حرب برية.. الأرض أرض حماس فماذا يمتلك جيش الاحتلال؟

الصورة

تتوسع السيناريوهات وتأخذ الفرضيات والتساؤلات أبعادها الثلاثة في الحرب على غزة، ليصبح منحنى الهجوم البري من جانب جيش الاحتلال أمرا متوقعا في ظل تصريحات تؤكد أن المخطط أكبر من مجرد قصف عشوائي، وإنما تغيير لخريطة غزة، إضافة إلى التخلص نهائيا من حماس حيث نقلت رويترز عن متحدث عسكري إسرائيلي قوله: "إن هدفنا من هجومنا البري هو التدمير الكامل لقدرات الحكم والقدرات العسكرية لحماس".

استعداد جيش الاحتلال 

تجنب جيش الاحتلال عام 2008 في هجومه البري توغله الواسع في قطاع غزة خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والأزقة الضيقة، وذلك خشية الإجهاز على الجنود بوقت قياسي، حيث أبقى الاحتلال جنوده في محيط المناطق الحضرية، وهذا ما جعله اليوم يعيد حساباته وتموضعه قبل الهجوم على القطاع؛ لأن حرب العصابات تفرض قتالا بالأيادي وتطمس القدرة على التمييز بين المدنيين والجنود وحسابات آنية في ساحة المعركة. 

وبينت نيويورك تايمز أن العملية العسكرية المتوقعة قد تدخل إسرائيل في ورطة حرب مدن على نطاق أوسع، مشيرة إلى اعتقاد وجود عشرات الآلاف من مقاتلي حماس المتحصنين في مخابئ ومئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض في شمالي قطاع غزة، مضيفة أن حماس تخطط أيضا للوصول إلى المنطقة خلف الخطوط الإسرائيلية باستخدام نظام الأنفاق المعقد. 

وما يخشاه جيش الاحتلال -بحسب تقرير نيويورك تايمز- أن تستقبلهم الفصائل الفلسطينية من الأنفاق الملغمة في الوقت الذي تقترب القوات البرية منها، وأن تشن هجمات من خلال الأنفاق الهجومية خلف خطوط جيش الاحتلال ما يوقعهم في الفخ ذاته الذي وقعوا فيه عام 2014. 

ووصف المحلل لدى مجموعة "غاينز" المعلوماتية أندرو غالر الحرب البرية بساحة معركة بزاوية 360 درجة حيث التهديد في كل مكان، من المجاري إلى الأسطح ومن الطوابق السفلية إلى الأسقف الزائفة. 

وقال مدير الأبحاث في مجموعة "سوفان" كولين كلارك، إن حماس ما تزال تمتلك ترسانة قوية من الصواريخ، ويمكن أن تخطط لمزيد من الكمائن.

خطة الهجوم 

صرح الجيش الإسرائيلي في بيان له إنه بصدد الاستعداد لشن حملة واسعة على غزة وتنفيذ خطط هجومية تشمل الهجوم المنسق والمتكامل عبر الجو والبحر والبر، وجاء في البيان:

"تنتشر كتائب الجيش الإسرائيلي وجنوده في جميع أنحاء البلاد، وهم مستعدون لرفع جاهزيتهم للمراحل التالية من الحرب، مع التركيز على عملية برية كبيرة".

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقلا عن ثلاثة ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه كان من المزمع أن يبدأ الاجتياح البري على قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي، إلا أنه تم تأجيله لأسباب عدة أبرزها أن السماء كانت ملبدة بالغيوم ما سيجعل من الصعب على الطيارين توفير غطاء جوي لمن هم في البر. 

وذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن المسؤولين أنه من المزمع أن يتضمن الهجوم البري وحدات مشاة ودبابات وخبراء متفجرات، وأنه لا بد أن تحصل القوات البرية على غطاء من الطائرات والمروحيات.

دعم أمريكي لجيش الاحتلال 

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في أكثر من مقابلة صحفية منذ بدء معركة طوفان الأقصى أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم كل ما يلزم للكيان المحتل في حربه على حركة حماس، ولا يتوقع بايدن أن تحتاج "إسرائيل" إلى تدخل الجيش الأمريكي بأفراده وآلياته نظرا لامتلاكها أقوى ترسانة حرب، حسب وصفه. 

وفي الأيام الأولى من طوفان الأقصى، أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية حاملتي طائرات أمريكية عبر البحر الأبيض المتوسط وهما "جيرالد فورد" و"يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" وذلك لدعم الاحتلال في عدوانه، كما أرسلت عدة مستشارين عسكريين وخبراء على مستوى عال كنوع من الدعم اللوجستي.

ماذا عن حماس

على قدم وساق تسعى حماس منذ حرب 2014 إلى تطوير كل أدواتها العسكرية وقدراتها القتالية، لتتمكن من الدفاع عن غزة، إذ تمتلك حماس ترسانة كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون في غزة، وقد أطلقت حماس ما يزيد على 5000 صاروخ خلال 3 أيام فقط منذ بداية المعركة صباح السبت الموافق للسابع من تشرين الأول الجاري. وبين تقرير يعود لعام 2021 أن حماس لديها ما يزيد على 8 آلاف صاروخ، وهذا يعني أن لديها آلاف الصواريخ تحت تصرفها، وهي كافية لاستهداف القوات البرية الإسرائيلية حتى إن لم تضف لمخزوناتها خلال العامين الماضيين أي صاروخ. 

وتبين معلومات استخباراتية متعلقة بالأنفاق أن هناك مئات الأنفاق في القطاع، لدرجة تسمح لنا بأن نسميها "مدينة كاملة من الأنفاق والمخابئ" تحت سطح الأرض، ويتوقع أن تستخدم حماس هذه الأنفاق كما فعلت في عام 2014، إذ يكون استخدامها بشكل هجومي يسمح بمناورة القوات وشن هجمات مفاجئة، وتسعى حماس إلى استخدام دفاع يعتمد على القتال المتواصل ونقاط القوة المتمثلة بالمباني الثقيلة من الخرسانة والصلب والأنفاق، مع الاعتماد على القناصة بوصفهم الأكثر مهارة في استخدام السلاح. 

وتعتقد صحيفة "الغارديان" البريطانية أن من المشكلات الكبرى التي سيواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي في الاجتياح البري متمثلة باضطرارها إلى مواجهة مواقع حركة حماس المجهزة، بما فيها الأنفاق التي عملت الحركة على تطويرها بشكل كبير وواسع على مر السنوات الماضية، لافتة إلى أن بعضها مجهز بأنظمة اتصالات. 

ومن جهته أكد مدير الأبحاث في مركز "صوفان" في نيويورك كولين كلارك، بأن حركة "حماس" تعرف أنفاقها عن ظهر قلب. وأضاف أن بعضها تحتوي على فخاخ، مبينا أن الاستعداد للقتال في مثل هذه الأماكن سيتطلب معلومات استخباراتية واسعة النطاق وهذا ما قد لا يمتلكه الإسرائيليون، خاصة وأن حركة حماس ما زالت تتمتع بميزة تكتيكية كبيرة. 

وكانت كتائب عز الدين القسام نشرت رسالة موجهة إلى القوات البرية الإسرائيلية قالت فيها إن هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة.

اقرأ المزيد.. الطفولة في غزة في مرمى النيران

00:00:00