قال نائب رئيس جمعية أصحاب المستشفيات الخاصة الدكتور نائل زيدان بأن هناك إشكالية حقيقية في إدارة مشهد ارتفاع عدد الإصابات والوفيات تتمثل في الغياب شبه التام للإدارة المركزية في ميدان علاج مصابي كورونا.  حيث ينعدم التنسيق بين القطاعات العاملة سواء خاصة أو حكومية مما يجعل المشهد وكأن كل جهة تعمل منفصلة عن الاخرى في مواجهة هذا الوباء.

وأضاف زيدان في مقابلة له اليوم عبر اذاعة حسنى،  بأن بعض الكوادر الصحية التي تعمل بشكل مباشر في علاج المصابين وقامت حتى الان بمعالجة آلاف المصابين لم تدعى يوماً إلى أي اجتماع أو دورة أو لقاء تشاوري وتنسيقي من قبل وزارة الصحة فيما يتعلق بالبرتوكولات العلاجية.

العلاج المنزلي لمصابي كورونا تحول إلى تجارة

وبين زيدان بأن العلاج المنزلي لمصابي كورونا تحول إلى تجارة، وأنه يجب على وزارة الصحة والحكومة التدخل ووضع بروتوكول علاجي واضح ومتفق عليه للعلاج المنزلي لضبط هذه التصرفات والاجتهادات الفردية التي قد تكون خطيرة على صحّة المصابين. مؤكدا ان بعض المصابين يتم نقلهم للمستشفيات بعد تلقيهم العلاج المنزلي وتكون أوضاعهم حرجة جدا وما يلبثوا أن يفارقوا الحياة، مبينا ان إعطاء الاوكسجين في المنزل يكون للحالات بعد تعافيها من المرض، اما اثناء وجود الفيروس في الجسم فلابد من تقييم الحالة تقييما سليما حتى لايكون إعطاء الأوكسجين خادعا للمريض فيتمكن منه الفيروس دون ان يشعر.

نقص في الأدوية المستخدمة لعلاج آثار كورونا

وأكد د. نائل زيدان أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج كورونا بشكل أساسي تتحكم بها بعض مستودعات الأدوية وبعضها مقطوع منذ 10 أيّام، ونقترح على الحكومة ان تتدخل فورا وأن تقوم باستيرادها كما فعلت خلال "انفلونزا الخنازير"، ولابد من توفير الأدوية بأسعار مناسبة للقطاع الصحي ليتمكن من اداء دوره بشكل يدعم الجهود الحكومية. 

كما أشار الى أنّ قيام وزارة الصحة بتعيين حوالي ثلاثة الاف من الكوادر الطبية و التمريضية قد أدى الى إفراغ القطاع الخاص من كفاءات مدرّبة كانت تعمل لديه، ومع إصرار الحكومة بعدم السماح للقطاع الخاص باستقدام كوادر تمريضية من الخارج فإن هذا يفاقم مشكلة نقص الكوادر في مواجهة كورونا، مقترحا في ذات السياق الاستفادة من طلاب السنوات الاخيرة في كليات الطب والتمريض حيث يمكن تدريبهم وتأهيلهم ليمارسوا الخبرة العملية بشكل مباشر على أرض الواقع. 

استئجار أجهزة من وزارة الصحة

وأضاف زيدان لـ حسنى بأن وزارة الصحة تعلن أن نسبة استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات الحكومية وصلت مؤخراً إلى 45 % فقط، و نطلب من الحكومة السماح بإعارة او تأجير جزء من الاجهزة غير المستخدمة للقطاع الخاص لاستخدمها في علاج مرضى كورونا لا سيما بأن هذه الأجهزة مكلفة وبحاجة لاشهر لاستيرادها ووصولها الى الاردن.

الحكومة مدينة للقطاع الخاص بملايين الدنانير

وكشف زيدان بأن الحكومة لم تجتمع مع المستشفيات الخاصة منذ شهر 11 الماضي بالرغم من ان القطاع الخاص وفر أكثر من الف سرير لمعالجة مرضى كورونا، وأن فاتورة علاج التأمين الصحي الحكومي داخل المستشفيات الخاصة بلغت حوالي 10 ملايين دينار لم يتم دفع أي مبلغ منها للآن، متسائلا كيف يمكن للقطاع الخاص ان يستمر في دعم جهود الدولة في مكافحة كورونا. 

المشكلة ادارية بالدرجة الأولى

وفي سياق متصل أكد زيدان أن النظام الصحي الذي تم بناؤه خلال الاربعين عاما الماضية لديه من الإمكانات والكفاءات المتميزة مايمكنه من تجاوز الأزمة والصمود أمام التحديات الصحية إذا توافرت الارادة والإدارة الكفؤة.