مبيضين عن غياب الخطاب الداخلي بشأن غزة: لا نريد أن نلقي عليكم خطابات

الصورة
مبيضين يتحدث عن الموقف الأردني تجاه ما يحدث في غزة
مبيضين يتحدث عن الموقف الأردني تجاه ما يحدث في غزة

مبيضين: كوادرنا في المستشفى الميداني بغزة موجودة وهي جزء من الصمود

آخر تحديث

عانى الخطاب الحكومي الداخلي حالة من الضعف والرخاوة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل تسعة أيام، حيث غاب رئيس الوزراء عن المشهد الشعبي بشكل كامل ولم تصدر أي تصريحات عن الناطق الرسمي باسم الحكومة حول موقفها من العدوان. 

مقابلة مهند مبيضين عن موقف الأردن تجاه ما يحدث في غزة

وفي مقابلة مع حسنى قال وزير الاتصال الحكومي، الناطق باسم الحكومة د. مهند مبيضين إنه لا بأس من حث المسؤولين على توجيه الخطاب للشعب، إلا أنهم لم يريدوا أن يقفوا موقف الخطيب وملقي البلاغات، وانتقل مباشرة للحديث عن موقف الأردن الرسمي من العدوان وخطابه للمجتمع الدولي بشأن قصف المدنيين في غزة.

حسنى: لا نسمع إلا تصريحات وزير الخارجية للمجتمع الدولي، هل هناك ترتيب حكومي بأن لا يخاطب المجتمع الأردني أحد من الوزراء أو المسؤولين؟

مبيضين: هل تقصد أننا نتلقى تعليمات؟ لا أبدا ولا مانع من حث المسؤولين على الحديث، نحن فقط لا نريد أن نلقي على الشعب خطابات بلاغية، ونعتقد أن موقفنا واضح من بداية هذه الأزمة الكبيرة والحرب الطاحنة ولا لبس فيه، حيث دعونا إلى ضرورة وقف العدوان مباشرة، واستئناف عملية السلام، وقد يتساءل البعض كيف نتحدث عن السلام ونحن نرى كل هذا الدمار، لكن هذا هو ما يحدث بعد أي معركة، في نهاية المطاف سيجلس الطرفان على الطاولة للتفاوض. 

إن موقفنا الرسمي لا يمكن أن ينفصل عن الموقف الشعبي بأي شكل من الأشكال، ولا بد أنك سمعت تصريحات وزير خارجيتنا بالأمس، هذه دولة تناقش وتحلل، وخصوصية الوضع في الأردن معروفة. 

العالم كله يريد أن يقلل الخسائر في أرواح المدنيين ويوقف الحرب، نحن الآن في مأزق وحرب كبيرة ومن المهم الآن إنقاذ حياة المدنيين ووقف الدمار ومنع التهجير ومنع حدوث نكبة ثانية. نحن لم نصمت وهناك اتصالات ومقابلات رسمية يجريها الملك مع الدول الأوروبية كذلك.

حسنى: دور الملك في تغيير مواقف أمريكا والدول الأوروبية واضح، لكن السؤال هو عن غياب الخطاب الداخلي الموجه للشارع الأردني، كما أن الممارسات الأمنية الخشنة في التعامل مع المتظاهرين الداعمين لغزة تشعر المواطن وكأن الحكومة تعمل ضده، لم لا تقدمون تعليمات واضحة بدلا من هذا؟

مبيضين: هذا صحيح، وسنقوم بهذا إن شاء الله ليستطيع المواطن التعبير عن رأيه في أي مكان؛ في شارع الأردن، أمام مسجد الكالوتي، في الجامعة الأردنية، عند المسجد الحسيني.. في أي مكان عام، لكن هناك أماكن حساسة ولها مرافق أو خصوصية وتتعلق بسمعة البلد لا تقتربوا منها، لكن نتمنى أن يستجيب الناس، وقد جربنا في البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية فيما يتعلق بالتوجه إلى الأغوار، ورأينا أناسا حاولوا أن يكونوا فوق القانون، ونحن نعلم أننا لن نقيس على هؤلاء الذين أخطؤوا، ونحن نعلم بأنه لا بد من الوضوح مع المواطن والتعامل مع حركة الجمهور لأن هذه أزمة مفتوحة وحرب نتمنى انتهاءها سريعا.

حسنى: اليوم مصر لا تستطيع إدخال المساعدات ونعلم أن المفاوضات جارية بهذا الخصوص، لكن هناك طائرات أردنية وتركية محملة بالمساعدات وصلت مصر وتنتظر، أين وصل ملف إدخال المساعدات لغزة؟

مبيضين: نحن نقدر موقف مصر التي أغلقت معبر رفح وقالت بأن أي أجنبي لن يخرج من غزة قبل أن يسمح بإدخال المساعدات، والأردن وتركيا وقطر والإمارات وكل من يريد إدخال المساعدات ويدعم هذا الموقف.

ولاحظنا ليونة في موقف بايدن بعد جولة الملك التي تذكرنا بجولات الملك حسين عندما كان يحاول تخفيف الضغط عن المنطقة، كما أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف يضغطون باتجاه إدخال المساعدات. 

ولا بد اليوم من وقف هذا التصعيد، ونحن نعلم أن "إسرائيل" تفكر باجتياح بري، ويبقى إنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات هو الهم الأكبر، لكننا لا نعلم فعلا متى سيسمح لها بالدخول.

حسنى: المستشفى الميداني يخدم منذ سنين في غزة لكنه أعلن بالأمس خروجه عن الخدمة، وهناك مناشدات من وزارة الصحة في غزة بعدم التخلي عنهم، ما الذي يحدث بالضبط؟

مبيضين: نحن لا نريد لكوادرنا أن يكونوا رهن القصف، هناك أكثر من مئة طبيب وموظف في المستشفى الميداني وهم جزء من هذا الصمود، مثل بقية المستشفيات في قطاع غزة ونحن جزء من هذه القصة الكبيرة، ونحن المستشفى العربي الوحيد في القطاع والذي لم يتوقف عن أداء خدماته منذ عشر سنوات، لكنه الآن يعاني من نقص في الإمدادات. 

لم يتم إخلاء المستشفى ولم تخرج الكوادر، لكن القصف يستهدف الجميع، وقد رأينا كيف استشهد بالأمس طبيب من مستشفى الشفاء عندما خرج ليرى عائلته، تهمنا سلامة أطبائنا كما تهمنا سلامة جميع الأطباء هناك. 

نحن جزء من معادلة ومواجهة وحرب، وأطباؤنا الآن في مناطق آمنة لكن لم نُخل المستشفى.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00