"بيتٌ لا تمرَ فيهِ، جياعٌ أهلُهُ" هكذا حدّث رسول الله صلّ الله عليه و سلم عائشة أم المؤمنين عن التمر في حديث صحيح روته،  و قد ذُكر التمر في القرآن الكريم عندما أمر الله، عز وجل، السيدة مريم، عليها السلام، بتناوله أثناء المخاض.

هذه الثمرة ذات الطعم السكري اللذيذ المناسب للصغار و الكبار،  لاحتوائها فوائد جمّة من الفيتامينات و مضادات الأكسدة و غيره، و قد سنّ الرسول صلى الله عليه و سلم البدء بتناول التمور عند الإفطار في شهر رمضان المبارك. 

3000 صنف من التمور حول العالم 

رئيس جمعية التمور الأردنية، أنور حداد، يقول لـ حسنى، إن هناك 3000 صنف من التمور في العالم، الأكثر تداولًا منها، التمور السعودية، و المصرية.  

"من أصناف التمر السعودي: التمر الصقعي، و السكري، و المبروم، و عجوة المدينة، أما التمور المصرية: فالسيوي أو الصعيدي، و الإمارات بتمر الخلاص، أما الأردن فيشتهر بالتمر المجهول و البرحي"، وفق حداد. 

الصورة

التمر الصقعي / السعودية 

الصورة

التمر السكري / السعودية 

الصورة

التمر المبروم / السعودية 

الصورة

تمر عجوة المدينة المنورة

الصورة

تمر الخلاص الإماراتي

استيراد الأردن و تصديره من التمور 

يذكر  حداد، أن الأردن يستورد ما يقارب 14 ألف طن تمر من السعودية و الإمارات، فيما ينتج 25 ألف طن من تمر المجهول و البرحي، يصلح منها للاستهلاك البشري 33 ألف طن. 

و ينتج التمر البرحي من منتصف شهر تموز، و لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويستهلكه الأردنيون على شكل بلح قبل نضوجه. 

و يصّدر الأردن حوالي 7 ألاف طن من التمر المجهول بشكل أساسي و من ثم البرحي، لـ 15 سوق عالمي، من أهمها: الإمارات، و قطر، و المغرب، و لبنان، و السوق البريطاني، و فرنسا، و تركيا، و أوروبا بشكل عام، و بكميات مختلفة.

"سوقنا التصديري الرئيسي هو الإمارات، و قطر، و لبنان"، وفق حداد. 

الصورة

التمر المجهول 

الصورة

التمر البرحي

ما الذي يجعل التمر الأردني "المجهول" مميز ا ؟ 

يقول حداد، إن التمر المجهول يحتاج إلى مناخ خاص، و مناخ الأردن مميز لإنتاجه، لأنه ينتج في أخفض بقعة عن سطح البحر. 

"المواصفات التي تخرج منها التمور الأردنية "المجهول" لا يخرج مثلها من مكان آخر، بسبب زراعته في أخفض بقعة عن سطح البحر في العالم، التي تُبقي المواد الطيّارة التي تشكل نكهة أي فاكهة داخل الثمرة، دون أن تتحرر ما يؤدي إلى تعزيز نكهة و طعم الثمار" وفق حداد. 

و يؤكد حداد لـ حسنى، أن المحتوى الأكسجيني في هذه البقعة أعلى من أي موقع أخر  ما يعزز تميز التمر الأردني المجهول.

و يضيف حداد، أن طبيعة درجة حرارة الليل و النهار في الأردن على مدى فترة الإنتاج و تحول الإنزيمات و التحولات الكيميائية خلال فترة إنتاج ثمرة التمر تجعل من الثمر المنتج في الأردن مميز . 

"نحن فخورون بهذا الإنتاج غير الموجود في أي مكان أخر، و نحاول ترويجه بكل الطرق الممكنة"، وفق حداد. 

مزارع نخيل أردنية

أصل التمر المجهول و سبب تسميته

يبين  حداد، أن أصل هذا الصنف "المجهول" مغربي، و يتواجد منه الآن في أميركا و فلسطين و الأردن و جنوب افريقيا، مضيفًا أن هناك محاولات لإنتاجه في السعودية و العراق و الكويت أيضًا.

و يقول إن التمر المجهول طفرة وراثية ظهرت في المغرب، و سمي بالمجهول لأنه غير معروف الأصل، أو كيفية حدوثها أو كيف جاء هذا الصنف.

وأوضح أن التمر المجهول انتقل إلى الأردن عام 1995، و تمت زراعته أول مرة في المزارع الملكية في عهد الملك الحسين -طيب الله ثراه- في الأغوار الوسطى، و منذ ذلك الحين انطلقت زراعة النخيل في الأردن في شكلها الحديث، مؤكدًا أن النخيل مستوطن في الأردن منذ الأزل.

أسعار التمر المجهول في السوق الأردني 

يشير حداد، إلى أن أسعار التمر المجهول في السوق الأردني، تتراويح بين 1.5- 5 دنانير حسب الجودة (النخب)، و الحجم. 

وبين أن أسعاره في متناول الجميع، بأسعار منافسة للتمور المستوردة، وهي طازجة و من إنتاج هذا العام.