في اليوم الـ61 من بدء وقف إطلاق النار في غزة تتعمق المأساة الإنسانية مع غرق آلاف الخيام التي تؤوي مئات آلاف النازحين، بفعل الأمطار الغزيرة
خروق متواصلة والمنخفض الجوي يعمق المأساة الإنسانية في غزة
دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يومه الـ62، بينما تتواصل الأزمة الإنسانية في القطاع وسط ظروف جوية قاسية زادت من معاناة النازحين، وبين الخروق المتكررة للاتفاق، والتجاذبات السياسية حول آليات تنفيذه، يواجه السكان واقعا يزداد صعوبة مع تدهور الخدمات الأساسية وغرق مخيمات النزوح تحت الأمطار الغزيرة.
إشراف دولي وجدل حول تنفيذ الاتفاق
أكد مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أن مجلس السلام، الذي يرأسه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيتولى الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الاتفاق يتضمن تجريد حركة حماس من السلاح.
وفي المقابل، نقلت صحيفة أمريكية عن مسؤول إسرائيلي قوله إن المرحلة الثانية من الاتفاق لن تبدأ قبل استعادة رفات آخر رهينة.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مطلع العام المقبل سيشهد الإعلان عن أسماء قادة الدول الذين سيشاركون في مجلس السلام المعني بمتابعة اتفاق غزة، موضحا أن العديد من القادة "أبدوا رغبتهم بالانضمام".
بينما أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، انفتاح الحركة على صيغة هدنة طويلة المدى تضمن وقفا مستقرا للتصعيد، مع التمسك برفض نزع السلاح، مشددا على إمكانية حفظه دون استخدامه في إطار اتفاق يضمن عدم عودة الحرب.
خروق متواصلة لوقف إطلاق النار في غزة
أوضح مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة أن قوات الاحتلال لم تلتزم ببنود وقف إطلاق النار ولا بالبروتوكول الإنساني المصاحب له، مشيرا إلى أن الانتهاكات المستمرة أدت إلى استشهاد أكثر من 386 شخصا منذ بدء الاتفاق.
وشهدت مناطق شرقي خانيونس قصفا مدفعيا وإطلاق نار مكثفا من المروحيات منذ صباح الخميس، فيما استهدف مخيم جباليا وناصية في رفح ما أدى إلى استشهاد خمسة مدنيين بينهم طفل وسيدة.
مخلفات الحرب.. خطر دائم يهدد المدنيين
حذر مسؤول في الأمم المتحدة من أن مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة تعيق عودة الحياة إلى طبيعتها في غزة، خصوصا مع تحرك مئات الآلاف من المدنيين عقب وقف إطلاق النار.
وذكر أن التلوث الواسع بالمتفجرات يهدد حياة السكان ويبطئ عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار، مشيرا إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر نتيجة فضولهم وعدم إدراكهم لخطورة هذه الذخائر.
المنخفض الجوي يزيد مأساة النازحين
ضرب منخفض جوي عميق قطاع غزة خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى غرق عشرات الخيام في منطقة المواصي غرب خانيونس، وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة وهطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية وبَرَد.
وأكد نازحون أن المياه تسللت إلى الخيام المهترئة، محدثة أضرارا كبيرة داخل أماكن السكن المؤقت.
أعلنت طواقم الدفاع المدني أنها تعاملت مع 14 حالة غرق لخيام في منطقة مواصي خانيونس، وتمكنت من إخلاء قاطنيها إلى أماكن أكثر أمانا.
وشكا النازحون من أن إجراءات الحماية المحدودة داخل المخيمات لم تصمد أمام قوة المنخفض، فيما تظهر المقاطع المصورة استمرار تدفق المياه ومحاولات الأهالي حماية أطفالهم ومقتنياتهم البسيطة.
وفاة رضيعة بسبب البرد القارس
أفادت مصادر طبية، بوفاة الرضيعة رهف أبو جزر البالغة من العمر ثمانية أشهر في خانيونس نتيجة البرد الشديد داخل إحدى الخيام، في حادثة تعكس خطورة الظروف الإنسانية في القطاع، خصوصا مع انعدام وسائل التدفئة ونقص الوقود.
اقرأ المزيد.. المنخفض الجوي يفاقم الكارثة الإنسانية