تتواصل الهجمات الإسرائيلية على لبنان بوتيرة متصاعدة، مخلفة دمارا واسعا وعشرات الشهداء والجرحى يوميا. في المقابل، يكثف حزب الله عملياته
قتلى وجرحى ببيروت والجيش ينتشر.. ولبنان على حافة الهاوية
لا يزال التوتّر يتسيّد المشهد في لبنان منذ صباح اليوم الخميس، حيث شهد محيط منطقة الطيونة - الشياح وعين الرمانة في العاصمة بيروت إطلاق رصاص كثيف لا يهدأ، واشتباكات مسلحة متبادلة أحياناً من على أسطح المباني، وسط أنباء عن سقوط 7 قتلى بينهم سيدة وعشرات الجرحى وذلك في حصيلة أولية.
وبالتزامن مع ازدياد حالة الاحتقان على الأرض تكثفت الاتصالات السياسية بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومته نجيب ميقاتي مع قيادة الجيش اللبناني للتوصل إلى تهدئة تحقن الدم اللبناني.
ودعت قيادتا حزب الله و حركة أمل، في بيان مشترك، "الجيش إلى تحمّل مسؤوليته تجاه التطورات والتدخل لإيقاف المجرمين"، حسب تعبيرهم، كما طالبتا أنصارهما بالهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة الخبيثة حسب البيان.
وأظهر فيديو عرضته قناة الجديد اللبنانية الخاصة عبر تغريدة على تويتر لقطات لإصابة أحد الأشخاص بطلق ناري على الأرجح أثناء عبوره إحدى شوارع منطقة الطيونة ذات الأغلبية الشيعية.
لبنان والتطور للمواجهة المسلحة
وما أن تجمع أنصار حزب الله وحركة أمل في تظاهرة أمام قصر العدل في بيروت، حتّى تدحرجت كرة النار وصولا إلى محيط منطقة الطيونة بعد إطلاق نار كثيف سُمِع في محيطها، وسارع الجيش اللبناني إلى فرض طوق أمني في محيط المنطقة، كما انتشر عناصره في شوارعها وعلى أبواب مداخلها بحثا عن مطلقي الرصاص.
وأعلن الجيش في وقت لاحق عن إلقاء القبض على قنّاص في المنطقة، كما استخدم أشخاص قذائف RPG وهرعت سيارات الإسعاف إلى المكان.
وطالبت وزارة الصحة اللبنانية جميع المستشفيات الحكومية والخاصة استقبال الجرحى ومعالجتهم على نفقة الوزارة.
ضحايا الاشتباكات المسلحة
في الأثناء أفاد الصليب الأحمر اللبناني و مصادر طبّية عن ارتفاع عدد القتلى إلى7 أشخاص وإصابة ثلاثين آخرين، ومن بين القتلى سيدة لبنانية أصيبت برصاصة اخترقت منزلها ما أدى إلى مقتلها على الفور.
اتصالات سياسية للتهدئة
وأجرى الرئيس اللبناني ميشال عون اتصالات مع رئيس وزرائه نجيب ميقاتي ووزيرَي الدفاع والداخلية وقائد الجيش العماد جوزيف عون للوقوف على آخر تطورات الأوضاع الأمنية في ضوء الاشتباكات المسلحة بمنطقة الطيونة وضواحيها.
بدوره دعا ميقاتي الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء الفتنة، كما تابع مع قائد الجيش إجراءاته لضبط الأوضاع وتوقيف المتسبّبين بالاعتداء.
وفي أول تعليق دولي على التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية دعا الاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس مجددا تأكيده الاحتفاظ بآلية عقوبات على لبنان ويمكن تفعيلها.
الجيش اللبناني
وأفاد الجيش اللبناني بتعرض محتجين لإطلاق الرصاص في منطقة الطيونة معلنا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، أنّه سيطلق النار تجاه أي مسلّح يتواجد على الطرقات وتجاه أي شخص يُقدِم على إطلاق الرصاص من أي مكان آخر مطالباً المدنيين إخلاء الشوارع في منطقة الاشتباكات فورا.
وفي وقت سابق كانت مجموعات كبيرة من مناصري حركة "أمل" و"حزب الله" لبَّت دعوات سياسية للحشد أمام قصر العدل في بيروت، اليوم، بعد تعليق التحقيق بانفجار المرفأ للمرة الثانية على التوالي.
وأظهر مقطع فيديو متداول وصول تعزيزات من لعناصر مسحلة من ميليشيات حزب الله اللبناني متوجهة لمنطقة الاشتباكات.
فيما أظهر مقطع آخر أحد العناصر يطلق النار مباشرة بسلاحه الرشاش.
وأتت دعوات التظاهر عقب إصدار المحقق العدلي بملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار مذكرة توقيف بحقّ النائب علي حسن خليل المحسوب على حركة أمل، ومطالبة شخصيات من الحركة وحزب الله اللبناني بكفّ يد القاضي عن الملف، الأأمر الذي رفضته الغرفة الأولى في محكمة التمييز المدنية، معتبرة أن قاضي التحقيق العدلي لا يعد من قضاة محكمة التمييز من ناحية الأصول التي يطبقها أو من ناحية القرار الذي يصدره.