فتحت الأردن حدودها مع سوريا عبر معبر جابر صباح أمس، وذلك بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد قبل أسبوعين، حيث كشف وزير الصناعة والتجارة يعرب القضاة لـ حسنى صباح اليوم الخميس أن نحو 220 شاحنة تجارية دخلت من الأردن نحو سوريا خلال الأيام الثلاثة الماضية. 

كما كشف القضاة أنه وبدءا من اليوم فإن المنطقة الحرة في الزرقاء جاهزة لبدء عمليات تحضير بيانات ترانزيت سيارات إلى سوريا. 

ويزور القضاة ورئيسا غرفتي الصناعة والتجارة اليوم معبر جابر للاطلاع على إجراءات فتح الحدود.

140 شاحنة تجارية توجهت من معبر جابر إلى سوريا أمس 

وأكد القضاة أن جميع الشاحنات التي دخلت خلال اليومين الماضيين هي شاحنات تجارية، جزء منها صاردات محلية وجزء منها شاحنات ترانزيت كانت عالقة في الأردن، لافتا إلى أن نحو 40% من هذه الشاحنات متوجهة إلى لبنان الشقيق. 

وكشف الوزير عن 15 شاحنة محملة بالاسمنت الأردني دخلت أمس إلى سوريا عبر معبر جابر في ظل إعفاء الحكومة السورية جميع الشاحنات الأردنية من الرسوم الجمركية بشتى أنواعها.

التحول نحو نظام "Door to door" 

وكانت الشاحنات الأردنية ما قبل سقوط الأسد تعمل على نظام "باك تو باك" وهو ما يسمح للشاحنات الأردنية بالتنزيل عند حدود جابر وتسليم البضائع لشاحنات سورية، وهو الأمر الذي كان يشكل عائقا أمام انسياب البضائع بحسب ما بين القضاة. 

ومنذ سقوط الأسد، درست الحكومة الأردنية كافة الدواعي الأمنية وارتأت السماح بدخول الشاحنات الأردنية عبر نظام "دور تو دور" وذلك بعد وجود كوادر جمركية سورية على الجانب السوري من الحدود واستلمت مهامها في التنسيق لدخول الشاحنات نحو سوريا.

القضاة في معبر جابر للإطلاع على الأوضاع 

وأكد القضاة أنه سيكون اليوم في زيارة لمعبر جابر لدراسة كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل انسياب البضائع والتحضير للفترة المقبلة ورفع إمكانيات الحدود لاستقبال مزيد من التبادل التجاري بين البلدين ولمواكبة الطلب المتوقع خلال المرحلة القادمة.

هل سيتأثر السوق الأردني سلبا من فتح معبر جابر؟

طمأن وزير الصناعة عبر حسنى أن فتح معبر جابر لن يؤثر على حاجة السوق المحلي أو ارتفاع الأسعار، مشددا على أن خطة مراقبة السلع الأساسية وأسعارها يجري تطبيقها من قبل الوزارة منذ سنوات، وأنه سيجري الموازنة بين حاجة السوق وحجم التصدير من العديد من السلع حرصا على تلبية حاجة السوق المحلي. 

وأضاف القضاة أن العديد من القطاعات لديها طاقات إنتاجية عالية تستطيع تسخيرها لتلبية الحاجة المحلية والخارجية للتصدير، لافتا إلى أنه وعلى سبيل المثال فإن قطاع إنتاج الإسمنت ينتج أربعة أضعاف حاجة السوق المحلي منه. 

هذا ويقدر عدد المستثمرين السوريين في الأردن بنحو 530 سوريا لديهم استثمارات صناعية في الأردن، وأشار القضاة إلى أن هؤلاء المستثمرين يعدون قناة مهمة لتدفق البضائع الأردنية إلى سوريا وبالعكس.

فتح معبر جابر يجب أن يتوازى مع رفع عقوبات قيصر عن سوريا

ومن جهته أكد رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق عبر حسنى صباحا بأن أول وفد عربي سيتوجه إلى سوريا سيكون من الأردن بعد الاطمئنان على استقرار الأوضاع في سوريا؛ وذلك لبحث آلية التعاون والتشارك على المستوى التجاري.

وقال الحاج توفيق إن الخطوات الأولى لدفع عجلة التبادل التجاري تتمثل برفع عقوبات قيصر عن سوريا، بحيث يضمن التجار حقوقهم المالية، ويتمكن التاجر والمصدر من التعامل مع المصارف والبنوك السورية دون وجود عوائق.

ولفت توفيق إلى أن غرفة تجارة الأردن لا تسعى فقط لاقتناص الفرصة التجارية وإنما تنظر إلى سوريا بوصفها دولة شقيقة وصديقة سيكون لها دور في الشد على يدها في التعافي والبناء والاستقرار .

اجتماعات ثنائية مرتقبة 

كما أكد رئيس غرفة صناعة الأردن فتحي الجغبير عبر حسنى أيضا على ضرورة أن تكون هناك اجتماعات أردنية سورية على المستوى الصناعي والتجاري لوضع قوائم تكاملية للسلع التي يرغب السوق السوري باستيرادها من الأردن، وبين أن الفرصة اليوم أمام الأردن بوصفها الدولة الشقيقة والأقرب لسوريا، وحذر الجغبير من الانفتاح دون ضوابط ما قد يؤدي إلى انفلات في التبادل التجاري دون أن تكون هناك خطط ومراعاة للوضع الصناعي الداخلي في الأردن، وكذلك الوضع الداخلي الصناعي في سوريا. 

اقرأ المزيد.. الشاحنات الأردنية تدخل سوريا.. وإجراءات جديدة تفتح الأبواب أمام تجارة البلدين