محرر ومذيع أخبار
بعد سقوط الأسد.. هل سيعين الأردن سفيرا له في سوريا؟
شهدت العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والأردن محطات توتر خلال الأربعة عشر عاما الماضية، بدأت من قرار جامعة الدول العربية عام 2011 بضرورة سحب الدول العربية سفراءها من دمشق كنوع من الضغط والعقاب على نظام بشار الأسد الذي رمى البراميل على شعبه المتظاهر ضده حينها، فما هو التمثيل الدبلوماسي للأردن في سوريا منذ عام 2011؟
التمثيل الأردني في سوريا عام 2011
في السادس عشر من تشرين ثاني من عام 2011، قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقد في القاهرة تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية إلى حين التزام الحكومة في دمشق بتنفيذ بنود المبادرة العربية حول حل الأزمة السورية، وفي الشهر ذاته، قررت جامعة الدول العربية حث أعضائها لسحب السفراء العرب من دمشق، لكنه كان قرارا غير ملزم للدول العربية.
وفي رده على هذا القرار، عقب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأردني في حينها محمد الكايد بأن قرار جامعة الدول العربية غير ملزم، ولم يعلق على نية الأردن سحب السفير الأردني حينها "عمر العمد" من سفارة الأردن في دمشق.
وشددت سفارة الأردن في سوريا خلال عامي 2012 و2013 على أن المصلحة تقتضي بأن تبقى السفارة الأردنية في دمشق مفتوحة لخدمة آلاف الأردنيين الموجودين في عموم سوريا.
وتناقلت وسائل إعلام أردنية خلال عام 2012 أن السفير العمد قلل من عدد كادر السفارة في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة، والعنف الذي شهده محيط السفارة التي تقع في حي المزة في دمشق.
وخلال الفترة 2011-2013 بقي السفير السوري في عمان بهجت سليمان ممثلا كسفير سوري في عمان.
السفير السوري في الأردن شخص غير مرغوب به
في السادس والعشرين من أيار عام 2014، أصدرت وزارة الخارجية الأردنية بيانا قالت فيه إن السفير السوري في عمان بهجت سليمان شخص غير مرغوب به في المملكة الأردنية الهاشمية، وطالبته بالمغادرة خلال 24 ساعة، ولفتت إلى أن ذلك لا يعني قطع العلاقات مع سوريا وإنما يمكن لدمشق تعيين سفير آخر محله.
وجاء قرار الأردن على خلفية إساءات متكررة لبهجت سليمان عبر لقاءاته الشخصية وكتاباته على وسائل التواصل الاجتماعي والموجهة ضد الأردن وقيادته ورموزه السياسية ومؤسساته الوطنية ومواطنيه.
في صباح اليوم التالي من هذا القرار، قامت دمشق باتخاذ الإجراء ذاته وأعلنت أن السفير الأردني في دمشق شخص غير مرغوب به في الجمهورية السورية.
وكان العمد قد عين سفيرا في دمشق عام 2008، كما عين بهجت سليمان سفيرا في عمان في عام 2009. وتوفي كل من العمد وسليمان عام 2021 كل في بلده، حيث توفي بهجت سليمان في أعقاب إصابته بفيروس كورونا.
2019 الأردن يعيين مستشارا برتبة وزير في سفارته في دمشق
بعد قرار البلدين الذي وصف إعلاميا بأنه "طرد سفراء البلدين" بقي التمثيل الدبلوماسي الأردني في دمشق والعكس، محدودا ومتمثلا بموظفين لتأدية واجبهم الوظيفي تجاه المواطنين في كلا البلدين. حيث بقي القائم بأعمال السفارة السورية في عمان هو أيمن علوش.
وفي عام 2019 اتجهت العديد من الدول العربية نحو إعادة سوريا إلى الحضن العربي، فقد أعادت بعض الدول فتح سفارتها في دمشق كالإمارات، فيما قام الرئيس السوداني عمر البشير حينها بزيارة الأسد. من جهتها أعلنت عمّان رفع تمثيلها الدبلوماسي في دمشق بتعيينها دبلوماسيا بدرجة مستشار ليكون قائما بالأعمال بالإنابة في السفارة الأردنية في العاصمة دمشق.
ووصفت وزارة الخارجية في بيان لها عام 2019 قرار رفع التمثيل الدبلوماسي في سوريا بأنه يأتي انسجاما مع الموقف الأردني منذ عام 2011 بالإبقاء على السفارة الأردنية في دمشق مفتوحة على الدوام.
وفي السابع من أيار من عام 2023، قرر مجلس وزراء خارجية العرب في جلسة طارئة استعادة النظام السوري لمقعده الشاغر في الجامعة منذ 2011، وفي كلمته خلال القمة العربية التي انعقدت في جدة عام 2023 قال الملك عبد الله الثاني إنه يرحب بعودة دمشق آملا بأن تساهم عودتها إلى جامعة الدول العربية في حل أزمتها.
سوريا تكتفي بقائم بالأعمال في عمان
لم تعقب سوريا على قرار الأردن برفع تمثيلها الدبلوماسي في عام 2019، إلا أن القائم بأعمالها في عمان أيمن علوش وصفه بالخطوة بالإيجابية، وهذا تفصيل لتعيينات القائمين بأعمال سوريا في الأردن:
-
في آب من عام 2019 عينت سوريا شفيق ديوب قائما بالأعمال في سفارتها في عمان.
-
في عام 2023، عينت دمشق القائم بأعمالها عصام نيال.
-
في عام 2024 عينت دمشق رياض عباس خلفا لعصام نيال كقائم بأعمال السفارة السورية في عمان دون أن ترفع تمثيلها بتعيين سفير.
2024.. سقوط الأسد ومباركة أردنية لسوريا الجديدة
في الثامن من الشهر الأخير من عام 2024 سقط نظام بشار الأسد، وسقطت معه العديد من المعيقات والفواصل، حيث وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في زيارة إلى دمشق بارك فيها لقائد العمليات العسكرية أحمد الشرع نجاح عملية ردع العدوان، وقال الصفدي إن الأردن يقف جنبا إلى جنب مع سوريا الجديدة.
وفي الزيارة ذاتها، قام الصفدي بزيارة السفارة الأردنية في حي المزة في دمشق، وأكد فيها أن الأردن يصر على بقاء سفارته في دمشق مفتوحة لخدمة الأردنيين في سوريا.
وفي السابع من كانون الثاني الحالي زار وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني الأردن، في زيارة رسمية تبادل فيها الطرفان سبل تعزيز العلاقات وتوطيدها، وسبق الزيارة قيام السفارة السورية في عمان برفع علم الثورة السورية، معترفة بالنظام الجديد وبسقوط المخلوع بشار الأسد.
اقرأ المزيد.. هل تسمح وزارة الداخلية للسوريين بالدخول إلى الأردن دون موافقة مسبقة؟
بعد سقوط الأسد، فتحت الأردن العديد من الخطوط التي كانت محدودة خلال عهد النظام البائد، فزادت من الشحن التجاري، وأعلنت استعدادها للتعاون على صعيد الكهرباء والماء ومحاربة تهريب المخدرات.
فهل سيرفع الأردن تمثيله الدبلوماسي ويعيين سفيرا له في دمشق قريبا؟