في اليوم العالمي للجوء.. السوريون يذكرون العالم بمعاناتهم

الصورة

لسان حالهم.. ليت كل العام يوما عالميا لنا، لتستمعوا لمعاناتنا و تساندوا قضيتنا الإنسانية البحتة بعيدا عن تجاذباتكم السياسية وحساباتكم الاقتصادية و مصالحكم الضيقة.

بهذا الكلمات يُذكر اللاجئون في أرجاء الأرض وبالذات اللاجئون السوريون بقضيتهم في اليوم العالمي للاجئين الذي يحيه العالم اليوم الأحد في 20 من حزيران.

ولأن قضية اللاجئين السوريين في الأردن هي الأكبر؛ بتحدياتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، نعرض في هذا التقرير  المعاناة والتحديات التي تعترض جميع أطراف المعادلة من مضيف ومستضيف في هذه المسألة.

الصورة
أصل الحكاية من سوريا

تعود جذور مسألة اللاجئين السوريين في الأردن إلى اندلاع الثورة السورية في آذار  من عام 2011 ليتدفق سيل من الهاربين بحياتهم نحو الجار الأقرب الأردن.

بحسب وزارة الخارجية فإن المملكة تستضيف اليوم نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، منهم ما يزيد عن 671 ألفاً من اللاجئين المسجّلين لدى الأمم المتحدة ويقطن حوالي 10% منهم فقط في مخيمات اللجوء، بينما ينتشر الباقون في المجتمعات المحلية.

يتوزع السوريون في الأردن على 5 مخيمات للاجئين السوريين، 3 منها رسمية وهي: مخيم الزعتري والمخيم الإماراتي الأردني و مخيم الأزرق.

مخيم الزعتري نموذج للأزمة  

هنا في شارع " الشامزليزيه " بمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن على غرار شارع "الشانزليزيه"  الشهير في العاصمة الفرنسية باريس.

ترى كل ما فيه حنين للماضي، المحال التجارية، الأسماء، الحلويات الشامية، حتى الوجوه التي رحلت من هناك برغم كل غبار اللجوء الذي غطى ملامحها.

الصورة

افتتح هذا المخيم في تموز 2012.

تقول الإحصاءات إن عدد سكان مخيم الزعتري يقارب الـ 77 ألف لاجئ، 45% منهم ممن تقل  أعمارهم  عن (15) عاما.

يتوزع سكان المخيم على 12 قطاع و26 ألف وحدة سكنية  أو ما يعرف بالكرفانات.

ويضم 1200 محل تجاري ، و11 مركزاً طبياً، و32 مدرسة للإناث والذكور، ومراكز تعليمية.

الصورة
 
اللاجئون السوريون معاناة مستمرة

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دراسة لها إن نحو 79% من اللاجئين السوريين في الأردن، يعيشون تحت خط الفقر بأقل من 3 دولارات في اليوم الواحد.

بينما تقول الخطة الحكومية للاستجابة للأزمة السورية إن مستويات الفقر ارتفعت الى 18% بين اللاجئين السوريين.

و تشكل ‏المساعدات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي المصدر الرئيسي للدخل ‏بالنسبة لـ ـ83% من العائلات السورية  والمقدر عددها  بـ527 ألف لاجئ. 

تهديد بوقف المساعدات اعتبارا من تموز

وحتى تلك المساعدات التي لا تكاد تسد رمق الأسر المحتاجة مهددة بالتوقف التام، حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن 21 ألف ‏لاجئ لن يتلقوا مساعداتهم الغذائية الشهرية اعتبارا من تموز المقبل ‏بسبب نقص التمويل الذي أجبر البرنامج على إعطاء الأولوية للاجئين الأكثر ‏احتياجا.

‏جهود محلية ودولية لا تغطي حجم الاحتياج

وبرغم أن الأردن الرسمي والشعبي يحاول سد ثغرة اللجوء السوري وتوفير احتياجات الأشقاء السوريين إلا أن التحديات التي تواجه المملكة انعكست برمتها على أزمة اللاجئين وتعمقت نتيجة تزايد الضغط على كل موارد الدولة لتغطية احتياجاتها الأساسية وتوفير الحياة الكريمة لكل مقيم على أرضها.

وفي شق الإغاثة العالمي فقد زاد عدد المنظمات الدولية التي تقدم خدمات الإغاثة للاجئين ليصل عددها إلى 40 منظمة معظمها متخصص في الدعم النفسي والتركيز على الحقوق والتعليم وتنمية الشخصية والتعليم. 

الصورة
 
اللجوء أعباء وتحديات   

يقول الدكتور عبد الباسط العثامنة أستاذ الاقتصاديات والسكان والهجرة في جامعة اليرموك لـ حسنى إن أي قضية لجوء قسري تترك أعباء غير متوقعة على البلد المضيف نتيجة الزيادة السكانية غير المسبوقة بدون تخطيط حيث أن الأزمة السورية زادت نسبة السكان في الأردن 13% خلال 8 سنوات .

وأشار أن التحدي يكمن في إضافة أعباء جديدة على البنية التحتية والمرافق العامة والخدمات ما يؤدي إلى تأثر حصة المواطن منها.

وشدد الدكتور العثامنة على أن الاستجابة الدولية لم تكن بمستوى التحديات التي تواجه الأردن.

خطة الاستجابة للأزمة السورية 

يقول التقرير السنوي لـ(خطة استجابة للأزمة السورية)، أن الأردن حصل العام الماضي 2020 على 690.9 مليون دولار من أصل 1.475 مليار دولار متطلبات التمويل، وبنسبة تمويل 47%.

94 % من المواطنين الأردنيين النظر إلى اللاجئين بشكل إيجاب

المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

يقول الناطق باسم مفوضية اللاجئين محمد الحواري لـ حسنى إن اليوم العالمي للاجئ فرصة للتذكير بأهمية مساندة قضية اللجوء.

وأكد أن المفوضية تقدم خدمات ل 750 ألف لاجئ في الأردن من 52 جنسية من بينها السورية.

وتقدم المفوضية خدماتها في مجالات التعليم والصحة و برامج الدعم المساندة حيث قدمت دعما ماليا مباشرا لـ 32 ألف اسرة سورية.

كورونا واللاجئين

منذ بداية الجائحة أدرج الأردن اللاجئين في إجراءات الاستجابة الصحية الوطنية وبرنامج التطعيم ضد كورونا مع ضمان استمرار تقديم الخدمات الصحية المدعومة.

وتقول الاستراتيجية الإقليمية لاستضافة اللاجئين 2021-2022 إن وباء كورونا هدد استقرار مستوى حياة اللاجئين السوريين في الأردن بعد أن تراجعت بعض المؤشرات المتعلقة بحياتهم ستة أعوام إلى الوراء، الأمر الذي تبددت على إثره جهود مساعدة اللاجئين خلال الأعوام الماضية.

ومنذ ظهور الوباء، تؤكد الاستراتيجية أن أسر اللاجئين في المخيمات التي لا تستهلك كميات كافية من الغذاء زادت من 5% إلى  19% بين العامين 2019 و2020، ووصلت إلى أسوأ المستويات منذ العام 2014.

الناطق باسم مفوضية اللاجئين محمد الحواري قال لـ حسنى إن 40% من أصل 175 ألف لاجئ سوري يحملون تصاريح عمل فقدوا وظائفهم في الأردن لعملهم في قطاع المياومة.

وكشف أن المفوضية قدمت معونات طارئة إلى 50 ألف اسرة لتغطية عجزها أثناء الجائحة.

اللاجئون السوريون .....ملف مفتوح دون حل قريب 

يقول الدكتور عبد الباسط عثامنة لـ حسنى إن عمر أي لجوء في العالم لا يقل عن 17 عاما ويأمل بأن يكون "الاستقرار السياسي والأمني في سوريا قريبا للتمهيد لعودة لاجئين إلى مدنهم ".

وهنا سؤال كبير بحجم معاناة اللاجئين السوريين في الأردن ... هل من أمل قريب لعودتهم في ظل أفق سياسي مظلم  وواقع أمني مضطرب و أجيال ولدت خارج سوريا في ظل حرب لم تنته بعد. 

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00