دخل العدوان على قطاع غزة يومه الـ 22 على التوالي بقصف وحشي وغير مسبوق شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر الجو والبر والبحر، مع قطع كامل لخدمات الاتصالات وشبكات الإنترنت بغرض التعتيم على المجازر التي ترتكب بحق المدنيين، بينما خاضت المقاومة الفلسطينية ملحمة تصدت خلالها لمحاولة جيش الاحتلال التوغل بريا من الجهة الشرقية والغربية للقطاع. 

واحتدت الاشتباكات المسلحة من نقطة صفر بين المقاومة وقوات الاحتلال التي حاولت التقدم بدباباتها لمسافات محدودة في الأطراف الشرقية للقطاع، فيما استمرت طائرات الاحتلال بقصف المنازل والأحياء السكنية، في ليلة وصفت بالأعنف منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول الحالي.

صعوبة في تلقي المعلومات إثر استمرار قطع الاتصالات عن غزة

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بصعوبة كبيرة في تلقي المعلومات وتناقلها؛ وذلك بسبب استمرار قطع الاتصالات من قبل جيش الاحتلال منذ الساعة 6 من مساء يوم الجمعة وسط أنباء عن مجزرة وحشية ارتكبتها قوات الاحتلال في مخيم الشاطئ وغرب مدينة غزة، حيث أفادت وكالة شهاب الفلسطينية باستشهاد 100 فلسطيني وإصابة عشرات الجرحى.

وأوضحت شركة الاتصالات الفلسطينية أن القصف الشديد في الساعة الأخيرة دمر آخر المسارات الدولية التي تصل غزة بالعالم الخارجي بالإضافة للمسارات التي دمرها العدوان سابقا، ما أدى إلى انقطاع كامل لخدمات شركات الاتصالات. 

وأكدت حركة حماس في بيان أن قطع الاتصالات والإنترنت عن غزة، بالتزامن مع قصف وحشي برا وبحرا وجوا على الأحياء السكنية يؤكد النية المسبقة لدى الاحتلال بارتكاب مزيد من المجازر بعيدا عن أعين الصحافة والعالم. 

وحملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي وواشنطن والدول الغربية التي دعمته كامل المسؤولية عن جرائم الإبادة وتداعياتها. مؤكدة أن المقاتلين في فصائل المقاومة، وفي مقدمتهم كتائب القسام، مستعدون بكامل قوتهم لمواجهة هجمات العدو الإسرائيلي. وقالت حماس في بيان: 

"نزف فشل الهجوم البري الذي شنه الاحتلال على غزة عبر 3 محاور".

كما أكدت الحركة أنها كبدت الاحتلال خسائر كبيرة في جنوده وعتاده. وأضافت أنها أوقعت جنود الاحتلال في كمائن على عدة محاور، مشيرة إلى استخدام صواريخ من نوع كورنيت وقذائف ياسين في صد الهجوم. وأكدت حركة حماس أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجلى جرحاه وقتلاه من ساحة المعركة عبر المروحيات. 

وذكرت الحركة في بيان في وقت مبكر اليوم السبت أن القسام وكل قوى المقاومة تتصدى بكل قوة للعدوان وتحبط التوغلات الإسرائيلية، مضيفة أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وجيشه المهزوم عاجزون عن تحقيق أي إنجاز عسكري.

اقرأ المزيد.. الشاهد الأبرز على وهن الاحتلال الإسرائيلي أمام كوماندوز المقاومة

الاحتلال يعلن عن بدء عملية برية

 من جانب آخر، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عن تقدم قواته في مراحل الحرب بمنطقة شمال غزة. وأكد أن القوات البرية دخلت المنطقة ووسعت نطاق عملياتها بهدف القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين، حسب تعبيره. 

وأوضح المتحدث أن العمليات العسكرية مستمرة، مشيرا إلى أن القوات التي دخلت قطاع غزة ما تزال في مواقعها. زاعما أن عددا من قادة حماس قتلوا خلال الليل في تلك العمليات. 

وفي سياق متصل، أضاف المتحدث أن القوات الجوية مستمرة في تنفيذ ضربات مكثفة على الأنفاق التي حفرتها حماس وبنى تحتية أخرى. ووفقا لتقارير للاحتلال الإسرائيلي، شنت الطائرات الحربية هجمات على 150 هدفا تحت الأرض في شمال غزة، تتضمن أنفاقا ومواقع عسكرية. وذلك بحسب زعم المتحدث باسم جيش الاحتلال.

اقرأ المزيد.. لمن السيادة على معبر رفح وكيف تمنع إسرائيل دخول المساعدات؟

موقف واشنطن

وبعد تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن بلاده تدعم هدنة من ما وصفه بالنشاط العسكري الإسرائيلي في القطاع لتوصيل المساعدات والوقود والكهرباء للمدنيين. 

وجدد كيربي التأكيد على حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها مضيفا أن واشنطن لا ترسم خطوطا حمراء لإسرائيل. وعلق كيربي أنه إذا كان إخراج الأسرى لدى حماس يتطلب هدنة مؤقتة، فإن الولايات المتحدة تؤيد ذلك.

اقرأ المزيد.. الحراك الدبلوماسي في العالم مستمر.. ووقف الحرب ليس أولوية

الاحتلال يقول إنه لا يضمن سلامة الصحفيين في غزة

وقال جيش الاحتلال لوكالتي "رويترز" و"فرانس برس" إنه لا يستطيع ضمان سلامة الفريق الصحفي العامل في قطاع غزة. وذلك بعد أن طلبتا ضمانات بعدم استهداف الصحفيين التابعين لهما في غزة. 

وادعى جيش الاحتلال في رسالة أن حركة حماس تتعمد تنفيذ عمليات عسكرية بالقرب من المدنيين والصحفيين وقال:

 "إن القوات الإسرائيلية تستهدف جميع الأنشطة العسكرية لحماس على امتداد غزة".