اليوم الـ13 من استئناف الحرب.. غزة تستقبل عيد الفطر بمزيد من المجازر

الصورة
فتيات من غزة بعد أداء صلاة العيد في خانيونس جنوب غزة 30/3/2025 | المصدر: وكالة الأنباء الألمانية
فتيات من غزة بعد أداء صلاة العيد في خانيونس جنوب غزة 30/3/2025 | المصدر: وكالة الأنباء الألمانية
آخر تحديث

دخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ13 منذ استئناف حرب الإبادة، وقد استقبل القطاع أول أيام عيد الفطر المبارك، وسط قصف مكثف خلف مزيدا من الشهداء، وتفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية، في الوقت ذاته، تتواصل الجهود الدبلوماسية بشأن التهدئة، بينما يحتدم الوضع الميداني مع توسيع الاحتلال عملياته في جنوب القطاع.

غزة تحت القصف في أول أيام العيد.. مجازر ودماء في كل مكان

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، مجزرة بحق نازحين في خانيونس، بينما شنت غارات عنيفة أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في مختلف أنحاء قطاع غزة. 

وتركز القصف بشكل كبير على خانيونس ورفح جنوبي القطاع، لكنه امتد إلى مناطق أخرى، شملت أحياء في مدينة غزة. وأسفرت الاعتداءات منذ فجر اليوم عن استشهاد 20 شخصا، بينهم أطفال ونساء. 

في الساعات الأولى من أول أيام العيد، دوت الانفجارات في أرجاء القطاع بفعل الصواريخ والقذائف المدفعية، فيما استهدفت غارات الاحتلال مناطق مختلفة، ما أدى إلى استشهاد 17 فلسطينيا في خانيونس وحدها، وتم نقلهم إلى مجمع ناصر الطبي.

مجزرة في المواصي

استهدف قصف إسرائيلي خياما للنازحين في منطقة المواصي غرب خانيونس، ما أدى إلى استشهاد 9 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين. وتداولت وسائل إعلام فلسطينية صورا مؤلمة لأطفال بملابس العيد، استهدفتهم طائرات الاحتلال في أثناء لعبهم بالقرب من الخيام.

كما تسبب القصف الجوي والمدفعي بسقوط شهداء ومصابين وسط خانيونس وفي بلدتي عبسان وبني سهيلا شرقي المدينة.

وفي منطقة قيزان رشوان جنوب خانيونس، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين. 

وفي رفح، استهدفت المقاتلات والمروحيات والطائرات المسيرة الإسرائيلية وسط المدينة ومحيطها، ما أسفر عن سقوط شهداء وإصابات، بينما تواصل القصف على مناطق شرق رفح، حيث استشهد فلسطيني وأصيب 11 آخرون.

وكان الاحتلال قد أعلن، أمس السبت، عن بدء عملية برية في منطقة الجنينة برفح، بعد أن توغل سابقا في حي تل السلطان وحاصر عشرات الآلاف من السكان.

عيد تحت النار

ورغم المجازر المستمرة، أصر العديد من أهالي غزة على أداء صلاة عيد الفطر بين أنقاض المباني المدمرة وفي المساجد التي تضررت بفعل القصف، من خانيونس جنوبا إلى جباليا شمالا. 

وتوجه كثيرون إلى المقابر لزيارة الشهداء، في مشهد يعكس حجم المأساة التي يعيشها القطاع في أول أيام العيد، حيث لا صوت يعلو فوق صوت القذائف والانفجارات.

منذ استئناف الاحتلال لعدوانه في 18 آذار الماضي، ارتقى نحو 950 شهيدا وأصيب أكثر من ألفين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

حماس: عيد الفطر في غزة تحت القصف والحصار.. صمود رغم المجازر

أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن عيد الفطر يحل هذا العام على غزة وسط حصار خانق وتجويع وقتل وتدمير، في ظل صمت دولي مخز ودعم أمريكي مطلق للاحتلال. 

وأشادت الحركة بصمود الشعب الفلسطيني في غزة، مثمنة ثبات أهل الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل في وجه الاحتلال.

كما دعت أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات إلى تجديد العهد على مواصلة طريق الصمود والمقاومة حتى التحرير والعودة، وحثت الأمة العربية والإسلامية على تكثيف جهود الدعم والإسناد، والضغط من أجل وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وختمت الحركة بيانها بالتأكيد على التزامها بالمضي في طريق المقاومة حتى تحقيق النصر والتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

تدهور الأوضاع الإنسانية في ظل استمرار الحصار

يعيش قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة مع انقطاع التيار الكهربائي وغياب مقومات الحياة الأساسية، ما يزيد من معاناة السكان المحاصرين. وتواجه المستشفيات نقصا حادا في الإمدادات الطبية، بينما يعاني النازحون من أوضاع مأساوية في ظل استمرار القصف واستهداف أماكن الإيواء.

اختفاء طواقم الهلال الأحمر وسط استمرار الاستهداف

أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن مصير 9 من مسعفيه لا يزال مجهولا لليوم السابع على التوالي بعد تعرضهم للحصار والاستهداف من قبل قوات الاحتلال في رفح. وذكر أن الاحتلال يرفض السماح لفريق الإنقاذ بالدخول إلى منطقة تل السلطان للبحث عن الطواقم المفقودة، محملا إياه المسؤولية الكاملة عن حياتهم.

تصعيد ميداني وتوسيع العمليات البرية

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عملياته البرية في جنوب قطاع غزة، حيث شن عملية عسكرية في حي الجنينة بمدينة رفح، مدعيا استهداف مواقع لحركة حماس. كما استهدفت قواته مواقع في خانيونس، وأجبرت السكان على إخلاء منازلهم تحت التهديد بالقصف.

وشهدت المنطقة العازلة قرب خانيونس انفجار عبوة ناسفة بجرافة إسرائيلية دون وقوع إصابات، فيما أطلقت المقاومة الفلسطينية ثلاث قذائف تجاه قوات الاحتلال المتمركزة في أطراف المدينة.

المفاوضات والجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار

في ظل التصعيد الميداني، عاد الحديث عن المفاوضات مجددا، فقد وافقت حركة حماس على مقترح وسطاء بشأن وقف إطلاق النار. لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن عن تقديم رد بديل بالتنسيق مع واشنطن، مما يهدد بفشل الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة.

كتائب القسام: عيدنا يوم العودة والتحرير

وجهت كتائب القسام، عبر حسابها في "تيليغرام"، تهنئة إلى الشعب الفلسطيني بمناسبة عيد الفطر، مؤكدة أن العيد الحقيقي سيكون يوم التحرير والعودة.

وجاء في رسالتها: 

"يا أهلنا ويا شعبنا... يا تاج رؤوسنا... عيدنا بتضميد جراحكم ورفع الظلم عنكم... عيدنا يوم تحرير أسرانا ومسرانا ومقدساتنا... عيدنا يوم عودتنا وهجرتنا إلى كامل أرضنا... كل عام وأنتم بخير".

اقرأ المزيد.. قصة الغزي كامل مرتجى

00:00:00