منخفض جوي عالي الشدة يؤثر على المملكة

الصورة
أجواء ماطرة في شارع رئيسي في عمان | المصدر: المملكة
أجواء ماطرة في شارع رئيسي في عمان | المصدر: المملكة

تتأثر المملكة بامتداد منخفض جوي يتمركز شمال شرق جزيرة قبرص ليكون المنخفض الجوي الأول الذي يستقبله الأردن خلال الموسم المطري الحالي. 

وسيكون المنخفض الذي يؤثر على المملكة بدءا من اليوم الأحد مصحوبا بكتلة هوائية باردة نسبيا ورطبة ورياح عاصفة، إضافة إلى تسجيل انخفاض ملموس في درجات الحرارة. 

المنخفض يصنف من الدرجة الثالثة

مؤسس ومدير موقع طقس العرب محمد الشاكر بين أن المنخفض الجوي الذي سيوثر على المملكة يعد من المنخفضات المبكرة التي يرتفع تصنيفها إلى الدرجة الثالثة، وذلك يعني أنه ليس منخفضا عاديا، إنما هو منخفض متوسط إلى عالي الشدة، وسيكون تأثيره واضحا خلال ساعات المساء والليل. 

وقال الشاكر لـ حسنى إن الأجواء ستكون غائمة في ساعات الصباح مع ازدياد تدريجي في سرعة الرياح، وفي ساعات الظهيرة ستصبح الرياح نشطة مع هبات قوية، كما ستبدأ الأمطار بالهطول في أقصى المناطق الشمالية من المملكة. 

ووصف الشاكر تأثيرات المنخفض على المملكة بقوله: 

"هناك جبهة هوائية باردة ستعبر أجواء المملكة بشكل تدريجي من الشمال إلى الجنوب، حيث تبدأ بالشمال مع ساعات الظهيرة وبعد ساعات العصر تبدأ بالوصول إلى المناطق الوسطى، بما في ذلك العاصمة عمان، وبالتالي ستبدأ فرص الأمطار مع ساعات عصر هذا اليوم مع استمرار الرياح الشديدة والأجواء الباردة". 

أمطار غزيرة يصحبها الرعد والبرق

وقال الشاكر إنه مع دخول ساعات الليل ستشمل تأثيرات المنخفض الجوي معظم مناطق المملكة، ما يعني أن المنخفض غير محصور في الوسط أو الشمال. 

ويتوقع تسجيل أمطار غزيرة إلى غزيرة جدا خلال وقت الذروة للمنخفض في ساعات الليل، ويتزامن ذلك مع وجود رياح قوية يصحبها الرعد والبرق وتساقط للبرد في بعض المناطق. 

وتشير التنبؤات إلى إمكانية تسجيل معدلات غزارة مرتفعة خلال ساعات الليل مما سيؤدي إلى حدوث جريان كبير في الأودية لا سيما وأنه المنخفض الجوي الأول، ومن المتوقع تشكل السيول في بعض المناطق نتيجة ارتفاع منسوب المياه في أماكن تجمعها، وفق تصريحات الشاكر لـ حسنى

وأكد الشاكر أن يوم غد الإثنين سيشهد استمرار تأثير المنخفض الجوي، حيث سيكون الطقس باردا وغائما وممطرا على فترات خلال ساعات النهار في مناطق مختلفة، يصحبها عبور سحب منخفضة ملامسة لسطح الأرض ستتسبب بتشكل الضباب وتدني مدى الرؤية الأفقية. 

وقال إن المنخفض يتوقع أن يكون وافر الأمطار يعم مناطق مختلفة من المملكة، مبينا أن تأثير المنخفض الجوي سيتراجع يوم الثلاثاء بمشيئة الله. 

تحذيرات للتعامل مع المنخفض

وحذر الشاكر من بعض الممارسات خلال المنخفض الجوي، داعيا العاملين في قطاف الزيتون إلى عدم التواجد في بطون الأودية؛ لأنها ستشهد جريانا كبيرا للمياه في ساعات المساء والليل لا سيما في المناطق الشمالية. 

وأوصى السائقين بالحذر أثناء القيادة بسبب تشكل الضباب وتساقط البرد وتدني مدى الرؤية الأفقية، كما دعا المواطنين إلى ارتداء ملابس مناسبة للأجواء الباردة التي ستحل على المملكة خلال اليوم وغدا. 

معدل هطول مطري مرتفع بالأردن

الأردن واحد من أكثر الدول التي تعاني نقصا في المياه، ويصنف ثاني أفقر دولة في العالم بالمياه، وفقا للمؤشر العالمي للمياه، حيث تقدر احتياجاته المائية بـ 3 ملايين م3 يوميا للاستخدامات كافة، مما يدعو إلى ضرورة اتباع أفضل السبل الممكنة للحفاظ على مخزون استراتيجي من مياه الأمطار التي تغذي السدود والمياه الجوفية. 

وأوضح الشاكر لـ حسنى أن مناخ الأردن يعد متوسطا بين المناخ الصحراوي المتذبذب بالهطولات المطرية بين عام وآخر، ومناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يشهد هطولات مطرية مرتفعة. 

وقال إن المناطق الشمالية والشمالية الغربية من الأردن ذات معدلات أمطار مرتفعة تصل لحوالي 600 و700 ملم فوق المرتفعات الجبلية الشمالية، تليها بعد ذلك المناطق الوسطى التي تصل معدلات الأمطار فيها إلى 500 ملم. 

وبين أن الـ 500 ملم من الأمطار تعني وجود 500 لتر من المياه في المتر المربع الواحد، مشيرا إلى أن المناطق التي تشهد هذا الهطول المطري تعد بالأساس مناطق زراعية ذات تربة خصبة قبل التوسع العمراني باتجاهها. 

وتابع الشاكر عن الهطولات المطرية في المرتفعات الجنوبية وجنوب الأردن: 

"المرتفعات الجنوبية أيضا تتمتع بهطولات مطرية، إلا أنها متذبذبة للغاية بحكم تداخلها مع المناخ الصحراوي حيث تسجل كميات هطول مرتفعة في سنوات دونا عن غيرها، أما فيما يتعلق بمناطق جنوب الأردن فهي مناطق تتمتع بهطول مطري خارج فصل الشتاء". 

الحصاد المائي ليس بأفضل حالاته في الأردن

وأكد الشاكر أن الأردن لديه كميات وافرة من الأمطار، إلا أنه يواجه تحديين أساسيين، حيث يعاني من ظاهرة التذبذب المطري من عام لآخر، مما يحول دون وصولنا إلى معدل الهطول المطري بشكل سنوي. 

أما التحدي الثاني فقد بينه الشاكر بقوله: 

"التحدي الثاني يتمثل في تغير التوزع الجغرافي للهطولات المطرية من عام إلى آخر. وهذه التحديات يجب ألا تعيقنا في إدارة الحصاد المائي بشكل أفضل". 

وبين الشاكر أن آبار تجميع مياه الأمطار تعد مثالا على ممارسات الحصاد المائي وهي غير موجودة في عدد كبير من مباني الأردن، مشيرا إلى أنه لو وضعت اشتراطات على وجود آبار تجميع المياه لاستفاد كل مبنى وحي من كميات المياه الكبيرة التي تذهب إلى شبكات التصريف بدلا من تجميعها. 

وتستطيع البناية على أرض مساحتها 300 م2 تجميع 150 ألف لتر من المياه أي 150 م3 خلال العام الواحد. 

وأشار الشاكر إلى أن المناطق الصحراوية في الأردن تتعرض لمعدل هطولات مطرية غزيرة كل عدة سنوات، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في تبخر النسبة الكبرى من هذه المياه نظرا لتساقطها خلال فصول الصيف، مبينا أن بعض الدول التي تعاني من المشكلة ذاتها لجأت إلى زراعة نباتات تغطي المسطحات المائية لتقلل بشكل كبير من نسبة التبخر ولا تستهلك كميات كبيرة من المياه، مما يساعد في الحفاظ على كميات الأمطار التي يتم تجميعها في السدود الصحراوية. 

اقرأ المزيد.. خدعة الحصاد المائي

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00