الأردن يختبر استجابته للطوارئ، تمرين وهمي يحاكي وقوع زلزال

الصورة
شارع متصدع في الأردن
شارع متصدع في الأردن
المصدر
آخر تحديث

تعتبر الزلازل من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا وتأثيرًا على البنية التحتية والحياة البشرية. ولمواجهة هذا التحدي تعمل الحكومات على وضع خطة وطنية للتعامل مع وقوع الزلزال. تشمل الخطة عادة عدة استعدادات محددة وخططًا عملية لضمان سلامة المجتمع والممتلكات في حال وقوع الكارثة. 

مرصد الزلازل في الأردن سجل عدة هزات متكررة، آخرها هزة بقوة 3.5 درجات على مقياس ريختر شمال شرق مدينة ذيبان في محافظة مأدبا فجر الـ28 من آب المنصرم، وقال مدير المرصد غسان سويدان إن الهزة سُجلت في تمام الساعة 3:09 فجرًا، ووقعت على عمق 7 كلم، مضيفا أنها تعتبر من الزلازل الضعيفة. 

ويأتي ذلك وسط مخاوف تكرار سيناريو زلزال مدمر مماثل لما وقع في جنوبي تركيا وشمالي سوريا في شباط الماضي، خاصة مع وجود صدع البحر الميت الزلزالي، وفق مختصين.

اقرأ المزيد...كيف استجابت تركيا والمناطق السورية المنكوبة للزلزال؟

خطة وطنية للتعامل مع الزلازل

وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة آب الماضي عن خطة وطنية استباقية تستهدف التصدي للتحديات المتعلقة بالزلازل وتعزيز استعداد البلاد للتعامل معها. وذلك في إطار جهود مستمرة للحفاظ على سلامة المواطنين والممتلكات وتعزيز القدرة على التصدي للطوارئ. 

وتأتي هذه الخطة بالتزامن مع تنفيذ المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات في النصف الثاني من أيلول الجاري تمريناً وطنياً شاملاً يحاكي تعرض مناطق في المملكة لهزات أرضية. 

وحول مضامين الخطة الوطنية المنسقة للتعامل مع الزلازل، أوضح مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات د. أحمد النعيمات لـ حسنى، أن المركز أطلق الإصدار الثاني من الاستراتيجية الوطنية للحد من الكوارث 2022/20233 والتي وضعت في أولوياتها التعامل مع الزلازل والفيضانات الومضية والحرائق. 

ولفت النعيمات إلى أن المركز نفذ مطلع العام 2023 تمرينا وهميا وطنيا يحاكي المخاطر المرتبطة بالمواد الخطرة والفيضانات الومضية وانه في منتصف أيلول الحالي سينفذ تمرينا وطنيا يحاكي وقوع هزات أرضية. علما أن احتمالية وقوع زلازل في المملكة ضعيفة بحسب النعيمات.

أهم الإجراءات والسياسات المدرجة في الخطة الوطنية للتعامل مع الزلازل

  • تحديد خطة استقبال المساعدات والجهات المسؤولة عن ذلك، متضمنة كل ما يتعلق بالمساعدات من حيث أماكن استقبالها وطرق توزيعها وحفظها.

  • تحديد مؤسسات القطاع الخاص الشريكة في تطبيق الخطة الوطنية المنسقة للتعامل مع الزلازل، متمثلة بالمؤسسات الوطنية ذات العلاقة كنقابتي المهندسين والمقاولين ومنظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر والهيئة الخيرية الهاشمية، وبعض اللجان الوطنية التطوعية. 

وبين النعيمات أن المركز أعد الاستراتيجية الوطنية للحد من مخاطر الكوارث والتي انبثق عنها الكثير من الخطط الوطنية بالتعاون مع أكثر من 58 جهة عامة وخاصة ودولية، وأن تحديد الواجبات في الخطط الوطنية تأتي من خلال التالي: 

  • تحديد واجبات كل مؤسسة وطنية وكل وزارة، وبناء على ذلك تقوم تلك الجهات بإعداد الخطة التنفيذية المنوطة بها لمحاكاة واجبتها في الخطة الوطنية.

  • تحديد وتحديث قواعد البيانات وإدامتها.

  • تحديد الموارد المالية والقدرات الوطنية واختبار مدى كفايتها للتعامل مع الكوارث والتأكد من فعاليتها وجدواها في التعاطي مع تلك الأزمات.

وأكد مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، أنه تم تحديد المناطق التي تحتوي أكبر عدد من المباني السكنية القريبة من حفرة الإنهدام وذلك لمحاكاة عملية إخلاء تلك المباني في حال -لا قدر الله- وقوع زلزال. 

وأشار النعيمات بأنه تمت الإستفادة من تجربة تركيا في التعامل مع الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد في شباط الماضي، وإنه أيضا تمت الاستفادة من تجربة سوريا التي واجهت فيها مناطق الشمال المتضررة من الزلزال صعوبة في استقبال المساعدات الدولية، كما أشار إلى الاستفادة من التطبيقات المثلى في العالم للتعامل مع كوارث الزلازل في سبيل حماية الأرواح والممتلكات.

تمرين وهمي يحاكي وقوع زلزال منتصف أيلول

وقال مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات د. أحمد النعيمات، إنه و بهدف اختبار مدى الجاهزية والوقوف على عناصر الضعف والقوة لتعزيزها وتطويرها والبناء عليها سيتم تنفيذ تمرين وهمي يحاكي اندلاع هزة أرضية كبيرة بهدف اختبار جاهزية الجهات الوطنية للتعامل مع الزلازل. 

وأكد النعيمات أن التمرين الوهمي يسعى إلى تطبيق الإجراءات الضرورية وتقديم التدريب اللازم لفرق الإنقاذ والجهات ذات الصلة على اعتبار بأن الزلزال ينبثق عن وقوعه عدة أزمات في الطاقة و المياه والإيواء وأحيانا قد يتسبب بانتشار بعض الأوبئة، ما يعني أن الزلازل قد تتسبب بمخاطر هجينة ومتداخلة. 

وكشف النعيمات لـ حسنى أن التمرين الوهمي ستتم خلاله محاكاة سقوط أبنية وعمليات انقاذ وعمليات تدفق البيانات والمعلومات ومدى دقتها وسرعتها. وأضاف أن التمرين سينفذ على مدى 5 أيام ويشمل محافظات الشمال والوسط والجنوب بمشاركة المؤسسات الحكومية والوزارات والقوات المسلحة والأجهزية الأمنية بالإضافة إلى القطاع الخاص.

وأكد النعيمات أن هذا التمرين سيساعد في توفير خطوات الأمان والاستعداد اللازمين للمجتمع في حالة وقوع زلازل مستقبلية وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، كما أنه سيتم رفع التوصيات حال الانتهاء من تنفيذ التمرين متضمنة السلبيات والإيجابيات التي تم رصدها خلال تنفيذه.

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00