انطلقت أعمال مؤتمر الدواء الدولي الثالث بعنوان “الرؤى الملكية في تحقيق الأمن الدوائي”، اليوم الإثنين. وتعقده المؤسسة العامة للغذاء والدواء بمشاركة عربية ودولية واسعة، بهدف دعم الصناعة الدوائية الوطنية وتعزيز الاستثمار وتحقيق التكامل العربي في الصناعات الدوائية.

وقال مدير مؤسسة الغذاء والدواء د.نزار مهيدات، لـ حسنى, إن المؤتمر يهدف لدعم قطاع الصناعة الدوائية في الأردن، وتعزيز البيئة الاستثمارية في هذا المجال، وزيادة عدد الأسواق الخارجية، إضافة لتوطين بعض الصناعات الدوائية ذات القيمة المضافة في الأردن للوصول إلى الاكتفاء الذاتي منها.

مؤتمر الدواء فرصة لتعزيز البيئة الاستثمارية

وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر أكد د.مهيدات على ضرورة بحث سبل وآليات تعزيز البيئة الاستثمارية في مجال الصناعة الدوائية وفقا للرؤية الملكية للتحديث الاقتصادي، وتهيئة الظروف لكي يكون الأردن بيئة جاذبة للاستثمار، كما كشف عن مباحثات داخل المؤسسة لتثبيت سعر الدواء بعد تصنيعه خصوصا الأدوية ذات القيمة المضافة، وذلك بهدف تشجيع المستثمرين في هذا القطاع على تطوير صناعاتهم دون مخاوف من تأرجح الأسعار بشكل كبير.

ولفت مهيدات إلى أن القطاع العام غير قادر على تقديم المختبرات التحليلية نظرا لتكلفتها العالية، لذلك تتطلع المؤسسة من خلال هذا المؤتمر لإيجاد شراكات بين القطاعين العام والخاص و الأسواق المجاورة لإنشاء مختبرات مشتركة يستفيد منها جميع الأطراف.

تحقيق التكامل والأمن الدوائي العربي

من جهته قال نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الدواء في الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية د. عادل الهرف لـ حسنى إن المشاركين في المؤتمر يهدفون إلى تحقيق التكامل في مجال الصناعات الدوائية والأمن الدوائي، وأشار إلى أنه وخلال جائحة كورونا أقفلت الدول على صناعاتها المحلية من الدواء وامتنعت عن تصديرها خوفا من النقص، فبرزت الحاجة إلى وصول كل دولة لمستوى عالي من الأمن الدوائي و تأمين المخزون الكافي المحلي من الأدوية تحسبا لأي نقص في الإمدادات الخارجية في حال وقوع أي كوارث -لا قدر الله-، كما لفت إلى وجود تعاون كبير بين الأردن و السعودية  في القطاع الدوائي منذ عدة سنوات.

وأكد الدكتور الهرف بأن التوصيات ستركز على دعم الصناعات الدوائية وتشجيع الاستثمار فيها بشكل لا يخل بمعايير الجودة والسلامة والفعالية.

فرص الاستثمار في الصناعات الدوائية في الأردن مميزة

وخلال الجلسة أكد مدير مديرية ترويج الاستثمار في وزارة الاستثمار بلال الحموري على أهمية الاستثمار في قطاع الصناعات الدوائية في الأردن لما تتمتع به المملكة من مميزات، أهمها اتفاقيات التجارة الحرة التي وقعتها مع العديد من دول العالم كالولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيتيح للمستثمر الوصول إلى أهم الأسواق العالمية.

كما أكد الحموري على تحديث التشريعات المتعلقة بالاستثمار لجذب المستثمرين و أهمها مميزات قانون تنظيم البيئة الاستثماري 2022، والتي من أبرزها المساواة بين المستثمر المحلي و الأجنبي، وضمان ثبات التشريعات لتعزيز شعور المستثمر بالاستقرار، إضافةً لإعفاء المستثمرين من ضريبة الدخل لمدة 5 سنوات حسب المنطقة الجغرافية و عدد العمالة والعديد من الحوافز الأخرى.

وكشف الحموري عن أن وزارة الاستثمار ستقوم في نهاية هذا الشهر بإطلاق منصة للاستثمار، تحتوي على الكثير من الفرص الاستثمارية خاصة في قطاع الصناعات الدوائية.

وحول دور دائرة الجمارك في تعزيز الاستثمار في قطاع الصناعات الدوائية، قال علي الخصاونة مندوب مدير عام الجمارك الأردنية إن الدائرة تقوم بدور مكمل لدور وزارة الاستثمار في تسهيل الإجراءات على المستثمرين وتذليل العقبات التي قد يواجهونها وخصوصا في قطاع الصناعات الدوائية. 

وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر سيناقش على مدار يومين ستة محاور من خلال أكثر من خمس وثلاثين محاضرة علمية، موزعة على سبع جلسات حوارية، أهمها تعزيز البيئة الاستثمارية في مجال الصناعة الدوائية والدور الرقابي والتشريعي في تعزيز الأمن الدوائي، كما سيسلط الضوء على أهمية البحث والتطوير في الصناعة الدوائية بمشاركة محاورين من جهات صحية عربية مثل السعودية والعراق والجزائر وفلسطين ومصر ولبنان، بالإضافة إلى متحدثين من كندا وفرنسا وبريطانيا والبرازيل وبلجيكا وألمانيا، وبحضور عدد من ممثلي القطاع الدوائي من مستودعات وشركات أدوية محلية وأجنبية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى .