استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
وضع إنساني غير مسبوق.. وتل أبيب تضرب جميع التحذيرات الأممية بعرض الحائط
"ما دامت حماس بين المدنيين في غزة فكل القصف دفاع عن النفس" بهذه الكلمات برر رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي قصفه الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.
نتنياهو: هدف إسرائيل أكبر من القضاء على حماس
استهداف المدنيين عن سبق إصرار وترصد ليس رأيا لرئيس الاحتلال الإسرائيلي فقط بل هو نهج عبر عنه وزير الدفاع قائلا:
"إن الأمة في غزة كاملة تتحمل المسؤولية فلا يوجد مدنيون غير واعيين أو غير ضالعين بما تفعله حماس".
وفي تصريح أخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإن هدف إسرائيل بات أكبر من القضاء على حماس بل هو تغيير الوضع في غزة.
إصرار إسرائيلي على القتل والتهجير والتدمير واستهداف المدنيين العزل والأطفال والنساء بلا أي رادع، وقابل كل ذلك تصريحات دولية محذرة من أن ما تقوم به إسرائيل يرقى إلى أن يكون جرائم حرب.
وضع إنساني غير مسبوق في غزة
وعلى أرض غزة، ترصد الكاميرات وما تبقى من صحفيين وضعا إنسانيا تم وصفه بالكارثي وغير المسبوق، فطوابير بالعشرات على مخابز لا تمتلك الوقود أو الكهرباء لتحضير الخبز، وصنابير مياه تعد النقطة تلو النقطة على عشرات الأطفال الذين يحاولون تعبئة قوارير لاستخدامها في ظل انقطاع الماء والكهرباء.
يجب السماح بإدخال المساعدات فورا
وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة شددت مسؤولة الشؤون الإنسانية في فلسطين لين هاستينغز على ضرورة السماح على الفور بدخول إمدادات الإغاثة إلى قطاع غزة، وأشارت إلى أن الكيان المحتل يربط دخول المساعدات بإطلاق سراح ما أسمتهم بالرهائن، لافتة إلى أن الأمرين: إدخال المساعدات، والإفراج عن الرهائن، يجب ألا يكونا مرهونين بأي شروط.
وتأسفت هاستينغز من استمرار إسرائيل بإصدار تعليمات تطلب فيها من الناس التحرك نحو الجنوب، لافتة إلى أنه من المستحيل أن يتمكن مليون شخص من المغادرة، فالكثير ليست لديهم وسيلة نقل وإن وجدت فإنه لا يوجد وقود، إضافة إلى أن العشرات من الأشخاص ما زالوا في المستشفيات ولا تستطيع وزارة الصحة نقلهم.
"إسرائيل" لم تعطنا موافقة
وتضيف هاستينغز أن الأمم المتحدة تستطيع إدخال المساعدات من الغذاء والماء والدواء والوقود عبر مصر والأراضي المحتلة، إلا أن سلطات الاحتلال لم تعط موافقة لإدخال هذه المواد، فلا يسمح لأي كوادر من الأمم المتحدة بالتحرك في الوقت الراهن، داعية إلى ضرورة الوصول الفوري غير المشروط لتوفير المساعدة الإنسانية.
وحول التوصل لاتفاق مع دولة الاحتلال لإدخال المساعدات، قالت هاستينغز إنه لا اتفاق بعد، وإن ما تراه "إسرائيل" الآن هو تدمير حماس، لكن مسارها الراهن سيدمر غزة، حسب وصفها.
منع وصول المواد الضرورية جريمة حرب
وقال المقرر الأممي الخاص بالحق في المياه في الأمم المتحدة إن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيلي من تقييد فرص حصول الناس على المواد الضرورية للحياة تعد جريمة حرب، داعيا إلى ضرورة السماح بدخول المساعدات إلى أهالي القطاع التزاما باتفاقية لاهاي والاتفاقيات الدولية.
مارتن غريفث: للحرب قواعد يجب التمسك بها في كل الأوقات
من جهته أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث أن الوضع الإنساني الكارثي في غزة حرج وأصبح غير محتمل، مشيرا إلى أن المنازل والمدارس والملاجئ والمراكز الصحية ودور العبادة تتعرض لقصف مكثف، كما شدد على وجوب السماح للمدنيين بالمغادرة إلى مناطق أكثر أمانا مضيفا:
"سواء انتقلوا أو بقوا، يجب الحرص المستمر على سلامتهم".
الاتحاد الأوروبي: ضمان حماية كل المدنيين تماشيا مع القانون الإنساني
ورغم إدانة الاتحاد الأوروبي لحماس في بيان مشترك أمس، إلا أنها دعت إلى ضرورة توفير مساعدة إنسانية عاجلة، مبدية استعداد الدول الأوروبية الـ 27 لمواصلة دعم المدنيين في غزة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد زارت دولة الكيان المحتل قبل أيام، وصرحت في مؤتمر صحفي من هناك أنه رغم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها إلا أنها قد نسيت رسالة مهمة وهي أن عليها احترام القانون الإنساني الدولي.
الوضع الإنساني متدهور
وأيد مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل ما قالته أورسولا فون دير لاين مشيرا في بيان أمس أن الوضع الإنساني فى غزة يتدهور بسرعة وأن الحاجة ملحة وماسة إلى توفير الإمدادات.
وطالب بوريل بفتح المعابر الحدودية على وجه السرعة، مشددا على ضرورة العمل لمنع خسارة المزيد من الأرواح البريئة، حسب وصفه.
وزير الخارجية الصيني: الممارسات الإسرائيلية تتجاوز حدود الدفاع عن النفس
ووصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي ما تقوم به "إسرائيل" في قطاع غزة بأنه يتجاوز حدود الدفاع عن النفس، داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن "العقاب الجماعي" لسكان القطاع. ودعا وانغ يي أمريكا إلى لعب دور بنّاء ومسؤول بدلا من الحض على الحرب.
غوتيريش: يجب الوصول إلى أهالي غزة دون عوائق
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بيانا صحفيا أمس قال فيه:
"إن على إسرائيل السماح بشكل عاجل ودون عوائق بوصول الإمدادات الإنسانية والقائمين على الإغاثة من أجل المدنيين في غزة. وهذا الهدف يجب ألا يكون ورقة للمساومة".
الأمم المتحدة لديها مخزون من الغذاء والماء والمواد غير الغذائية والإمدادات الطبية والوقود، في مصر والأردن والضفة الغربية والأراضي المحتلة، ويمكن للأمم المتحدة إرسال هذا المخزون في غضون ساعات، إلا أنه ولضمان وصولها فعلى "إسرائيل" ضمان عدم التعرض لها وتوفير ممر آمن لها.
وزيرة الخارجية الألمانية: تجب مراعاة الوضع الإنساني
وتشرعن ألمانيا لإسرائيل حربها على حركة حماس إلا أن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فصلت هذه الحرب عن الوضع الإنساني، وقالت إن على إسرائيل مراعاة الوضع الإنساني في القطاع.
وكانت بيربوك في مصر أول أمس لبحث آلية لإرسال مساعدات إنسانية إلى غزة عبر معبر رفح، ولإيجاد حلول بشأن الألمان الذين علقوا في القطاع.
الصليب الأحمر : الوضع الإنساني يخرج عن السيطرة
ويستمر الصليب الأحمر في قطاع غزة منذ اليوم الثالث على العدوان الإسرائيلي بالتحذير من تدهور الأوضاع الإنسانية، وجدد تحذيره أمس قائلا إن الوضع الإنساني يخرج عن السيطرة بسرعة كبيرة، وتأسف لاستهداف العديد من سيارات الإسعاف والكوادر الطبية والتمريضية خلال الأيام الماضية.
اقرأ المزيد.. المستشفى الميداني الأردني سيبقى رغم التعطل عن تقديم الخدمة كاملة
وزير الطاقة الإسرائيلي: الطاقة مقابل الرهائن
وفي ظل هذه التنديدات والمطالبات العاجلة لإسرائيل بضرورة تحمل مسؤوليتها تجاه المدنيين العزل، يصرح وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس قائلا:
"إن استئناف الخدمات الأساسية لقطاع غزة مرتبط بالإفراج عن المختطفين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس".
وبنبرة ساخرة يعبر كاتس في منشور له عبر منصة "إكس":
"لا مساعدات إنسانية لغزة.. لن يتم تشغيل أي مفتاح كهربائي، أو فتح صنبور مياه، أو دخول أي شاحنة وقود.. إلى أن يعود المختطفون الإسرائيليون إلى منازلهم.. إنسانية مقابل إنسانية. ولن يعطينا أحد مواعظ في الأخلاق".