استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
طوفان الأقصى.. يحيي عقيدة الأقصى في قلوب العرب من جديد
عاشت الشعوب العربية خلال السنوات العشر الماضية حروبا داخلية مزقت وحدتها واستنزفت طاقتها وأهدرت ألمها، وفقدت الشعوب في اليمن وسوريا والعراق الكثير من أبنائها، ولم تغب فلسطين عن الوقفات والمظاهرات خلال السنوات الماضية وإن كانت محدودة، فكانت كلما اشتدت الأوضاع في قطاع غزة أو الضفة الغربية أو توحش المحتل على المسجد الأقصى وأزقته وحواريه تداعى الشباب العربي للتضامن والاحتجاج سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو في الشوارع، إلا أن طوفان الأقصى اليوم طاف حتى جمع القلوب العربية مجددا محتشدة مقبلة غير مدبرة بهتافها الأوحد "الشعب يريد تحرير فلسطين".
طوفان الأقصى في بغداد
تجمع مئات الآلاف من العراقيين في وسط ساحة التحرير في بغداد رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تدعم المقاومة وتندد بجرائم الاحتلال في قطاع غزة.
ووصف المحللون عبر القنوات التلفزيونية هذه المظاهرة بأنها الأكبر منذ عقود في العراق، ويتهم العراقيون الولايات المتحدة بتدخلها المباشر في الحرب على غزة اليوم بإصرارها على إبادة المسلمين، ومساهمتها في إبادة الفلسطينيين اليوم، كما حاولوا إبادة العراقيين بالأمس، وأكدت كلمات ألقاها السياسيون الحزبيون والشباب خلال هذه التظاهرة الكبيرة على أن العرب عليهم الوقوف مجتمعين ضد ما يسمى "بإسرائيل".
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد دعا لمليونية شعبية، كما هدد قادة الفصائل المسلحة بالتدخل في الحرب دعما لحماس.
طوفان الأقصى في اليمن
"يا أقصى جينا جينا".. "الله أكبر".. "الشعب العربي يريد تحرير فلسطين".. بهذه الهتافات خرج اليمنيون في محافظة صعدة والعاصمة صنعاء يحملون أعلام فلسطين، ولافتات كتب عليها فلسطين حرة وعربية. وانضم اليمنيون من عدن وحضرموت وأبين ومأرب في تظاهرات غفيرة تنديدا بجرائم المحتل في غزة.
ورغم أن الحرب لم تتوقف في اليمن منذ عام 2014 مخلفة أسوأ وأخطر أزمة إنسانية، إلا أن اليمنيين قالوا في مقابلات متلفزة إن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي والمسجد الأقصى هو مسجد لكل المسلمين وعلى الكل أن ينهض للدفاع عنه.
طوفان الأقصى في أزهر القاهرة
كما خرج مئات المصريين في تظاهرة واسعة لم يشهدها الأزهر منذ سنوات، وصلوا صلاة الجمعة أتبعوها بصلاة الغائب على أرواح الشهداء في فلسطين، وهتف المئات في ساحة الجامع الأزهر تضامنا مع الفلسطينيين ورفضا للهجمات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، وردد المئات "بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
كما داس بعض المصريين على علم دولة الاحتلال الإسرائيلي وطالبوا بنصرة فلسطين والفلسطنيين على كل الأصعدة.
وشهدت المنطقة المحيطة بالأزهر تواجدا أمنيا كثيفا، بينما التزم المصلون بالتظاهر داخل حدود المسجد فقط.
خطيب الحرمين الشريفين في مكة يبكي
ولم يتمكن خطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط من حبس الدموع وهو يدعو الله باكيا لتحرير المسجد الأقصى، سائلا الله أن يحمي أهلنا في فلسطين المحتلة. وكرر الشيخ أسامة دعوته قائلا:
"اللهم حرر المسجد الأقصى، وانصر إخواننا في فلسطين، وكن معهم معينا وظهيرا ومؤيدا".
طوفان الأقصى في قطر
شارك عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرة حاشدة في العاصمة القطرية الدوحة منددين بالعدوان الغاشم على غزة المحاصرة ومناصرين للمقاومة الفلسطينية. وندد المتظاهرون بما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للأطفال والنساء وتهجير ممنهج للفلسطينيين.
وأعلن قطريون عبر منصات التواصل الاجتماعي أيضا رفضهم القاطع لمحاولات التهجير القسري لأهالي قطاع غزة، وتناقل القطريون بيان وزارة الخارجية الذي اعتبر إجبار المدنيين على النزوح أو اللجوء إلى دول الجوار انتهاكا للقوانين الدولية.
طوفان الأقصى في الأردن
واحتشد عشرات الآلاف من الأردنيين بعد صلاة الجمعة أمام المسجد الحسيني في وسط العاصمة عمان، وساروا بتظاهرة شعبية كبيرة وواسعة لم تشهدها الساحة الأردنية منذ زمن، هتفوا فيها: "افتحوا الحدود".. "عالأقصى رايحين شهداء بالملايين".
وتوجه المئات من الشباب المتحمس أمس للتجمع أمام النصب التذكاري للجندي المجهول في الأغوار؛ المنطقة الأقرب حدوديا لفلسطين، تذكيرا بالكرامة والتضحيات التي قدمها الأردنيون في حربهم مع الاحتلال وإظهارا لدعمهم واستعدادهم للتضحية لأجل الشعب الفلسطيني الذي يقصف في غزة. وكانت سلطات الأمن قد أعاقت وصولهم إلى نقطة التجمع في طريق البحر الميت والأغوار والطرق المؤدية إلى النصب.
وأقام العديد من الشباب نقاط تجمعية عند أقرب نقطة وصلوا إليها وأقاموا صلاة الجمعة في الشارع وصلوا صلاة الغائب.