يستضيف الأردن اليوم الأحد، اجتماعا موسعا يضم دول الجوار السوري لبحث آليات عملية للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة
لماذا يدافع نتنياهو عن جرمانا السورية؟

جرمانا هي مدينة سورية تقع في جنوب دمشق وتبعد 60 كيلومترا على الأقل من الجولان المحتل، يقطنها منذ خمسينيات القرن الماضي نحو أربعة آلاف نسمة جلهم من الطائفة الدرزية والمسيحية، وتقدر آخر الإحصائيات زيادة هذا العدد وخاصة خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، وذلك بعد هجرة آلاف الدروز من السويداء وأرياف دمشق الأخرى نحو جرمانا.
وتشير تقارير أخرى إلى أنه يقطن في جرمانا عدد لا بأس به من العراقيين الذين هجروا من بلادهم على إثر الحرب العراقية الأمريكية عام 2003.
ويشكل الدروز ما يقدر بنحو 3.2% من سكان سوريا، ويقدر عددهم بنحو 800.000 نسمة إلى نحو مليون نسمة، وبحسب الإحصائيات التي أجريت في تسعينيات القرن الماضي، فإن سوريا تضمن ما بين 40-50% من مجمل الدروز في جميع أنحاء العالم والمقدر عددهم بنحو مليون ونصف المليون نسمة.
لماذا يدافع نتنياهو عن جرمانا؟
لم تكن السلطات الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو راضة عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فقد قال بشكل صريح إن سقوط نظام بشار الأسد لم يكن في صالح "إسرائيل"، كما لم يكتف الاحتلال بالتعبير عن عدم الرضا، بل قصفت الطائرات الإسرائيلية عشرات المواقع العسكرية السورية، في أكبر حملة عسكرية يشنها الاحتلال على سوريا منذ عشرات السنين.
كما طالب نتنياهو بمنطقة منزوعة السلاح في جنوب دمشق وهي درعا والسويداء والقنيطرة، وحذر الإدارة السورية الجديدة من الوجود في هذه المناطق، وأكد أن جيشه سيبقى موجودا بالمقربة منها.
اليوم يخرج نتنياهو بتصريحات يؤكد فيها أنه سيتدخل عسكريا لصالح الطائفة الدرزية في جرمانا، فكيف كانت جرمانا قبل سقوط النظام البائد؟
جرمانا في عهد النظام البائد
تصف التقارير الإعلامية خلال أعوام 2017 وما بعد، مدينة جرمانا بأنها بؤرة استيطانية لشبيحة الأسد، فيما تشكو تقارير أخرى من تحويلها إلى مدينة "دعارة وتعفيش الأثاث من بيوت السوريين"، فيما يشكو سكان المنطقة في تقارير أخرى من وجود الحواجز المسلحة التابعة للنظام السوري بكثرة في ظل قلة الخدمات والإهمال الخدمي.
ماذا حصل في جرمانا السبت الماضي؟
وحافظت المدينة على حواجز النظام العسكرية رغم سقوط نظام الأسد، حيث تسبب أحد الحواجز العسكرية بمقتل أحد عناصر الأمن السوري ليلة السبت الماضي، وانتشر مسلحون في الطرقات وعلى أسطح البنايات، فيما أمهلت السلطات الأمنية السورية المسلحين في جرمانا خمسة أيام لتسليم السلاح ورفع الحواجز، كما قالت وزارة الداخلية السورية في بيان لها عبر "تيليغرام":
"إنه على خلفية حادثة إطلاق النار استشهد أحد العناصر على الفور فيما أصيب آخر وتم خطفه من قبل عناصر الحاجز، أعقب ذلك هجوم على قسم الشرطة في المدينة حيث تم طرد عناصر القسم وسط إطلاق الشتائم بحقهم وسلب أسلحتهم، ورغم إنكار درع جرمانا في البداية احتجاز العنصر المخطوف فقد تم تسليمه لاحقا بعد التواصل مع الوجهاء".
كما أكدت الوزارة أنها لن تسمح لأي جهة بالتعدي على وحدة سوريا، وأضافت أن مشكلتها الوحيدة تقتصر على من ارتكبوا الهجوم والاعتداء، داعيا أصحاب العقول إلى إدراك أن هذا الطريق يهدد أمن سوريا واستقرارها ووحدتها.
نتنياهو يرى في الدروز حجة للتدخل في سوريا
وعلى خلفية هذه الأحداث، جدد نتنياهو أمس تصريحاته بشأن التدخل في سوريا بحجة حماية الدروز هذه المرة، فقد أصدر وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا، جنوب دمشق، حسب ما أعلنه ديوان نتنياهو.
وتأتي دعوة نتنياهو مبنية على نفس طائفي بامتياز، إذ يعد نتنياهو الدروز جزءا لا ينفك عن المجتمع الإسرائيلي الذي يتكون جزء كبير منه من الطائفة الدرزية، بحسب زعمه.
في المقابل أكد كبار الدروز في بيان رسمي رفضهم للتدخل الإسرائيلي، واستخدامهم من قبل نتنياهو كحجة للدخول العسكري إلى سوريا، وأصدر مشايخ جرمانا بيانا أكدوا فيه أنه سيتم رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون كما تعهدوا بتسليم كل من تثبت مسؤوليته في الأحداث الأخيرة إلى الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل.
اقرأ المزيد.. الملك يؤكد لأحمد الشرع دعم الأردن لدمشق ويدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا