حققت مدينة الحسين للشباب في عمان أرقاما قياسية في عدد الزائرين والمتنزهين الذين يرتادونها، حيث شهدت مؤخرا ارتفاعا ملحوظا في عدد الزائرين،
تجمعات شبابية تزعج السكان أمام حدائق الملك عبد الله في إربد
تسبب تجمع عدد من الشبان أمام حدائق الملك عبدالله الثاني في إربد وإشعالهم للنيران و"الأراجيل" بحالة من الإرباك لزوار الحديقة، لا سيما في ظل عدم وجود ساعة رسمية لإغلاق الحديقة مساء.
واشتكى مواطنون في حديث لهم مع حسنى من تجمع شبان خارج أسوار الحديقة لساعات متأخرة من الليل وإصدارهم لأصوات مزعجة، عدا عن تصرفاتهم غير المقبولة كإشعال النيران، مطالبين الجهات المسؤولة بمنعهم.
إرباك للزوار بسبب عدم تحديد ساعات الإغلاق
الحديقة تفتح أبوابها أمام الزوار في ساعات الصباح الباكر؛ إلا أن إدارة الحديقة لم تحدد موعدا للإغلاق مساء خلال فصول العام المختلفة، وهو ما من شأنه أن يشكل حالة من الإرباك لدى الراغبين بزيارة الحديقة.
وبرر مدير حدائق الملك عبدالله الثاني المهندس يحيى العمري عدم تحديد إدارة الحديقة لساعة محددة للإغلاق، بأنهم يعتمدون في ذلك على حركة الزوار خلال أيام الأسبوع، شريطة أن يتم الإغلاق في أيام العطل ونهاية الأسبوع بعد الساعة 12 ليلا.
وأشار العمري إلى أن إغلاق الحديقة يتم بعد الساعة الـ 10 والنصف ليلا في حال لم يكن هناك زوار أو خلال أيام فصل الشتاء الذي يشهد انخفاضا في أعداد الزوار.
ممارسات محظورة داخل حدائق الملك عبد الله الثاني
ملاحظات وصلت حسنى أوضحت أن إدارة حدائق الملك عبد الله الثاني تمنع ممارسة أنشطة عدة داخل أسوار الحديقة وهو ما يدفع بعض الشبان للجلوس في الخارج والتسبب بإزعاج للسكان المحيطين.
ويقصد المواطنون الحدائق والأماكن العامة لممارسة أنشطة مختلفة كالرياضة أو تناول الطعام أو الشواء، إلا أن إدارة الحديقة تحظر ممارسات إشعال النيران واستخدام "الأراجيل" أو الشواء.
العمري كشف لـ حسنى عن وجود تجاوزات سلبية لبعض الزوار دعته إلى اتخاذ قرار منع هذه الممارسات داخل أسوار الحديقة، حيث خصص أماكن للشواء في وقت سابق إلا أن البعض لم يتقيدوا بها واستمروا بإشعال النيران في غير الأماكن المخصصة.
وقال العمري إن إدارة الحديقة تعاونت مع الشرطة البيئية لمنع تلك التجاوزات إلا أن العدد الكبير لزوار الحديقة حال دون تطبيق القانون على الجميع، واصفا التجاوزات التي تتعرض لها الحديقة بأنها تؤذي القلب.
وردا على مطالب المواطنين، أكد العمري أنه سيتم العمل على إنشاء أماكن أسمنتية مخصصة للشواء خلال الموسم الشتوي القادم؛ نظرا لقلة عدد الزوار خلال هذه الفترات ما يتيح فرصة أفضل لإنجاز العمل قبل فصل الربيع.
تحطيم لممتلكات الحديقة من بعض الزوار
وطالب العمري بتشكيل لجنة مشتركة من بلدية إربد الكبرى وشرطة البيئة والجهات المعنية الأخرى؛ للتعامل مع التجاوزات والمخالفات التي يرتكبها البعض ويصعب التعامل معها من دون وجود قوة أمنية، وهو ما سيمكن إدارة الحديقة من توفير أنشطة أكثر للزوار من دون خشية وقوع حالات تحطيم وتخريب للممتلكات.
وأوضح العمري أن حدثا يبلغ من العمر 16 عاما أقدم الأسبوع الماضي على تحطيم وحدة إنارة أرضية تبلغ تكلفتها 150 دينارا، حيث تم إلقاء القبض عليه باستخدام كاميرات المراقبة وتسليمه للأجهزة الأمنية التي حولته بدورها إلى المدعي العام المختص.
وقال إن الحدث برر فعلته بشعوره بالغضب؛ لأن والده اكتشف أنه يدخن وحطم له علبة السجائر، مشيرا إلى أن إدارة الحديقة أرسلت كتابا بتكلفة وحدة الإنارة للمدعي العام ولم يفرج عن المخالف إلا بعد دفعه للتكاليف كاملة.
وحول أحد أمثلة الاعتداءات الخارجية أفاد العمري لـ حسنى:
"قبل عدة أيام فُقدت مناهل الصرف الصحي المحيطة بالحديقة، وألقي القبض على المتهم الساعة الثالثة فجرا بعد الاستعانة بكاميرات المراقبة التابعة للحديقة، حيث سرق المتهم 7 مناهل وباعها بمبلغ 20 دينارا، رغم أن كلفة المنهل الواحد تصل إلى 70 دينارا."
وأكد العمري أن الحديقة أرسلت كتابا للمدعي العام يتضمن كلف المناهل التي سُرقت، حيث لن يتم الإفراج عن المتهم إلا بعد دفعه للتكاليف كاملة.
من المسؤول عن محاسبة المخربين؟
بعض الشبان الذين يجلسون لساعات متأخرة من الليل خارج أسوار حدائق الملك عبد الله الثاني يحطمون الممتلكات العامة ويشعلون النيران بالقرب منها أو يحطمون وحدات الإنارة، مما يتسبب بخسائر في الممتلكات العامة وإزعاج للمنازل المحيطة.
العمري أكد أن إدارة الحديقة ستوعز للبدء قريبا بحملات صيانة وتنظيف لأسوار المدينة خلال الموسم الشتوي؛ بعد تعرضها للحرق من قبل بعض مرتادي المناطق الخارجية للحديقة، إضافة إلى صيانة وحدات الإنارة التي تعرضت للتحطيم.
وأشار العمري إلى أن صلاحيات رجال الأمن العاملين تنحصر بحماية الممتلكات العامة داخل أسوار الحديقة، إضافة إلى عدم وجود إمكانية لبقاء الحراس بقرب الأسوار نظرا لاتساع مساحة الحديقة البالغة 176 دونما، مما يعني أن مسؤولية مراقبة ومتابعة نشاط الشبان خارج أسوار الحدائق تعود إلى الأجهزة الأمنية.
وتوفر الحدائق منذ افتتاحها قبل ثماني سنوات شرقي محافظة إربد متنفسا لطلبة الجامعات والراغبين بممارسة أنواع مختلفة من الرياضة، كما أنها تعد مكانا مميزا لمن يرغب بقضاء أوقات مع عائلته ورفاقه.
خدمات ترفيهية متنوعة للزوار
وراعى تصميم حدائق الملك عبد الله الثاني الجوانب الخدمية والترفيهية التي ستقدم للزوار، حيث احتوت على مساحات خضراء ومرافق لممارسة أنواع مختلفة من الرياضات كالمشي وكرة القدم ومسارات ركوب الدراجات الهوائية وأماكن مخصصة للأطفال. وتحتوي الحديقة على:
-
مطعم متعدد الأغراض لخدمة الزوار.
-
ستة ملاعب منها أربعة لكرة القدم واثنان لكرة السلة.
-
ستة جسور تعلو نهرا اصطناعيا بطول 280 مترا.
-
مساحات خضراء مزروعة بالنجيل والأشجار والنخيل.
-
أماكن جلوس للزوار.
-
مرافق عامة للذكور والإناث.
-
مناطق ترفيه للأطفال.
-
مسارات لركوب الدراجات الهوائية.
176 دونما المساحة الإجمالية للحديقة
العمري قال إن مساحة حدائق الملك عبد الله الثاني الإجمالية تبلغ 176 دونما، وقد أقيمت على أراضي تعود للبلدية تم استملاك جزء منها قبل بدء المشروع.
وأوضح أن تكلفة إنشاء الحديقة اقتربت من الـ 16 مليون دينار أردني وباتت اليوم متنفسا ومقصدا هاما لأهالي المدينة.