يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ433، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي يخلف يوميا عشرات الشهداء والجرحى، فيما تتزايد
الأجهزة الأمنية في غزة تصيب لصوص المساعدات الإنسانية في مقتل
وجهت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة مساء أمس الإثنين ضربة قوية لعصابات سرقة شاحنات المساعدات الإنسانية جنوب قطاع غزة، والتي كانت تنشط في المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي.
العملية الأمنية أسفرت عن مقتل 20 من عصابات سرقة المساعدات
وقالت مصادر في وزارة الداخلية إن العملية التي نفذتها الأجهزة الأمنية بالتعاون مع لجان عشائرية، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصا من تلك العصابات، وأوضحت المصادر أن العملية الأمنية لن تكون الأخيرة، وهي بداية عمل موسع تم التخطيط له مطولا وسيشمل كل من تورط في سرقة شاحنات المساعدات.
وبينت المصادر أن العملية بدأت من تفاهمات مع العشائر وكبار العائلات والذين خرجوا ببيان أكدوا فيه رفع الغطاء العائلي عن كل من يثبت تورطه بالسرقة والسطو المسلح وزعزعة الأمن الداخلي الفلسطيني.
وأوعزت أجهزة الحكومة بغزة بضرورة وضع حد لهذه العصابات التي تتلقى أوامرها من الاحتلال بهدف تكريس المجاعة وزيادة معاناة أهالي القطاع.
وأضافت المصادر، أنه تم رصد الرأس الكبيرة لهذه العصابات المدعو "ياسر أبو شباب" مع نصب كمين محكم له واستهدافه في خانيونس ما أدى لمقتله، مشيرة إلى تنفيذها عمليات خاصة لمطاردة المتورطين بعد ذلك.
الأجهزة الأمنية في غزة: توسيع الحملة الأمنية ضد سارقي المساعدات
وشددت الأجهزة الأمنية على أنها ستعاقب بيد من حديد كل من تورط في مساعدة عصابات اللصوص، مؤكدة أن الحملة الأمنية لا تستهدف عشائر بعينها، وإنما تهدف إلى القضاء على ظاهرة سرقة الشاحنات التي أثرت بشكل كبير على المجتمع وسببت بوادر مجاعة جنوب قطاع غزة.
وأوضحت الأجهزة الأمنية أنها تفخر بالعشائر الفلسطينية شرق رفح، وأن انجرار بعض أفرادها لمخططات السرقة لن يسيء لتاريخ هذه العائلات التي قدمت مئات الشهداء المقاومين.
وأكدت الأجهزة الأمنية أنها رصدت اتصالات بين عصابات اللصوص وقوات الاحتلال لتغطية أعمالها وتوجيه مهامها، وتوفير غطاء أمني لها من قبل ضباط الشاباك، مشيرة إلى أنها ضمنت مشاركة الفصائل الفلسطينية في مخطط العملية، وحظيت بمباركة وطنية واسعة.
وكشفت مصادر خاصة لـ حسنى أن عصابة أبو شباب تورطت باستشهاد عدد من قادة القسام الميدانيين في حي النصر برفح، من بينهم:
-
الشهيد محمد سليمان البيوك بطل عملية الريان في حرب 2014.
-
الشهيد يوسف الدباري قائد ركن الاستخبارات العسكرية.
-
الشهيد هشام البيوك قائد فصيل نخبة ومسؤول اقتحام موقع صوفا العسكري الصهيوني.
-
الشهيد هاني أبو الحصين قائد فصيل في الضبط الميداني.
-
الشهيد خالد الدباري أمير مجموعة في وحدة المدفعية.
-
الشهيد محمد الحمايدة مقاتل في النخبة.
بالإضافة إلى إصابة العشرات من مقاتلي كتائب القسام.
أبو شمالة والصوفي: انقضاض الأجهزة الأمنية على العصابات ضرورة لتحقيق العدالة والأمن
من جهته، وصف الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة انقضاض الأجهزة الأمنية في غزة على العملاء وقطّاع الطرق في جنوب قطاع غزة بأنه خطوة ضرورية لفرض الأمن وتحقيق العدالة. وأضاف أبو شمالة أن هذه الحملة الأمنية قد وضعت العدو الإسرائيلي في حالة حيرة سياسية وأربكت حساباته حول مستقبل القطاع، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية كانت تراهن على هؤلاء العملاء لتشكيل قوة ميدانية مشابهة لقوة العميل أنطوان لحد في الجنوب اللبناني. إلا أن مخطط الاحتلال انكسر مبكرا بفعل سواعد أبطال الأجهزة الأمنية.
أما كبير عشائر الترابين ورئيس الملتقى الوطني لعشائر وعوائل غزة، سالم الصوفي، فقال في تصريحات صحفية إن الطريق إلى تأمين المجتمع يبدأ بإرساء الأمن؛ فالأمن مقدم على الغذاء. وأضاف أن الدعم الكامل للأجهزة الأمنية يأتي من جميع أطياف المجتمع، مؤكدا أن مكافحة اللصوص وقاطعي الطرق هي خطوة لتطهير المجتمع من هذه الفئة الضالة المارقة.
ووفقا لمصادر أمنية، فقد أكدت أن عصابات السرقة تقودها شخصيات إجرامية، بعضها كان معتقلا لدى الأجهزة الأمنية وخرجت بعد استهداف الاحتلال للسجون. وأشارت المصادر إلى أن هذه الشخصيات، التي كانت محكومة بالإعدام أو بأحكام مشددة، تنشط في المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال وتستفيد من دعم كامل، يتضمن الطائرات دون طيار التي ترافق العصابات لاستهداف الأجهزة الأمنية. كما عملت هذه المجموعات على فرض الإتاوات على التجار للسماح بدخول بضائعهم دون سرقة، ما أدى إلى زيادة هائلة في الأسعار بالأسواق.
وقد رفعت العوائل والعشائر الفلسطينية الغطاء عن هذه العصابات، ووقعت وثيقة تعرف بميثاق خانيونس، تتبرأ فيها من هؤلاء المجرمين، وشاركت فيها كبار العشائر والعوائل في غزة.
اقرأ المزيد.. أزمة إنسانية شمال غزة والقضاء على عصابات السرقة