حظرت النيابة العامة النشر في القضية التحقيقية رقم 828/2025، والمعروفة إعلاميا باسم قضية التسمم بالميثانول والتي هزت الرأي العام الأردني خلال
لماذا لا يجرم الأردن تعاطي الخمر بوصفه أحد أصناف المخدرات؟

الأردن بحاجة لدراسة وطنية شاملة حول أثر الخمر على العنف والجريمة والمجتمع
بعد قضية التسمم بالكحول المخلوط بالميثانول والتي تسببت بوفاة 9 أشخاص، طرح المجتمع تساؤلات حول قانونية وشرعية بيع الخمور وشربها خاصة وأن رئيس جمعية مكافحة المخدرات موسى الطريفي قد أكد أن الخمر هو إحدى أصناف المخدرات وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية.
فلماذا لا يتم تجريم الخمر مثل المخدرات؟
علميا: الخمر أحد أنواع المخدرات
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن كل ما ينطبق على الكحول والخمر ينطبق على تعريف المخدرات، إذ إن الخمر هو أحد أقدم المخدرات وأكثرها انتشارا حول العالم، ولكن المخدرات جميعها يتم تجريمها حول العالم فيما يتم ترخيص شرب الخمر وشرعنته وقوننته، بحسب الطريفي.
ويحمل الخمر الآثار ذاتها التي تتسبب بها المخدرات:
-
خلل في الإدراك.
-
الإدمان.
-
ارتخاء الجسم.
-
ذهاب العقل.
-
هلوسات سمعية وبصرية وحسية
مما قد ينعكس على تصرفات الشخص الذي تناول الكحول. وبين الطريفي أن أثر الكحول والمخدرات تنقسم لقسمين :
-
تثبيطي مع هلاوس.
-
تنشيطي مع هلاوس.
وفي حالة الخمور فإنها تنعكس بنشاط على الجسم مع هلاوس تؤثر بشكل كبير على إدراك الشخص، فقد يرى الشخص الذي أمامه كعدو أو مصدر خطر أو تتهيأ له أمور ليست حقيقية مثله مثل متعاطي المخدرات.
" إن الخطر المتأتي من الخمر هو عندما يذهب العقل ويصبح اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب أمرا مشكوكا فيه فيمكن أن يقدم على حادث قتل أو دهس أو حادث سير أو اعتداء على محارم أو غيرها"
الخمر والكحول يوازي المخدرات في الخطر والسمّيّة
وبين الطريفي أن الجرعات القليلة من الكحول والخمر قد لا تتسبب بذهاب العقل لكنها تتلف الخلايا العصبية التي لا تتجدد في جسم الإنسان، كما أنها توازي في مفعولها مفعول المخدرات بحيث يدمن عليها الجسم ويطلب منها المزيد، فتكون الجرعة الأولى بمنزلة الوقوع في مستنقع ودوامة من تلف الخلايا العصبية.
وشدد الطريفي على أن الجرعات العالية من الكحول تسبب السميّة، التي تتمثل أعراضها بالآتي بالترتيب:
-
عدم القدرة على قياس المسافات.
-
انطلاق الكلام.
-
الغثيان.
-
الانهيار.
-
تسمم في المعدة.
-
تلف في خلايا الأعصاب.
متعاطي الخمر قد يعتدي على محارمه أو أهله
وقال الطريفي إن تعنيف الأطفال أو المرأة أو الاعتداء على الأقارب أو التعدي على المحارم والأعراض أو التسبب بالأذى لمن حوله هي أمور واردة لمن يتعاطى الكحول والخمر.
فالشخص المتعاطي للخمر لا يدرك ماهية الأشياء وحقيقتها فهو فاقد لعقله أو لجزء منه، ولا يدرك عواقب الأمور .
الأردن بحاجة لدراسة وطنية شاملة حول أثر الخمر على المجتمع
وتأسف الطريفي لعدم وجود دراسة وطنية شاملة حول أثر الخمر على المجتمع في ظل قوننته والسماح بتصنيعه وتداوله، وعزا عدم وجود مثل هذه الدراسة إلى عدم إشراك جميع الأطراف المعنية في الأمر إضافة إلى التكلفة الباهظة التي تحتاجها مثل هذه الدراسات والتي لا تتشجع منظمات المجتمع والداعمين الخارجيين في تمويلها.
ولفت الطريفي إلى محاولتين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومركز الدراسات الاستراتيجي في الجامعة الأردنية لكن المحاولتين رفضتا بسبب عدم إشراك جميع الجهات المعنية في موضوع الكحول في الدراسات في ظل رفض الشركات والمصانع المصنعة لها التعاون.
وشدد الطريفي على أن الأردن بحاجة ماسة إلى قرار رسمي للمضي نحو هذه الدراسة بشراكة من كافة الوزارات والمؤسسات المعنية لبيان أثر الخمر على المجتمع وارتباطه بالعنف والجريمة وغيرها.
اقرأ المزيد.. الميثانول.. سم قاتل في زجاجة خمر