيد هذه الأعداد حتى الآن، في ظل صعوبة الوصول إلى المعلومات والتعتيم التام الذي تفرضه السلطات والجماعات المتطرفة على الانتهاكات والفظائع المرتكبة في هذا السياق.
وأردفت المنظمة: يُقدَّر عدد الصحفيين المعتقلين والمحتجزين وأيضاً المختطفين بالمئات، وبحسب أرقام المركز السوري للإعلام، شريك منظمة مراسلون بلا حدود في البلاد، فقد رُمي في السجون أكثر من 300 صحفي وخُطف ما يقرب من مائة منذ عام 2011، علماً أنه هذه التقديرات لا تزال قيد التحقق.
وأشارت المنظمة إلى أن نظام الأسد وأجهزة مخابراته هو الجهة المسؤولة في الأصل عن الاعتقالات خلال العامين الأولين من الحرب، حيث أدى تشرذم البلاد إلى ظهور أعداء جُدد للصحفيين.
كما أشارت المنظمة إلى مسؤولية "الجماعات المتطرفة " مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة عن عدد من حالات الاعتقال، وشددت المنظمة على أن القوات الكردية ليست استثناء في هذا الصدد، حيث ثبتت مسؤوليتها عن ثلاث عمليات خطف في الأشهر الأولى من عام 2021 فقط.
وأكدت المنظمة أن نحو مائة من الفاعلين الإعلاميين المحتجزين أو المختطفين لا يزالون في عداد المفقودين، حيث انقطعت أخبارهم تماماً عن أسرهم، علماً أن الصحفيين الأجانب ليسوا استثناءً، ذلك أن مصير الأمريكي أوستن تايس، مثلاً، لا يزال مجهولاً منذ اختفائه في أغسطس/آب 2012.
وفي ظل انعدام أية معلومات عنهم، يُفترض أن بعض الصحفيين قد تم إعدامهم أو فارقوا الحياة تحت التعذيب، وفي بعض الأحيان، تتثبت الأسر من صحة وفاة أبنائها عندما يؤكد سجناء مُفرج وقوفهم شاهدين على وفاة الصحفيين المعنيين أمام أعينهم داخل الزنزانة، إذ نادرًا ما يحصل الأقارب على تأكيد رسمي بالوفاة.
ونوهت المنظمة إلى أن مئات الصحفيين ذهبوا إلى المنفى هربًا من الاعتقالات والموت المحقق، مما أفرغ البلاد من الأصوات الإعلامية.
وأوضحت المنظمة أن وتيرة النزوح اشتدت خلال العامين الأخيرين مع سيطرة حكومة بشار الأسد على مساحات كاملة من الأراضي، وتقدم القوات الموالية لها نحو آخر الجيوب التي ظلت خارج سيطرة دمشق.
واليوم لا يقدر أحد على الجزم من هو المنتصر خلال كل تلك السنين لكن العين لا تخطئ أن الخاسر الوحيد هو الإنسان السوري الذي طجنته رحى تلك الحرب و التي أدت إلى إحداث شروخ عميقة في نسيج المجتمع السوري حتى بين الأقرباء والأصدقاء أو ضمن الأسرة الواحدة، بين موالين أو معارضين للحكومة، وكلما طالت فترة الحرب، زاد عمق الانقسام داخل المجتمع.