مرضى الكبد في الأردن.. معاناة بانتظار حلول منذ سنوات

الصورة
طبيب يمسك بمجسم للكبد | تعبيرية
طبيب يمسك بمجسم للكبد | تعبيرية
المصدر

يعاني ذوو الأطفال المرضى بأمراض الكبد من عدم توفر كوادر طبية أردنية مؤهلة في الأردن لإجراء عملية زراعة الكبد لأطفالهم، الأمر الذي يتطلب إرسال المرضى إلى مستشفيات في دول أخرى مثل تركيا لإجراء زراعة كبد وبتكاليف باهظة. 

وتبرز معاناة مرضى الكبد، في ظل التطور الكبير الذي شهده القطاع الطبي الأردني وفي مختلف التخصصات وما يتمتع به القطاع الطبي من سمعة طيبة عربيا وعالميا. 

وشكى المواطن محمد أبو العز لـ حسنى من معاناته بعد أن ولد له طفل يعاني من عيب خلقي بالكبد لعدم قدرته على تحمل تكلفة العلاج وحاجة ابنه لعملية زراعة كبد تصل تكلفتها إلى 60 ألف دينار.

"صارلنا خمس سنين بنعاني وبننتظر، ابني عمره 5 سنوات بعاني من عيب خلقي في الكبد وبدو زراعة كبد".

إجراء العمليات في الخارج يكلف مبالغ ضخمة

من جهته أكد مدير مديرية التأمين الصحي في وزارة الصحة نائل العدوان عبر حسنى أمس هذه المعاناة، مبينا أن ذلك بسبب عدم وجود جراحين متخصصين بعمليات زراعة الكبد للأطفال في الأردن، وأن الإجراء المعتمد في العادة هو أن يقوم ذوو الطفل المريض بتقديم طلب للجنة المعالجة في الخارج بوزارة الصحة ليتم نقله إلى تركيا وإجراء عملية زراعة الكبد هناك. 

وبين العدوان أن تكلفة هذه عملية تبلغ نحو 60 ألف دينار أردني تدفعها مديرية التأمين الصحي في حال كان المريض مؤمنا وإذا كان غير مؤمن فتُدفع على حساب وزارة الصحة. 

ولفت العدوان إلى أن الوزارة حاولت مرارا أن تستقطب أطباء أردنيين يعملون في الخارج لإجراء العملية في الأردن؛ وذلك لتوفر الإمكانات اللازمة في مستشفياتنا، والتي تصطدم بعقبات تتمثل بما يأتي: 

"حاجة المريض الذي يخضع لزراعة الكبد لمتابعة دائمة بسبب الاحتمالية الكبيرة لإجراء تدخلات جراحية بعد فترة من العملية؛ نظرا للمضاعفات المحتملة ما يحتم على الطبيب الإقامة في الأردن لفترات طويلة وهو ما يتعذر على أي طبيب سيأتي من الخارج".

الحاجة ماسة لإنشاء مركز متخصص لعمليات زراعة الكبد

بدوره قال استشاري الجهاز الهضمي والكبد في الجامعة الأردنية الدكتور فريد خضير لـ حسنى اليوم الخميس إنه واجه العديد من حالات الأطفال الذين يعانون من أمراض في الكبد ويحتاجون إلى زراعة طوال فترة عمله الممتدة منذ عام 2012 وحتى اليوم، حيث كان يحاول إيجاد مكان لإجراء عملية زراعة الكبد داخل الأردن حتى عام 2019 عندما تم اعتماد إجراء هذه العملية في تركيا كحل مؤقت لكن هذا الحل استمر حتى يومنا هذا. 

وأشار خضير إلى الحاجة الماسة لإنشاء مركز وطني لزراعة الأعضاء لتسهيل آلية تدريب الكوادر الطبية المتخصصة لإجراء هذا النوع من العمليات، وبين خضير أن وزارة الصحة أنشأت كخطوة أولية مديرية المركز الوطني لزراعة الأعضاء ولكنها تواجه معيقات تشريعية، وتدعو الحاجة إلى السير في التشريعات بمجلسي النواب والأعيان اللذين باشرا بالمضي فيها لكنها توقفت قبل عدة سنوات بسبب جائحة كورونا وعدة تحديات أخرى واكبت تلك الفترة، كما دعا وزارة الصحة إلى تدريب كوادر طبية متخصصة بهذا المجال وتجهيزها وفق الإمكانيات المتاحة حاليا لحين إنشاء هذا المركز. 

ولفت خضير إلى مدى الاستفادة الكبير من إنشاء المركز الوطني لزراعة الأعضاء، حيث سيجلب هذا المركز مرضى الكبد من الدول المجاورة ما يوفر دخلا ماليا يعود بالنفع على القطاع الطبي في الأردن، خاصة لما يتمتع به من سمعة ممتازة في الدول المحيطة يمكن البناء عليها والاستثمار فيها في مجال السياحة العلاجية.

عمليات زراعة الكبد معقدة

وفي السياق، أكد اختصاصي زراعة الأعضاء بمستشفى ليفربول في بريطانيا الطبيب عبد القادر حماد لـ حسنى اليوم على أن الحل الجذري لهذه المعضلة هو إنشاء نظام متكامل لزراعة الأعضاء في الأردن، بحيث يحتوي على برامج تدريبية للكوادر الطبية، وذلك لأن هذا النوع من العمليات معقد يعتمد تماما على أن يكون كل عضو من أعضاء الفريق الطبي على دراية تامة بمهامه وأن يقدمها بالطريقة الصحيحة، وذلك لتوطين هذه الخدمة وعدم الاعتماد على زيارات الأطباء من الخارج بين الحين والآخر.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00