اقترب الكيان المحتل، اليوم الأربعاء، من إجراء خامس انتخابات في أقل من 4 سنوات بعد أن وافق المشرعون على حل الكنيست في قراءة تمهيدية. ومن
لبيد ينجح بتشكيل ائتلاف حكومة الاحتلال ونتنياهو يحاول منع تنصيبها
تمكن زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد، من جمع الأصوات اللازمة لتشكيل ائتلاف حكومي، أزاح فيه بنيامين نتنياهو بعد 12 عاما متتالية من الحكم شغل فيها أطول فترة رئاسة وزراء في تاريخ الكيان الصهيوني.
ويملك زعيم المعارضة وشركائه مدة سبعة أيام لتوزيع الحقائب الوزارية والحصول على تصويت ثقة من البرلمان.
وجاء إعلان لبيد بعد أن توصل مع منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة في الكنيست إلى إتفاق بينهما إضافة إلى نفتالي بينيت اليميني المتطرف حول الائتلاف الحكومي ما يمهد الطريق لإعلان حكومة جديدة في الساعات المقبلة خلفا لحكومة نتنياهو.
اتفاق ثلاثي يمهد لتشكيل الحكومة
ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس المعارضة يائير لبيد، فإنه أبلغ رئيس الاحتلال الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بأنه جمع أصواتا كافية لتشكيل الحكومة المقبلة. و ذلك بعد حصوله على تفويض رؤساء أحزاب "كتلة التغيير" ورئيس القائمة الموحدة، منصور عباس، على اتفاق يمهّد الطريق لتشكيل حكومة التناوب مع رئيس حزب "يمينا"، نفتالي بينيت.
و ينص الاتفاق على "تشكيل هيئة مراقبة للاحتفاظ بمناطق ‘سي‘ (جـ)" في الضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى "تعزيز المواقع التراثية و توسيعها" و"المصادقة على 300 ألف وحدة سكنية بأسعار مناسبة"، دون تحديد مواقع هذه المشاريع، وإن كانت تشمل منطقة القدس والضفة الغربية.
كما ينص الاتفاق على "تقسيم منصب المستشار القضائي للحكومة" و "إصلاحات تتعلق بالحقوق المدنية في التحقيقات والإجراءات القضائية"، و"إقامة جامعة في منطقة الجليل" و"إصلاحات بشأن شرعنة استخدام القنب الهندي (الماريغوانا)"، ونقل "المسؤولية عن تعليم الطفولة المبكرة إلى وزارة التعليم وربط المراحل التربوية".
و تنازل عبّاس عن شرطه بإلغاء قانون "كامينيتس"، بعد أن رفضت أحزاب اليمين في "كتلة التغيير" إلغاء القانون الذي يشدد العقوبات على البناء غير المرخص، ويستهدف البيوت و المباني في المجتمع العربي، من دون مراعاة ظروف البلدات العربية، و خاصة عدم وجود خرائط هيكلية فيها.
القائمة الموحدة تعتقد أنها توصلت لاتفاق تاريخي يحقق مكاسب للمجتمع العربي
و قالت الموحدة في بيان صدر عنها إنها "قامت بالتوقيع على دخول الائتلاف الحكومي برئاسة بينت - لبيد، بعد التوصل لاتفاق تاريخي مقابل مكاسب و إنجازات هي الأضخم و الأوسع لصالح مجتمعنا العربي وحل قضاياه الحارقة، وميزانيات تتعدى الـ53 مليار شيكل، و ترسيخ مكانة الأحزاب العربية كلاعب مؤثر وشرعي في الساحة السياسية، وكذلك وضع الاتفاق آلية دائمة لاستكمال العديد من القضايا والنقاط العالقة خلال المرحلة القادمة. "
و في ما يتعلق بقانون "كامينيتس"، زعم البيان أنه "خلال 120 يومًا ستعمل الحكومة على تعديله (لا زال يخضع للتفاهمات). كما تقرر تمديد القرار بتجميد إجراءات الضبط القانوني وفرض الغرامات وهدم البيوت العربية المبنية بشكل غير قانوني، من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 حتى نهاية عام 2024.
و سيتم تقديم طلب من رئيس الحكومة القادم والرئيس البديل بخصوص الغرامات للمستشار القضائي للحكومة للبت بشأنها".
نتنياهو: يجب معارضة حكومة اليساريين الخطرة
و في أول رد فعل على تشكيل الحكومة قال بنيامين نتنياهو إنه يتوجب على الكنيست معارضة حكومة اليساريين الخطرة ،مضيفا أن على الأعضاء اليمينيين بالكنيست رفض هذه الحكومة.
كما عقد بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، اجتماعا "طارئا" مع رؤساء الأحزاب في معسكره، بهدف التداول في محاولات منع تنصيب حكومة في المعسكر المناوئ له، يتناوب على رئاستها كل من رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، ورئيس حزب "ييش عتيد"، يائير لبيد.
و قرر نتنياهو إلغاء قرار سابق بمنع ظهور أعضاء الكنيست الذين يمثلونه في وسائل الإعلام، ما يعني دفعهم إلى حملة إعلامية واسعة ضد تشكيل حكومة لبيد وبينيت، كذلك أقام ناشطون يمينيون خيمة احتحاح قبالة منزل عن الكنيست عن "يمينا"، نير أورباخ، الذي يعارض دعم ائتلاف بينيت - لبيد. وطالب بينيت أورباخ بالاستقالة من الكنيست.
و كتب نتنياهو في حسابه في "تويتر"، اليوم، أن "بينيت باع النقب للقائمة الموحدة. وعلى جميع أعضاء الكنيست الذين انتخبوا بأصوات اليمين أن يعارضوا حكومة اليسار الخطيرة هذه".
وأضاف أنه لا يطلب دعم القائمة الموحدة لحكومة برئاسته و إنما دعمها لانتخاب مباشر لرئيس الحكومة، وادعى أنه لم تجر مفاوضات حول امتناع القائمة الموحدة عن التصويت على تنصيب حكومة برئاسته.
و رصد نتنياهو ومعسكره نقطة ضعف الإئتلاف الجديد بأعضاء كنيست من "يمينا"، الذين يتعرضون لضغوط "هائلة وحتى غير إنسانية"، حسبما و صفت ذلك صحيفة "يديعوت أحرونوت". و ستتواصل هذه الضغوط وتتصاعد خلال الفترة المقبلة إلى حين تنصيب الحكومة.
و في هذا السياق، ينظم الليكود والصهيونية الدينية، مساء اليوم، مظاهرة كبيرة مقابل منزل القيادية في "يمينا"، أييليت شاكيد، تحت شعار "عودي إلى بيتك"، أي معسكر اليمين، وذلك بهدف منع تنصيب حكومة "كتلة التغيير"، التي أعلن لبيد، أمس، عن تمكنه من تشكيلها.