القمة العربية في الدوحة.. شعوب محبطة ويمين صهيوني يتمدد

الصورة
محمد أبو رمان
محمد أبو رمان
المصدر
آخر تحديث

انتقادات لاذعة طالت القمة العربية في الدوحة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، في الـ15 من أيلول الجاري، إذ كانت الشعوب تتوقع ردة فعل مغايرة لما تم التوصل إليه في البيان الختامي للقمة، في ظل التهديد المستمر من اليمين الصهيوني المتطرف للدول العربية، والذي قد يتمادى في الفترة المقبلة، حسب قول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د. محمد أبو رمان. 

ويرى أبو رمان أن القمة العربية كانت حملة علاقات عامة من قبل قطر، أرادت أن تظهر تأييدا دوليا وإقليميا لجانبها في مواجهة العدوان الإسرائيلي على سيادتها، وأنها تدرك جيدا أن محددات الواقع للقمة أقل بكثير من المتوقع من الشعوب، وكان من الواضح منذ البداية أن الدول العربية والإسلامية لن يخطوا بغير ما تم في القمة العربية. 

3 مستويات تحدد التصرف في القمة العربية في الدوحة

وحسب قول أبو رمان، فإن هناك مستويات 3 تحدد تصرف الدول العربية مع "إسرائيل"، وصنفها على النحو التالي: 

  1. المستوى المنطقي: وهو الذي يدفع القمة العربية إلى اتخاذ قرارات حاسمة وواضحة ضد "إسرائيل".

  2. المستوى الواقعي: وهو الذي يضع محددات للدول العربية والدول الإسلامية التي تقيم علاقات مع "إسرائيل"، وهناك دول تقيم علاقات "من تحت الطاولة" بينها وبين "إسرائيل"، ودول غير معنية بما حدث أصلا.

  3. المستوى العاطفي: وهو تفكير الشعوب والتعبير عن غضبهم.

وأضاف أبو رمان أنه لا بد من التمييز ما بين القمة العربية والمرحلة، مؤكدا أنه لم يكن يُتوقع من القمة الكثير، ولكن المرحلة القادمة تفرض على العرب واقعا مختلفا وتغييرا يتناسب مع المرحلة. 

هل نرى قيادات حماس في الأردن مرة أخرى؟ 

وبعد زيارة أمير دولة قطر تميم آل ثاني للأردن يوم أمس الأربعاء، تناقل مواطنون الحديث عن ما إذا كان من المتوقع طرح فكرة إخراج قادة حماس من قطر إلى الأردن، وهذا ما عقب عليه أستاذ العلوم السياسية محمد أبو رمان، حيث رجح كما يرى، بأن موقف الأردن من وجود قادة حركة حماس واضح منذ إبعادهم في عام 1999، قرر الأردن أنه لا يريد التعامل بهذا الملف، ويريد الفصل بين المصالح الأردنية والمصالح الفلسطينية، والنظر لقادة حركة حماس كونهم يحملون الجنسية الأردنية، كمواطنين أردنيين وعليهم الالتزام بالدستور والقوانين الأردنية، في حال وجودهم في الأردن، وإذا أرادوا ممارسة العمل السياسي أو العسكري، فالأردن ليس المكان المناسب لهم، نظرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيلاحقهم أينما كانوا، وهذا أمر معلن من الاحتلال منذ بداية العدوان على قطاع غزة. 

وأشار أبو رمان إلى أن قطر لم تعد لديها القدرة الكبيرة على تحمل وجود قيادات حماس لديها، معتقدا بأن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من قطر إخراج قيادات الحركة، على الرغم من أن أمريكا هي من طلبت من قطر استضافتهم في السابق، ما يجعل من معادلة حماس في الفترة القادمة أمرا صعبا للغاية. 

مشروع اليمين والفراغ الإقليمي 

وفيما يتعلق بواقع المشاريع الإقليمية في المنطقة، أشار أبو رمان إلى أن مشروع اليمين الإسرائيلي هو المشروع الوحيد الفاعل في المنطقة، إذ يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تكريس وقائع جديدة على الأرض، وقطع الطريق على أي قرار دولي يعترف بالدولة الفلسطينية. 

في المقابل، وبعد الضربة الأمريكية للمفاعلات النووية الإيرانية، فقد انشغلت إيران ببرنامجها النووي وليست في وارد الدخول بمواجهة مع "إسرائيل"، ما يجعلها "خارج المعادلة" إقليميا، أما بالنسبة لتركيا، قال أبو رمان إن تركيا تركز الآن على مسار السلم، رغم محاولات "إسرائيل" سحبها لمسارات أخرى، مرجحا أن "إسرائيل" ستعمل خلال الفترة القادمة على زعزعة الداخل التركي، لما لها من أدوات وقدرات سياسية واقتصادية قد تغير المعادلة في تركيا. 

4 خطوات لبناء الشرعية السياسية العربية 

وعلى الصعيد العربي، بين أبو رمان أن المرحلة المقبلة خطيرة على العرب، ليس فقط من ناحية التهديدات الأمنية، بل أيضا على صعيد الشرعية السياسية التي تفتقدها أنظمة كثيرة. ويجمعون على أربع خطوات رئيسية يجب أن تتخذها الدول العربية: 

  1. توحيد الموقف الخليجي والمشرقي ووضعه على الطاولة بشكل واضح أمام واشنطن.

  2. بناء خطاب عربي موحد تجاه الولايات المتحدة و"إسرائيل"، مع البحث عن بدائل إقليمية مثل تركيا وباكستان.

  3. التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية التي أثبتت التطورات أنها لا يمكن تجاوزها.

  4. التحرك العملي للضغط على المصالح الأمريكية والإسرائيلية، باعتبارها الوسيلة الوحيدة القادرة على فرض مشروع عربي حقيقي.

وفي ختام حديثه مع حسنى قال أبو رمان إن المشهد الراهن يوضح أن لا أحد قادر اليوم على إيقاف نتنياهو، في ظل دعم يميني أمريكي علني يصل إلى حد نفي وجود الضفة الغربية، لكن مستقبل المنطقة يتوقف على قدرة العرب في الانتقال من مواقف خطابية إلى خطوات عملية، قبل أن تصبح الكلفة السياسية والأمنية أعلى بكثير في المرحلة المقبلة. 

اقرأ المزيد.. البيان الختامي لقمة الدوحة.. دعم سيادة قطر وتحميل "إسرائيل" مسؤولية التصعيد

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00