العلاقات الأردنية الروسية تتنامى اقتصاديا وملفات إقليمية تحتاج إلى الحسم

الصورة
صورة أرشيفية | الملك عبد الله الثاني و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
صورة أرشيفية | الملك عبد الله الثاني و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
المصدر
آخر تحديث

منذ أن اعترف الأردن "بالاتحاد السوفيتي" سابقا عام 1963 ودولة روسيا الاتحادية عام 1992، أخذت العلاقات بين عمان وموسكو طابعا دافئا ومتميزا على كافة الأصعدة، وتربط بين البلدين علاقات صداقة وتعاون طويلة الأمد، أرسى قواعدها الملك الراحل الحسين بن طلال، حيث وقعت عمان وروسيا  من العام 1960 وحتى عام 1980  عددا من الاتفاقيات الاقتصادية والفنية.

العلاقات الأردنية الروسية نقلة نوعية في عهد الملك عبدالله الثاني

 ومنذ تسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية ملكا للبلاد عام 1999 توطدت العلاقات الاقتصادية بين روسيا والأردن بشكل ملحوظ، حيث وقعت عمان وموسكو عام 2007 تفاهما لإنشاء مجلس الأعمال الروسي الأردني، كما وقع الجانبان اتفاقية تقضي بتقديم موسكو قرضا لشراء أسلحة روسية، عدا عن التعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية عام 2009، واتفاقية استكشاف حقول النفط والغاز في الأردن عام 2011 والتعاون في مجال الطاقة.

وكان الملك عبد الله الثاني ضيفًا متكررًا في روسيا، ومنذ لقائه الأول، إذ نجح الملك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إيجاد تفاهم مشترك.

و زار الملك عبدالله روسيا أكثر من أي رئيس دولة أخرى بواقع 19 مرة منذ عام 2000، لكن العلاقات الثنائية مبنية ليس فقط على العلاقات بين الزعيمين، وإنما بين الشعبين الأردني والروسي، فالبلدان أيضا مرتبطان بتواجد عناصر بشرية فيهما وهما الشركس والشيشان، حيث تعد المملكة موطنا للآلاف منهم.

أما القادة الروس فقد زاروا الأردن 3 مرات، حيث زار بوتين الأردن في شباط/ فبراير 2007 و حزيران/ يونيو 2012، وزارها الرئيس ديمتري ميدفيديف في كانون الثاني/ يناير 2011، كما أجرى وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف زيارة عمل للمملكة التقى خلالها الملك، كما أجرى مباحثات مع نظيره أيمن الصفدي.

كما أجرى وزير  الخارجية أيمن الصفدي 3 زيارات إلى موسكو  خلال عام 2018.

الأردن وروسيا ملفات مشتركة

وتعتبر الأزمة السورية من أهم الملفات المشتركة بين عمان وموسكو، وتعتبر مناطق خفض التصعيد في جنوب سوريا من ثمار التعاون الأردني الروسي، وتحديدا فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية جنوب سوريا على الحدود مع الأردن، كما أن الجانبان يدعمان سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية، ولطالما أكدت عمان في محادثاتها مع موسكو حول سوريا على أنه أنه لا بديل عن حل الأزمة سياسيا اعتمادا على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مع التقيد الصارم بالقانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة.

كما يتفق الجانبان الأردني والروسي على ضرورة دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني طبقا لقرار مجلس الأمن 242 وانسحاب الاحتلال من الأراضي المحتلة حتى حدود الرابع من حزيران عام 1967 كما يتفق الجانبان على اعتبار المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية وغير قانونية.

كما تنطلق عمان وموسكو من مواقف مماثلة بشأن الوضع في العراق، آخذين بعين الاعتبار التهديد الإرهابي النابع من هناك بسبب تنظيم داعش.

الأردن و روسيا حليف اليوم كان عقبة الأمس

لم يكن تاريخ العلاقات الأردنية الروسية سلسًا منذ بداية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية حيث منع الاتحاد السوفيتي سابقا طلب الأردن إلغاء انضمام لعضوية الأمم المتحدة حتى عام 1948 ، وكان  الاتحاد السوفيتي من آخر الدول التي اعترفت بالأردن كدولة مستقلة.

ومع ذلك، فقد تغير الواقع منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث تمكنت عمان وموسكو من إعادة اكتشاف بعضهما البعض وبناء علاقات ودية وإذابة حائط الجليد بينهما.

الأردن و روسيا تبادل تجاري متنامي

شهد حجم التجارة بين الأردن وروسيا منذ العام 2018 تناميا بشكل ملحوظ بزيادة وصلت ما نسبته 284٪ مقارنة بعام 2017.

وكانت الحصة الرئيسية من الصادرات الروسية للأردن تتمثل بالمنتجات الغذائية والمواد الخام الزراعية بنسبة 26.30٪؛ الآلات والمعدات والمركبات بنسبة 12.62٪، المعادن والمنتجات المعدنية بنسبة 11.11٪، منتجات الصناعة الكيماوية بنسبة 62.97%، المنسوجات والأحذية بنسبة 26.75٪، المنتجات الغذائية والمواد الخام الزراعية بنسبة 8.36٪.

وتمثلت الصادرات الأردنية إلى روسيا في الأنواع التالية، المنتجات الكيماوية بنسبة 73.79%، المنتجات الغذائية والمواد الخام الزراعية بنسبة 15.56٪، المنسوجات والأحذية بنسبة 9.83٪، الآلات والمعدات بنسبة 0.39٪.

الأردن وجهة الروس في السياحة الدينية

من الأهمية بمكان في العلاقات الثنائية "بناء مأوى للحجاج الروس على قطعة أرض تم التبرع بها لروسيا في موقع المغطس على نهر الأردن"، بدأ بناء المجمع بمبادرة من فلاديمير بوتين بعد أن نقل الملك إلى الاتحاد الروسي في عام 2006 قطعة أرض مساحتها عشر دونمات، وفي عام 2012 تم افتتاح المجمع خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المملكة ، التي توافد اليها في عام 2018 نحو 52 ألف سائح روسي.

حيث أصبح الأردن وجهة ذات شعبية متزايدة للسياح الروس، الذين نمت أعدادهم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، في الأشهر التسعة الأولى من عام 2017 زار البلاد 36 ألف سائح من روسيا، بزيادة 31٪ عن نفس الفترة من عام 2016.

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00