الأردنيون يقولون كلمتهم "افتح الحدود" ومئات الآلاف يصدحون دعما للمقاومة

الصورة
متظاهرون أمام المسجد الحسيني في عمان لدعم المقاومة
متظاهرون أمام المسجد الحسيني في عمان لدعم المقاومة
المصدر

في تجمع هو الأضخم منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية لمعركة طوفان الأقصى في الـ 7 من تشرين الأول الجاري، انطلقت إلى المسيرة مئات المركبات من مختلف المحافظات في ساعات الصباح الباكر، وسار عشرات الآلاف من الأردنيين باتجاه وسط العاصمة عمان والحدود الأردنية. 

مئات الحافلات تتحرك صوب العاصمة عمان

وتزامنا مع بدء بزوغ عقيدة دحر الاحتلال لدى عموم الأردنيين، حملت الشاحنات القادمة من المحافظات الخارجية على متنها أعلام الأردن وفلسطين وشبابا في مقتبل العمر منهم من لا يعرف إلا شيئا واحدا وهو أن هذه الأرض عربية محتلة ولا بد أن تعود. 

والتقى الشبان الذين جاؤوا من المحافظات مع عشرات الآلاف من الأردنيين الذين تجمهروا في شوارع وسط البلد أمام المسجد الحسيني في وسط العاصمة عمان، وقد ركزت خطبة الجمعة على عودة الأقصى إلى المسلمين، ومن ثم صدحوا بأصواتهم دعما للمقاومة الفلسطينية. 

ورغم الإعلان المسبق عن منع الحشود من التجمهر في منطقة الأغوار (باعتبارها منطقة حدودية مع الاحتلال)، إلا أن المئات من الشبان حاولوا تجاوز الحواجز الأمنية والتوجه سيرا على الأقدام إلى منطقة الأغوار الحدودية للاعتصام على شفا الحاجز الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلي؛ بهدف زيادة الضغط على المحتل وإجباره على إعلان حالة الطوارئ على طول حدوده مع الأردن التي تعد أطول حدود برية يملكها، إلا أن الأجهزة الأمنية قامت بمنعهم.

الأردنيون يسيرون على قلب رجل واحد لنصرة المقاومة 

تقول ضحى إنها انطلقت صباحا من محافظة مادبا (33 كم جنوب غرب العاصمة عمان) متجهة نحو وسط العاصمة للمشاركة في المسيرة المليونية الرامية لدعم المقاومين والصامدين في وجه المحتل في قطاع غزة. 

وبينت ضحى لـ حسنى أنها وصديقاتها استأجرن مركبة لتقلهم إلى العاصمة عمان وتعيدهم إلى مادبا، معتبرة أن كل شخص يستطيع تقديم العون للفلسطينيين ولو من خلال الكلمة. 

أحمد أوضح أن منع المتظاهرين من الوصول إلى مناطق الأغوار من قبل الأجهزة الأمنية غير مبرر ويخدم الاحتلال الإسرائيلي، معتقدا أن وقوف الآلاف من الأردنيين بالقرب من الحواجز الحدودية من شأنه أن ينزل الرعب في قلوب المحتل، فيما بررت وزارة الداخلية قرارها بأنه يوفر حماية للمواطنين من التواجد في منطقة حدودية يمنع التجمهر بها. 

إنهم ناجون.. عاشوا ليرووا ما لا يصلح للنسيان

الماكنة الإرهابية للاحتلال الإسرائيلي ما زالت تقصف قطاع غزة بطريقة وحشية، مستهدفة المدنيين بشكل خاص، لتخلف شعبا مكلوما، فقد أفراده حيواتهم التي سلبت بموت فلذات أكبادهم حتى طالتهم يد الآخرة فانتزعت قناديل دنياهم، حيث قتل الاحتلال الإسرائيلي أطفالا رضع، ونساء ركع، وشيوخا حفر الزمان علاماته على وجوههم، وشبابا في مقتبل الشغف لحياة لن تجيء. 

حياة وهي واحدة من أبناء قطاع غزة المقيمين في الأردن، قالت لـ حسنى إن المسيرات الداعمة للمقاومة هي أقل ما يمكن تقديمه لمن نذروا حياتهم في سبيل إعلاء راية الأمة وتحرير الأرض من الغاصبين. 

وبينت أنها فقدت أقارب وأصدقاء ارتقوا شهداء نتيجة القصف العشوائي للاحتلال الإسرائيلي، إلا أن كل ذلك لن يمنع الغزيين من مواصلة كبح المحتل إلى أن يتم دحره وتحرير كامل التراب الفلسطيني. 

من مظاهرة أمام المسجد الحسيني لدعم أهل غزة

ورأت حياة أن هناك صمتا عربيا مريبا تجاه ما يعانيه أبناء القطاع من حالة إنسانية صعبة وحصار خانق وقصف عشوائي، مشيرة إلى أن الدعوات لوقف العدوان وعدم إدانة المحتل على جرائمه والفشل في إدخال أي مساعدات إنسانية لغاية هذه اللحظة يشير إلى الضعف والخنوع العربي أمام الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية. 

هتافات تدعم المقاومة وتندد بالموقف الغربي 

المسيرات الحاشدة في عمان وعموم محافظات الأردن هتفت خلالها الحشود دعما ومؤازرة للمقاومين في القطاع، مؤكدين أن طوفان الأقصى أعاد الكرامة للعرب. 

كما ندد المحتشدون بمواقف الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية؛ بعد أن انحازوا بشكل واضح للرواية الإسرائيلية وعبروا عن دعمهم للمحتل بالمال والسلاح فيما ادعوا أنه هجوم "إرهابي" من قبل المقاومة الفلسطينية على المدنيين الإسرائيليين. 

مطالبات بإسقاط اتفاقية وادي عربة

عشرات الآلاف في عمان هتفوا بأعلى صوتهم مطالبين بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحرك الدول العربية لاتخاذ موقف واضح من المعركة القائمة أسوة بالموقف الغربي الموحد، إضافة إلى إسقاط اتفاقية وادي عربة الموقعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. 

من مظاهرة أمام المسجد الحسيني

ودعا الملتقى الوطني لدعم المقاومة إلى وقفة احتجاجية ضخمة أمام السفارة الأمريكية في عمان يوم غد السبت؛ تنديدا بالموقف الأمريكي الداعم للاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة. 

كما رفض المحتشدون الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة، والتقى على إثرها بالملك عبدالله الثاني، مؤكدين خلال هتافهم أن معركة طوفان الأقصى كشفت ضعف الاحتلال وقوة الإرادة والثقة بالله من قبل المجاهدين في سبيل الله.

00:00:00