استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
عزم :"إسرائيل" لا تعترف باتفاقيات وتريد الضفة منفصلة عن غزة
قال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت الدكتور أحمد جميل عزم إن البعض يتحدث عن تراجع في كثير من الأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولكنني أقول رغم ذلك بأن حالة الصمود في تقدم، وأن ما يحدث هو "تغييرات" وهو المصطلح الذي أفضله.
وأضاف عزم في لقاء مع حسنى اليوم أن فلسطينيين يعيشون اليوم في الضفّة الغربية المحتلة في منازل متواضعة للغاية، ومحاطين من جميع الاتجاهات بالمستوطنات والمستوطنين ولكنهم يرفضون التنازل عن أرضهم ، هذا النموذج من الصمود شاهدناه أيضاً في التضامن العربي والعالمي مع قضية الشيخ جراح في القدس، وجميع هذه المؤشرات تدل بأن القضية الفلسطينية ما زالت حيّة.
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، يرى أن "إسرائيل" لا تعترف باتفاقيات، فهي التي خرقت الهدنة خلال حرب ( سيف القدس)، وتستمر في خرقها، فالدخول في الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي عبثي، ويتضح ذلك من خلال تواصلها باغتيال القادة الفلسطينيين، وهي تحاول الاستفراد بالمناطق الفلسطينية وبالفصائل.
وأكد أن ما تريده " إسرائيل" أن تبقي الضفة منفصلة عن غزة، وتريد "فتح" في الضفة ضعيفة وكذلك "حماس" في غزة ضعيفة.
وبين عزم أن وقف العمليات العسكرية على غزة تفرضها التطورات على الأرض، لافتا إلى أن جهود الوساطة بدأت لوقف إطلاق النار، مستبعدا أي سيناريو للمواجهة مع الجيوش العربية في هذه المرحلة .
عندما دخلت القيادة الفلسطينية باتفاقيات سلام مع الكيان المحتل عام 1994، كان الشعب الفلسطيني يرى ثمار السلام ولكنه توقف، ورغم ما حصل فإن الشعب الفلسطيني اليوم أصبح موحد شعبياً وليس فصائلياً، وفق العزم، الذي قال إن الوضع الفلسطيني وحتى العربي بحاجة إلى إعادة تأسيس، لأن هناك ضغطاً أميركاً وأوروبياً ودولياً لتقديم تنازلات حتي يبقى الفلسطينيون على وضعهم من دون أي تقدم لقضيتهم، فالولايات الأميركية تريد فقط تقديم مساعدات اقتصادية للشعب الفلسطيني وعندما يتم الحديث في الشأن السياسي وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، تبتعد عن مناقشة هذا الموضوع لأن على الفلسطيني أن يبقى من دون دولة وبالتالي لا يريدون أي حل للقضية الفلسطينية.
ورأى أن التحولات الاقتصادية العالمية تجعلنا نعيد تعريف الكثير من الأمور، ومنها "القوة"، فالقوة قد تكون سابقاً هي البترول، لذلك نجد أن اثنين من عشرة يعتقد بأنهم أسسوا للثورة الفلسطينية من مهندسي البترول، ولكنها اليوم قد تكون ممثلة بالتكنولوجيا، فما هو تعريف القوّة بالمرحلة الحالية؟ يتساءل عزم.
ويتابع ..رغم الاهتمام بالجانب الاقتصادي فلن تسمح أميركا لمن يقود الشعب الفلسطيني - أي كان - أن يتمتع الفلسطينيون باقتصاد مستقل ،لأن الاقتصاد المستقل مقدمة لسياسية مستقلة، بحسب عزم، الذي أكد أن الجانب الإسرائيلي يريد من الفلسطيني أن يعمل لديه ويمنحه تصاريح عمل وإقامة مدن صناعية منزوعة من القرار السياسي.
وأشار عزم بأن "إسرائيل" تريد إرسال رسالة للعالم بإنشاء منطقة شرق أوسط جديد والترويج لبنية اقتصادية في المنطقة تقوم على مشاريع وهذا شيء خطير، لأن "إسرائيل" تريد من هذه المشاريع التطبيع مع دول المنطقة، ولكن المهم في هذا الأمر دول الطوق رغم اتفاقيات السلام مع الأردن ومصر إلا أن الشعوب فيها لم تطبع علاقاتها مع الكيان المحتل.
وأكد أن الشعب الفلسطيني أكثر تمسكا بمقولة (فلسطين من النهر الى البحر)، رغم الاحباطات فهناك حالة نضج لدى الشعب الفلسطيني وبالذات الشباب، ونرى الواقع الآن فالشباب في الداخل عام 48 أكثر وعيا والشباب في الشتات يتمسكون بهويتهم، كما نجد التقدم في حالة الصمود الفلسطيني، هناك حالات كثيرة لفلسطينيين بيوتهم داخل المستوطنات في الضفة الغربية ولكن لديهم إصرار على التمسك بأرضهم ومنازلهم وعدم الخروج منها.
وحول تركيبة المجتمع الإسرائيلي بين عزم أنه أصبح أكثر راديكالية، إذ أن نسبة المتدينين الصهاينة ظلت لفترة طويلة في الهيئات القيادية في الجيش أقل من النسبة التي يمثلونها من حيث تعداد السكان ،ولكنهم اليوم فإن 50 % من الضباط الجدد يصنفوا من المتدينين، وهم الذين يخدمون في الوحدات القتالية، ورغم اختلافهم مع العلمانيين إلا أنهم جميعا يتفقون على كره العرب.
وأشار عزم إلى أن اليهود يسعون الى تغيير في بنية الكيان المحتل، إذ أن نسبة النمو السكاني في المجتمع اليهودي 1.8 % ، لأن الكيان المحتل في حالة استقطاب سواء من أميركا أو دول أخرى.