مخاوف شعبية من اتفاقية التحول الرقمي مع بريسايت: هل تهدد بيانات الأردنيين؟

الصورة
شعار شركة بريسايت
شعار شركة بريسايت
المصدر
آخر تحديث

لاقت اتفاقية التحول الرقمي في وزارة الصحة التي وقعتها الحكومة الأردنية مع شركة "بريسايت" الإماراتية، انتقادات حادة من الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبر مواطنون عن مخاوفهم الصريحة، من تداعيات هذه الاتفاقية على الأمن الوطني الأردني، خاصة في ظل التحذيرات من إمكانية استغلال البيانات الشخصية للمواطنين الأردنيين، نظرا لتعاون "بريسايت" مع شركة "رافائيل" المتخصصة بأنظمة الدفاع والمعنية بتصنيع أنظمة خاصة لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي.

الإعلان عن تلك الاتفاقية، ولد لدى الأردنيين مخاوف تتعلق بأمنهم السيبراني، مستشهدين بما حصل في لبنان أواخر أيلول المنصرم بعد انفجار آلاف أجهزة البيجر وأجهزة اللاسلكي في حادثين منفصلين، ما أدى إلى إصابة الآلاف ومقتل العشرات، ليتبين لاحقا بأن وراءها الموساد الإسرائيلي.

وزارة الاقتصاد الرقمي: جميع البيانات ستكون محمية وفقا للقوانين الأردنية 

من جهتها، ردت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة بالتأكيد على أهمية التعاقد مع "بريسايت" بوصفها شركة ريادية في التحول الرقمي. إذ أوضح مصدر في الوزارة أن الاتفاقية تأتي في إطار منحة إماراتية وتهدف إلى تطوير البنية التحتية للقطاع الصحي في الأردن. وأكد المصدر أن جميع البيانات ستكون محمية وفقا للقوانين الأردنية المتعلقة بحماية البيانات الشخصية، وأن الحكومة تتعامل بجدية مع هذه المخاوف.

وأشار المصدر الذي لم يذكر اسمه ولم تحدد هويته، إلى أن الشركة ستلعب دورا محددا في تنفيذ مشروعات معينة، على أن تُشغّل هذه المشروعات لاحقا بواسطة الكوادر الأردنية، مما يعكس حرص الحكومة على تحقيق الاستدامة في الخدمات المقدمة. كما تم التأكيد على أن جميع البيانات الوطنية الأردنية محمية بموجب إجراءات أمن المعلومات، التي تشرف عليها مؤسسات وطنية ذات خبرة وكفاءة.

لكن المصدر لم يحدد دور شركة "بريسايت" وما هي طبيعة المشروعات التي ستنفذها، إلا أنه لفت إلى أن عقد الاتفاقية يتماشى مع الأطر القانونية الأردنية، حيث تمر جميع العقود مع الشركات الأجنبية بمراحل قانونية دقيقة تتضمن الموافقات اللازمة من الجهات ذات العلاقة، ومنها تلك المعنية بالأمن السيبراني، مما يضمن حماية البيانات الشخصية للمواطنين الأردنيين وحقوقهم. 

المصدر المسؤول لم يجب في رده بشكل واضح حول السؤال المعلق، هل يمكن ضمان عدم استغلال هذه البيانات من قبل جهات غير موثوقة؟ وماذا عن التهديدات المحتملة المرتبطة بشركة "رفائيل" التابعة للاحتلال الإسرائيلي؟

تحذيرات من تسريب البيانات

وجه النائب عبد الرؤوف الربيحات مذكرة إلى وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، مستفسرا عن التعاقد مع شركة "بريسايت" لرقمنة وتحديث القطاع العام، مشيرا إلى أن هذه الشركة هي نتاج مشروع مشترك بين شركة إماراتية وأخرى إسرائيلية. 

وأوضح الربيحات أنه بعد البحث في خلفية شركة "بريسايت"، تبين أنها ناتجة عن شراكة بين شركة "G42" الإماراتية وشركة "رافائيل" الإسرائيلية، التي تعرف بتصنيع أنظمة الدفاع لحماية كيان الاحتلال الإسرائيلي. 

وأكد الربيحات أنه "من غير المقبول أن تقوم الحكومة بإتاحة قواعد بيانات القطاع الصحي الحكومي، وهو من أهم وأكبر القطاعات حيوية، لشركة مرتبطة بالاحتلال الذي ينتهك حقوق الإنسان ويواصل ارتكاب الجرائم". وأضاف أنه حاول التواصل مع الوزيرة طوقان للحصول على مزيد من التوضيحات، لكنها لم تستجب لاستفساراته.

المذكرة التي كتبها النائب عبد الرؤوف الربيحات إلى وزيرة التخطيط والتعاون الدولي

وأشار الربيحات إلى أن إتاحة الوصول إلى البيانات الصحية للمواطنين الأردنيين تعد مسألة حساسة تتعلق بالبنية التحتية البشرية للدولة، ويمكن استغلالها في أي صراع مقبل لصالح الاحتلال الإسرائيلي بطرق متعددة. 

ودعا النائب الربيحات الوزيرة طوقان لتوضيح بنود العقد الموقّع مع الشركة، والمضي في الانسحاب من هذا التعاقد بأسرع وقت، مبينا أنه يشكل تهديدا حقيقيا للأمن الوطني الأردني، ومؤكدا رفضه القاطع لأي علاقات تطبيعية مع الاحتلال، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة.

تفاصيل الاتفاقية مع بريسايت

وفي السابع من الشهر الجاري، وقع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة سامي سميرات، عقد تنفيذ مشروع التحول الرقمي في وزارة الصحة مع شركة "بريسايت" الإماراتية. وبحسب الاقتصاد الرقمي فإن المشروع يهدف إلى:

  •  تطوير الخدمات الصحية الرقمية.

  • تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

ويأتي هذا العقد ضمن مذكرة تفاهم مع صندوق أبوظبي للتنمية، التي تقدر قيمتها بـ400 مليون دولار، وخصص منها 100 مليون دولار لمشروع التحول الرقمي.

تفاصيل مشروع "التحول الرقمي في وزارة الصحة"

العنصر التفاصيل
هدف المشروع رقمنة الخدمات في القطاع الصحي وتوفير خدمات صحية متطورة عن بعد.
إنشاء مستشفى افتراضي إعادة تأهيل مبنى مستشفى السلط القديم وتوفير الأنظمة الإلكترونية اللازمة.
المرحلة الأولى تشمل 3 خدمات رئيسية عن بُعد: 
1- تبادل صور الأشعة عن بُعد (Tele-Radiology).
2- تقديم الخدمات والاستشارات الصحية لمرضى الغسيل الكلوي عن بعد (Tele-Dialysis).
3- التشاور عن بُعد بين الأطباء لمرضى وحدة العناية المركزة (Tele-ICU).
نظام فوترة المرضى بناء نظام لإدارة الفواتير في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية.
تجهيز مركز محاكاة الإسهام في تجهيز مركز لتدريب الكوادر الطبية على التقنيات الحديثة.
الشراكة مع صندوق أبوظبي يعد الصندوق شريكا أساسيا، حيث ساهم منذ عام 1974 في تمويل مشاريع بقيمة 2.7 مليار دولار أمريكي.

بدوره، أكد مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية على التزام الإمارات بدعم المشاريع التنموية في الأردن. ويُذكر أن الصندوق ساهم منذ عام 1974 في تمويل مشاريع خدمية وبنية تحتية في المملكة بقيمة إجمالية تصل إلى 2.7 مليار دولار أمريكي.

"بريسايت" نتيجة شراكة إماراتية إسرائيلية

وسط تبرير حكومي لتلك الاتفاقية في سبيل ما أسمته "تعزيز التعاون مع الإمارات" إلا أنه لا يمكن تجاهل المخاوف الشعبية المتعلقة بأمن البيانات، حيث تؤكد المعلومات أن شركة "بريسايت" هي نتاج شراكة بين شركة التكنولوجيا "جي42" في أبوظبي و"رفائيل" الإسرائيلية للأنظمة الدفاعية، المملوكة لحكومة الاحتلال، فقد أُعلن عن إقامة مشروع مشترك يركز على التطبيقات التجارية للذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البيانات الضخمة، وذلك في الـ19 من نيسان 2021، وهو في إطار ما عرف باتفاقيات التطبيع "أبراهام" بين الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الدول العربية وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وقعت في النصف الأخير من عام 2020، وسميت بهذا الاسم للتعبير -في رأيهم- عن الارتباط بين اليهود والعرب لاشتراكهم في الجد الأكبر نبي الله إبراهيم عليه السلام.

ما هي "رفائيل"؟

تأسست شركة "رفائيل" قبل النكبة عام 1948، بتوجيه من ديفيد بن غوريون وقيادة شلومو غور، بهدف إجراء أبحاث علمية لأغراض عسكرية. في البداية، تم دمج الشركة في "دتسلم غور" كمختبر لتطوير الأسلحة والتكنولوجيا في وزارة الحرب الإسرائيلية، وكانت تعرف سابقا بـ "سلطة تطوير الأسلحة"، حيث تشكل الأحرف الأولى للاسم بالعبرية كلمة "رفائيل". 

في عام 2002، أصبحت "رافائيل" شركة حكومية مستقلة، وبدأت تهتم بتطوير وإنتاج الأسلحة والتقنيات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مع سعيها لتصدير منتجاتها العسكرية للخارج. وتهتم مشاريعها الحالية بتطوير الأسلحة للسرية. 

خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، تخصصت الشركة في صناعة أنظمة الصواريخ مثل "شفرير"، وفي أوائل التسعينيات واجهت الشركة خسائر كبيرة، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ قرار إعادة هيكلتها.

أبرز منتجات "رافائيل" العسكرية

  • القبة الحديدية: نظام دفاع جوي لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.

  • قبة الطائرات المسيرة: نظام لمواجهة الطائرات المسيرة.

  • صواريخ "سبايدر" و"مقلاع داود": أنظمة صاروخية متقدمة.

  • سبايك "Spike": صاروخ موجه مضاد للدبابات.

  • نظام بوباي "Popeye": نظام صاروخي "جو-أرض".

  • الشعاع الحديدي "Iron Beam": نظام دفاع صاروخي موجه بالليزر.

  • الكأس "Trophy": نظام حماية نشط للدبابات.

  • قبة مضادة للطائرات المسيرة "Drone Dome": تمثل نظاما لمواجهة الطائرات المسيرة.

اقرأ المزيد.. هل تخدم الاتفاقية بين الأردن والإمارات سلاسل التوريد للكيان

00:00:00