استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
غزة تنتشي بالنصر والاحتلال يفشل بتحقيق أهدافه
عاد الهدوء إلى قطاع غزة ولم تسجل أي عمليات إطلاق نار أو قذائف صاروخية من جانبي الاحتلال والمقاومة الفلسطينية ، منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفذ، عند الساعة الثانية فجرا وحتى صباح اليوم، الجمعة.
حماس تعلن الانتصار
وأعلنت حركة حماس الانتصار على الاحتلال الذي شن عدوانا وحشيا على القطاع استمر 11 يوما. واحتفل الآلاف في مدينة غزة إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ،فيما لم تصدر أي تصريحات عن مسؤولين من قادة الاحتلال منذ بدء الهدنة.
وقال القيادي في حماس، خليل الحية، أمام حشود من المحتفلين الذين رفعوا رايات حماس ورددوا هتافات مؤيّدة للحركة ومناهضة للاحتلال ،إنّ "هذه نشوة النصر التي نقول لأهلنا الذين دُمّرت بيوتهم والذين شُرّدوا، سنبني البيوت التي دمّرها الاحتلال وسنعيد البسمة. ونقول للعدوّ الذي يدّعي الانتصار، أيّها العدوّ لقد انتصرت على أشلاء الأطفال والنساء".
ورد الحيّة على بنيامين نتانياهو الذي أعلن أنه سيدمّر الأنفاق على المقاومة، قائلا إنّ المجاهدين الآن يتبخترون في الأنفاق." نعم مجاهدونا اليوم يسرحون ويمرحون في أنفاق العزّة والكرامة".
وكانت تردد الجماهير المحتشدة : " حُطّ السيف قبال السيف، نحن جنود محمد الضيف"، حيث سميت هذا المعركة بـ(سيف القدس)،و بدأت في أخر يوم من شهر رمضان المبارك، حيث قصفت طائرات الاحتلال عشرات الأهداف في قطاع غزة، شملت الأبراج التي تضم المؤسسات الإعلامية والمكاتب الصحفية، والمواطنين المدنيين في منازلهم.
وأطلقت الحشود في قطاع غزة الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً، في حين لم تُسمع في جانب الاحتلال أيّ من صافرات الإنذار، التي ظلّت على مدى 11 يوماً تدوّي لتحذير السكّان من أكثر من 4300 قذيفة صاروخية أطلقتها الفصائل الفلسطينية من القطاع المحاصر.
انتقادات شديدة اللهجة لأداء المؤسسة الأمنية للاحتلال
المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية للكيان المحتل (الكابينيت)،وافق بالإجماع، على وقف إطلاق النار. معلنا أنه وافق على "وقف متبادل لإطلاق النار دون أي شروط" ، ما يعني أن كلا من تل أبيب وحركة حماس ستكونان في حل من أي التزامات ثنائية متبادلة.
و كشف تقرير إسرائيلي أن وزراء في حكومة الاحتلال وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لأداء المؤسسة الأمنية في الحرب على غزة، خلال جلسة المجلس الوزاري ،معتبرين أن ما قامت به الاستخبارات الإسرائيلية من عمليات بانها "عديمة الفائدة"وذلك لـ"عجزها عن طرح أهداف من شأنها ‘تغيير واقع‘ الهجوم" الإسرائيلي على القطاع، "لم يحقق أي نتيجة عملياتية ناجحة".
و أشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس" إلى قلق نتنياهو والوزراء الأعضاء في (الكابينيت) من انتهاء "العملية العسكرية" على غزة وسط أجواء تعكس انتصارا لحركة حماس، إذ أن الوزراء اكدوا أن سلاح الجو الإسرائيلي "فشل في تدمير معظم الأنفاق الدفاعية لحماس"، والتي كانت إحدى المهام الرئيسية للعملية العسكرية،
ووجهت أيضا انتقادات شديدة اللهجة لتجنب القيادة العسكرية والسياسية في الكيان المحتل ، اجتياح القطاع و تنفيذ عملية برية، والاكتفاء بضربات معظمها جوية.
وتساءل الوزراء الإسرائيليون عن كيفية استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة المحاصر حتى نهاية العملية العسكرية، وانتقدوا فشل الجيش الإسرائيلي في اغتيال قيادات بارزة في حركة "حماس"، بحجم يحيى السنوار أو محمد الضيف.
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن "الولايات المتحدة غيّرت لهجتها في الأيام الأخيرة وإلى جانب الدعوة العلنية لوقف إطلاق النار، بعثت رسائل حادة تدعو إسرائيل إلى وقف الحرب على الفور".
ولفتت الصحيفة إلى أن "التقديرات الرسمية الإسرائيلية أشارت إلى أن استمرار العملية العسكرية قد يؤدي إلى انتقادات دولية حادة، وإدانات رسمية لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي وهيئات دولية أخرى".
243 شهيدا حصيلة العدوان على غزة
أسفر قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي استمر لمدة 11 يوماً، عن استشهاد 243 فلسطينيا منهم 66 طفلا و39 سيدة و 17 مسناً، بحسب ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى جانب إصابة 1910 أخرين بجروح مختلفة، منها 90 إصابة شديدة الخطورة و500 إصابة في الأجزاء العلوية و 155 إصابة في الرأس والرقبة , كما أن من بين الإصابات 560 طفلا و 380 سيدة و91 من المسنين.
في المقابل، قصفت المقاومة الفلسطينية، مستوطنات غلاف غزة والقدس، واسدود وسديروت، وعسقلان وبئر السبع والنقب وتل أبيب، بعشرات الرشقات الصاروخية، أسفرت عن مقتل العديد من الإسرائيليين، وإصابة العشرات، وبالإضافة الى الاضرار التي لحقت بمنازلهم، وذلك ردا على اعتداءات الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين في القدس وفي قطاع غزة، وقصف المنازل والأبراج السكنية والمكاتب الصحفية والإعلامية ومقرات الأجهزة الأمنية.
نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني عن مساكنهم
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني عن مساكنهم، لجأ منهم 28 ألفاً و700 إلى مدارس الوكالة، إما بسبب هدم بيوتهم، أو هرباً من القصف، فيما لجأ الآخرون إلى بيوت أقربائهم في مناطق فلسطينية أخرى.
ووفق إحصاءات حكومية، تعرضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف الإسرائيلي، إلى جانب 13 ألف وحدة سكنية أخرى تضررت بشكل جزئكي بدرجات متفاوتة.
وهدم جيش الاحتلال بشكل كلي، 205 منازل وشقق وأبراج سكنية، ومقرات 33 مؤسسة إعلامية، فضلاً عن أضرار بمؤسسات ومكاتب وجمعيات أخرى.
قصف 68 مدرسة و 300 منشأة اقتصادية وصناعية
و قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن 75 مقراً حكومياً ومنشأة عامة تعرضت للقصف تنوعت ما بين مرافق خدماتية، ومقار أمنية وشرطية.
كما تضررت 68 مدرسة، ومرفقاً صحياً، وعيادة رعاية أولية، بشكل بليغ وجزئي بفعل القصف الشديد في محيطها، فيما تضررت 490 منشأة زراعية من مزارع حيوانية وحمامات زراعية وآبار وشبكات ري.
واقتصادياً، قصف جيش الاحتلال أكثر من 300 منشأة اقتصادية وصناعية وتجارية، وهدم 7 مصانع بشكل كلي، وألحق أضراراً بأكثر من 60 مرفق سياحي.
كما تم استهداف الشوارع والبنى التحتية، حيث تضررت شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه تحت الأرض بشكل كبير نتيجة الاستهداف المباشر.
ولم تسلم بيوت العبادة من العدوان، حيث تعرضت 3 مساجد للهدم الكلي بفعل الاستهداف المباشر، و40 مسجد وكنيسة واحدة بشكل بليغ.
وفي قطاع الطاقة، تضررك 31 محوّل كهرباء في غزة بفعل الهجمات الإسرائيلية، وتعرضت 9 خطوط رئيسية للقطع.
وبيّنت الإحصكائيات الحكومية تضرر 454 سيارة ووسيلة نقل بشكل كامل، أو بأضرار بليغة. كما تضررت شبكات 16 شركة اتصالات وإنترنت بفعل القصف الإسرائيلي.
وأوضح "الإعلام الحكومي" أن تلك الأضرار هي تقديرات أولية للخسائر، لعدم الانتهاء من حصر كافة المنشآت والبنى التحتية المتضررة، ولصعوبة الوصول لبعض المناطق جراء العدوان.