سمحت وزارة الداخلية أمس الأحد، بدخول الليبيين لأراضي المملكة دون موافقات مسبقة، بحيث يصبح بإمكانهم الحصول على تأشيرة الدخول من خلال موقع
معارك دامية في طرابلس ومخاوف من اندلاع حرب أوسع في ليبيا
مقتل ما لا يقل عن 23 شخصًا وإصابة 140 آخرين إثر اشتباكات بين جماعات مسلحة متناحرة
أفادت التقارير الواردة من العاصمة الليبية طرابلس أن الاشتباكات بين الجماعات المسلحة المتناحرة مستمرة بشكل متقطع منذ الساعات الأولى لليوم الأحد.
وقد اشتمل القتال، الذي اندلع لأول مرة خلال ليلة 26-27 من آب الجاري، على تبادل نيران الأسلحة الصغيرة والثقيلة في المناطق السكنية بأحياء طرابلس، حيث أفادت وزارة الصحة عن قصف العديد من المستشفيات والمراكز الطبية.
وحشدت فصائل مسلحة كبيرة تدعم طرفي النزاع السياسي الليبي، عناصرها مرارا وتكرارا حول طرابلس في الأسابيع الأخيرة، مع قوافل من المركبات العسكرية تتحرك في جميع أنحاء المدينة وتهدد باستخدام القوة لتحقيق أهدافها.
23 قتيلا وعشرات الجرحى في طرابلس
وتشير تقارير إلى مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا بينهم 17 مدنيا وإصابة أكثر من 140 آخرين جراء القتال، كما أطلقت السلطات تحذيرات للسكان حثتهم فيها على البقاء في منازلهم، كما استمر العمل في مطار معيتيقة الدولي إلا أن شركة أجنحة الخطوط الجوية الليبية قد أوقفت رحلاتها لمدة 24 ساعة اعتبارا من بعد ظهر السبت.
ومن المرجح أن تشهد الساعات المقبلة مزيدا من المواجهات بين الجماعات المتصارعة، وأن يؤدي انتشار القوات والقتال إلى إغلاق الطرق، بما في ذلك الطرق الثانوية والأولية التي تخدم المدينة، وسط مخاوف من حدوث اضطرابات كبيرة في العمليات التجارية والخدمات الحكومية في المناطق التي تشهد القتال.
أسوأ قتال تشهده البلاد منذ عامين
وتعتبر هذه الاشتباكات أسوأ قتال تشهده البلاد منذ عامين بالتزامن مع صدام سياسي مستمر منذ أشهر بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها، ورئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا المدعوم من برلمان طبرق، الأمر الذي يهدد بالتصعيد إلى صراع أوسع.
ونقلت وكالات أنباء عن شهود عيان أن القوات المتحالفة مع باشاغا حاولت الاستيلاء على أراض في طرابلس من عدة اتجاهات يوم السبت، لكن قافلته العسكرية الرئيسية عادت باتجاه مصراتة قبل أن تصل إلى العاصمة.
ودعت تركيا، التي لها وجود عسكري حول طرابلس وساعدت القوات في المدينة على صد هجوم عام 2020 بضربات بطائرات بدون طيار، إلى وقف فوري لإطلاق النار وقالت "نواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الليبيين".
ولم تشهد ليبيا سوى القليل من السلام منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي والتي أطاحت بمعمر القذافي وانقسمت في 2014 بين فصائل شرقية وغربية متناحرة مما أدى إلى تدخل قوى إقليمية. كما أن الاقتتال انعكس على توقف إنتاج النفط الليبي مرات عدة، خلال سنوات الفوضى.
جمود في العملية السياسية أفضت للتناحر
وانهار هجوم في عام 2019 شنه القائد الشرقي خليفة حفتر بدعم من البرلمان في شرق البلاد في عام 2020 مما أدى إلى وقف إطلاق النار وعملية سلام تدعمها الأمم المتحدة.
وتضمنت الهدنة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بزعامة الدبيبة لحكم ليبيا بالكامل والإشراف على الانتخابات الوطنية التي كان من المقرر إجراؤها في كانون أول الماضي لكنه تم التخلي عنها وسط خلافات بشأن التصويت.
وقال البرلمان إن تفويض الدبيبة انتهى وعين باشاغا لتولي المنصب، وقال دبيبة إن البرلمان ليس له الحق في استبداله وإنه لن يتنحى إلا بعد الانتخابات.
فيما حاول باشاغا دخول طرابلس في أيار الماضي، مما أدى إلى تبادل لإطلاق النار وخروجه من المدينة.
ولا يزال حفتر متحالفا بشكل وثيق مع برلمان طبرق، وبعد هجومه في 2019-2020، لا تزال بعض الجماعات في طرابلس تعارض بشدة أي تحالف يلعب فيه دورا.
وقال بيان لحكومة الوحدة الوطنية إن الاشتباكات الأخيرة في طرابلس اندلعت بسبب إطلاق مقاتلين متحالفين مع باشاغا النار على قافلة في العاصمة بينما احتشدت وحدات أخرى مؤيدة للباشاغا خارج المدينة، واتهمت باشاغا بالتراجع عن المحادثات لحل الأزمة، وأكدت إدارة باشاغا في بيان إنها لم ترفض المحادثات مطلقا.