الباحث عمرو: يجب أن تلتحم الحاضنة الشعبية مع القيادة دفاعا عن القدس

الصورة
المصدر

نبّه الباحث في شؤون القدس والأكاديمي في جامعة بيرزيت جمال عمرو، إلى الأخطار التي تواجه مدينة القدس التي تتعرض إلى محاولات لتغيير معالمها التاريخية والحضارية واعتداءات مستمرة من العصابات الصهيونية على المسجد الأقصى لتقسيمه، مؤكدا أن الوضع قاتم في القدس مما يستدعي من العرب والمسلمين الدفاع عن المدينة المقدسة، قائلا إن "القدس ليست لمن سكنها وإنما لمن سكنتهم".

وقال عمرو لـ حسنى اليوم، إن الاحتلال كما يستهدف القدس وفلسطين، فالأردن مستهدف من خلال تفكيك بنية المجتمع، مشددا على أهمية التكامل العربي بحيث تلتحم الحاضنة الشعبية كما في الأردن وفلسطين والشام وغيرها من الدول العربية مع القيادة السياسية في جبهة واحدة دفاعا عن القدس، لأن الاحتلال لا يحترم إلا الأقوياء، فقد انتهت مرحلة المجاملات وعلينا أن نصارح بعضنا، فقد وصلنا الآن إلى مرحلة خطيرة من العصيان المدني الذي سيفجر الأوضاع المسجد الأقصى.

رؤية واستراتيجية تجاه القدس

وأشار إلى لقائه بالدكتور وصفي الكيلاني مسؤول ملف القدس في الديوان الملكي يوم أمس ، معتبرا أنه يمتلك رؤية واستراتيجية تجاه القدس وعمق ومعرفة فيما يجري "وأراهن عليه فيما يحدث"، إذ ستكون الرؤية صمام أمان خلال الفترة القادمة، وسندخل فيها مرحلة جديدة، ونحن في مرحلة تكامل بين الأردن وفلسطين، وستثبت الأحداث في المسجد الأقصى فاعليه هذه الاستراتيجية، وعلى الاحتلال أن يدرك أنه يلعب في النار، فالقدس مر عليها 18 احتلالا كبيرا كلها ذهبت إلى زوال.

وأكد عمرو أن القدس عنوان العروبة والإسلام والوصاية الهاشمية التي يتمسك بها الشعب الفلسطيني منذ عام1917، وهي ضرورة التي لا بد منها رغما عن التجاوزات التي يقوم بها الاحتلال.

وقال فيما يتعلق بزيارة القدس إنه يمكن للطلبة والعلماء زيارتها ضمن برنامج واضح ومحدد وهذا اختراق كبير لإجراءات الاحتلال إن حدث، كما يفعل أهالي القدس لإدخال الطعام والشراب إلى مخيم شعفاط، وكذلك يمكن لهؤلاء الذين يزورون القدس التعرف على معالم المدينة المقدسة فهناك 240 معلما في الأقصى، وهذا يحتاج إلى رعاية رسمية، مشيدا في هذا الصدد بما يقدمه ملتقي القدس الثقافي من مبادرات في بيان الحقائق حول القدس .

منظومة سرية خطيرة للاحتلال لاختراق الأمن العربي

وأكد عمرو أن لدى الاحتلال استراتيجية يعمل عليها لتحقيق هدفه من النيل إلى الفرات وفي ثناياها منظومة سرية خطيرة على الأمن العربي، لافتا إلى سعي الاحتلال ليكون له رمزية في القدس رغم أن جميع المخطوطات والحفريات التي قام بها علماء الآثار لم يعثروا فيها على أي أثر لليهود في المدينة المقدسة، إلا أنهم يجدون "أن لا قيمة لإسرائيل من دون أورشليم، ولا قيمة لأورشليم من دون جبل الهيكل"، وهو الهيكل المزعوم الذي لا وجود له في التاريخ سوى في عقلية المتطرفين اليهود.

وأشار إلى ما صدر عن عصبة الأمم الصادر في العام 1931، الذي أكد أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وللمسلمين وحدهم، ولا يجوز لليهود الاقتراب منه أو المساس به.

وأكد أن العالم العربي والإسلامي يتحمل دورا في كشف زيف الادعاءات الصهيونية، والدفاع عن القدس وبيان الحقائق التاريخية فيها، وأن يقدم رسالة إلى الغرب، عن التعايش بين المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة منذ العهدة العمرية ولغاية الآن.

علينا أن ننتقل من حالة المتفرج إلى المبادرة دفاعا عن القدس

وقال عمرو، إنه يجب علينا أن ننتقل من حالة المتفرج إلى المبادرة في نقل قضايانا إلى العالم والدفاع عن الـقدس والمقدسات وكشف زيف الاحتلال، مشيرا إلى أن لدينا بعض العناصر الدولية الفاعلة التي أثبتت تأثيرها على المستوى الدولي بكشف ملفات أثبتت عنصرية الاحتلال، مؤكدا أن هناك جهوزية للاستماع من الغرب.

وبيّن أن الاحتلال أظهر للعالم أنه دولة علمانية ولكن ممارساته على أرض الواقع تعكس عنصريته، وما يقوم به من قتل وإجرام بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى مقولة رئيس وزراء الاحتلال الأسبق مناحيم بيغن بأنه "لولا مجزرة دير ياسين لما قامت دولة إسرائيل".

الاحتلال إلى زوال

ورغم ما يسود الوضع الفلسطيني ومعاناته مع الاحتلال، إلا أن العمرو أبدى تفاؤله بأن الظلم إلى زوال، وأن الليل سيزول وسيتحقق النصر، منوها أنه رغم اتفاقيات السلام التي وصفها بأنها "اتفاقيات فردية" والتطبيع مع الدول الذي لا قيمة له، لكن العالم العربي يرفض التطبيع مع الكيان المحتل، موجها حديثه إلى الاحتلال" بأنك لن تفرح بأردني أو شامي أو مصري يطبع معك".

كما نوه بدور الشباب الذين علينا أن نخاطبهم ليكون لهم التأثير الإيجابي في نقل الحقائق عن القدس والقضية الفلسطينية وعدالتها، وخاصة أننا نمتلك طاقات علمية قادرة على مخاطبة العالم، واختراق العالم الغربي.

وفيما يتعلق بالانتخابات الإسرائيلية بيّن العمرو، الانحراف الذي يعيشه المجتمع الصهيوني في التدين، وما تفرزه المناهج التعليمية من عنصرية، وهو مجتمع متشظي ومنحرف، "والمتنافسون في الانتخابات يحكمهم المال والجنس".

00:00:00